صعوبات في وجه المنظمات الحقوقية العربية في ديربان
تامر أبو العينين-جنيف
حاولت منظمات المجتمع المدني العربية المشاركة في مؤتمر ديربان2 تعويض ما غاب عن المداخلات الرسمية من ربط للعنصرية بمعاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي.
ويقول ممثل اللجنة العربية لحقوق الإنسان في جنيف عبد الوهاب الهاني “إن منظمات المجتمع المدني العربية التي تمكنت من الحضور والمشاركة في أعمال هذا المؤتمر، واجهت تحديات مختلفة لعرض وجهة نظرها”.
ويؤكد الهاني أن التنسيق بين الوفود الرسمية العربية والمنظمات غير الحكومية قد غاب تماما بسبب ما وصفه بـ”العداء الذي تكنه تلك الحكومات لهذه المنظمات وعملها”.
التكامل المفقود
وذكر أنه كان يفترض أن يكون هناك تكامل بين الطرفين، “فما لا تستطيع الحكومات التصريح به لأسباب وحسابات سياسية يمكن للمنظمات أن تطرحه على الرأي العام سواء من خلال فعاليات على هامش المؤتمر أو مداخلات داخل قاعاته”.
عبد الوهاب الهاني ممثل اللجنة العربية لحقوق الإنسان بجنيف (الجزيرة نت)
ويشير الهاني إلى أن توزيع الأدوار بين المنظمات غير الحكومية والوفود الرسمية “أمر متعارف عليه في مثل تلك المؤتمرات ذات الحساسية العالية، وقد لاحظنا ذلك في دعم إسرائيل لعشرات من المنظمات التي عبرت عن وجهة نظر إسرائيل أمام الجميع رغم غياب تل أبيب عن المؤتمر رسميا”.
حضور اللجنة العربية لحقوق الإنسان أمام المؤتمر كان –حسب المراقبين- أحد أهم الأصوات التي وضعت مشكلة الشعب الفلسطيني في مكانها الصحيح أمام المؤتمر بمصداقية وحرفية عالية.
فقد أعربت رئيسة اللجنة فيوليت داغر في كلمتها أمام المؤتمر عن “الدهشة من تجاهل معاناة الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ عقود طويلة من أقسى أشكال التمييز والممارسات العنصرية الاستعمارية، وزادت درجة معاناته بعد ديربان الأول عام 2001”.
خضوع للابتزاز
كما عبرت عن استيائها “لعدم التنديد بجدار الفصل العنصري وإهمال قرار محكمة العدل الدولية المتعلق به مما يضع علامات استفهام كثيرة على مدى تطبيق معايير المعاناة من العنصرية التي وضعتها الأمم المتحدة على الشعب الفلسطيني”.
ووصفت الصمت عن طرح قضية فلسطين أمام المؤتمر على أنه “خضوع للابتزاز والمساومة وصمت على ما يجري في غزة، التي تحولت إلى أكبر معسكر اعتقال في العالم، يعيش فيه مليون ونصف مليون نسمة تحت حصار جائر”.
في المقابل هناك من ينتقد المنظمات العربية غير الحكومية لأنها “لا تحسن التواصل لا مع الدول الأوروبية أو تلك الداعمة للحق العربي ولا مع الجمعيات الدولية ذات الأهداف المشتركة، وتريد أن تنفرد بالساحة لتحقيق أهداف لحساب أطراف مختلفة مما يدفع إلى الشك في مصداقيتها”.
أدوار غامضة
لكن عبد الوهاب الهاني يرفض هذا التعميم على جميع المنظمات غير الحكومية العربية “لأن من بينها من هي ممولة من أطراف معادية للقضية الفلسطينية”.
وقال “إننا كمناضلين من أجل الحق الفلسطيني لا نقبل الجلوس مع من يتلقون أموالا لتشويه صورة السودان أو يعملون لحساب أجندة صهيونية”.
ودعا الهاني إلى النظر في خلفيات ما حدث أثناء الإعداد للمؤتمر، فقد تململت –حسب قوله- منظمات مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية والفدرالية الدولية لمنظمات حقوق الإنسان في التعامل بجدية مع نظيراتها العربية أثناء التحضير للمؤتمر، تارة بالقول إن الموضوع حساس للغاية، وتارة أخرى لأنه ليس من بين أولوياتها. ويضيف “بل لم تكن تلك المنظمات مستعدة لاستضافة نشطاء حقوقيين عرب مستقلين للمشاركة في الفعاليات”.
وأكد الهاني أن من المفارقات “أن تقف منظمة مثل هيومن رايتس ووتش ضد مشاركة تحالف منظمات المجتمع المدني للحديث أمام الجلسة الرفيعة المستوى للمؤتمر فقط لأن التحالف يضم اللجنة العربية لحقوق الإنسان، ونطالب رسميا بفتح تحقيق في هذا الأمر على مستوى المفوضية السامية لحقوق الإنسان وأمانة المؤتمر
“.الجزيرة