عيد”لايت” للعاطلين عن العمل! خواطر عيدية ـ الله يجبر بخاطر الجميع.
د. فاضل الخطيب.
اقعود أخي بالكرسي أو بالفوتيل, أو حتى على الأرض ـ ما عاد فيه برد ـ وعيّد بكل رياحة وسعادة, لأنك بتستاهل, بعد عيد الحبّ وبعد عيد الثورة ـ اللي نسخ عيد المرأة في سورية ـ وبعد عيد الربيع والنوروز والجلاء, وبعد عيد نعجة درعا وأولادها السبعة ـ سبعة بعين العدو ـ, وعيد الجلوس الغير للمحروس, وبعد عيد ميلاد أردوغان خليفة ابن عثمان..
المهم بعد هالأعياد كلها بتستاهل يا حبيبي ترتاح وتعيّد على كيفك, تعيّد بعيد العمال! أو عيد العاطلين عن العمل!!
والحقيقة ـ بربّك ـ شو بدّك تعيّد..؟ أو شلون..؟
إذا ما عندك عمل, إنت حرّ وما حدا بيتأمّر وبيتكبّر عليك, يعني بتقدر تدوّر على عمل عن طريق الانترنت ـ طبعاً إذا في عندك انترنت وإذا شغّالة وإذا المساعد أبو محمود ما حجبها ـ, واللي عندو شغل ومكان عمل لازم يرفع الشمبانيا ويحتفل ويحييّ 1.. و 2 .. و 3 .. و 33 أيار, ويدعي بطول العمر للدكتور بشار…
“اليوم مشمس ودرجات الحرارة عند معدلها العام, وتشرق الشمس في دمشق عند الساعة الخامسة وسبع وسبعون دقيقة, وتغيب ـ الله لا يغيبكم عنّا ـ في الساعة السابعة إلاّ سبعين دقيقة”.. بعد شوية بتبدأ المسيرة ـ الاحتفال ـ. وتكون الشعارات “بالروح بالدم نفديك يا أيار… بالدم بالروح حانكمل المشوار… “بين القنيطرة والجولان .. أرنب طارد غزالة”… “ممانعة .. ممانعة … من البصرة حتى شبعا”… بالروح بالدم …. بالدم بالروح…….
وجاء في مذكرات صفوان عن هذا اليوم, والتي قرأها شعبان ونقلتها بكل أمان صحيفة سمعان الفهمان:
أعرف الآن لماذا أشعر بالتعب! ليس لأنني نمت كثيراً ـ السهر ما بيتعبني ـ ولا من التوتر والعصبية.. لا .. أبداً.
السر يكمن في العمل!! لننظر إذاً:
يعيش في بلدنا ـ اللي الله حاميها, واللي أني راعيها ـ 20 مليون وسبعمائة شخص بالتمام والكمال ـ حسب آخر رقم وصلني قبل ساعة ـ, منهم ثلاثة ملايين وسبعة وسبعون متقاعداً.. أي يكون الباقي 17000623 شخصاً ـ من الذكور والإناث ـ, ويدرس في الجامعات والمدارس 5000097 طالباً وطالبة,
وإذا أخذنا بالحسبان أنه يوجد ثلاثة ملايين وسبعون عاطلاً وعاطلة عن العمل.. إذاً تكون مهمة إنجاز كل الأعمال في البلد ـ الصغيرة منها والكبيرة ـ على عاتق تسعة ملايين وأربعمائة وستة وخمسون إنساناً.. ومن بين العاملين هؤلاء يوجد 4900500 فرداً موظفاً في دوائر الدولة.
كذلك يوجد سبعمائة ألف رجل مخابرات ـ بمختلف أسمائها , لكنني لن أقوم بتعداد أسماء كل المخبرين في الداخل والخارج ـ, المهم يكون الباقي 5399956 شخصاً لا غير.
ولازم نطرح أيضاً عدد العاملين في الجيش والشرطة وعدد الأطفال ما دون سن المدرسة.. وعدد أعضاء البرلمان والحكومة والسفراء السعداء مع رعاياهم, وأعضاء فروع الحزب القائد والجبهة الوطنية التقدمية الحاكمة ـ لو بقدر كبّر ولوّن كلمة حاكمة ـ,
ولا يجب نسيان كم واحد من المعتقلين الذين يهددون أمن الوطن, وشوية غيرهم ـ لم نأخذ بالحسبان الأكراد الضيوف عندنا واللي نزلوا من السماء منذ قبل ولادتي ـ…
المهم إذا طرحنا كل ذلك من المجموع أعلاه يكون الباقي اثنين فقط وعلى عاتقهما تقوم مهمة إنجاز كل شيء بهالبلد وهما أنت وأنا.. ولكونك قاعد أمام الكومبيوتر وعا بتقرأ هالكلام الفاضي هذا يعني نزل كل الشغل برقبتي وحدي!!
الوصايا العشرة للعمل, وهي معلقة في القاعة العمالية في مركز “الجبهة الوطنية التقدمية الحاكمة في سورية”:
1 ـ لا تتمنى لمسئولك الموت, ساعده كي يتمناه هو لنفسه!
2 ـ لا تؤجل عمل اليوم للغد, الأفضل أن تؤجله إلى ما بعد الغد لربما يظهر أنه لا حاجة له!
3 ـ من لا يعمل لا يخطئ, والعامل الذي لا يخطئ يستأهل تقدير ومكافأة!
4 ـ إذا قام زميلك بالعمل شي مرة, هذا لا يكون سبباً لتقليده!
5 ـ المهمة التي لا تحل نفسها من نفسها خلال شهر كامل ما تستاهل أن تشغل بالك فيها!
6 ـ مكان العمل ليس للعبادة كي لا تشعر بالملل ولا تتركه طيلة النهار!
7 ـ بالعمل يحيى الإنسان, لكن الراحة لم تقضي على أحد!
8 ـ الكسل نصف الصحة, كن أنت بكامل الصحة!
9 ـ من المفيد أن يكون لكل إنسان هواية, لكن لا يعني هذا العمل!
10 ـ في 1 أيار القادم نخبركم بالوصية العاشرة!
وحتى ذلك الوقت أكمل الكلمات التالية “بالروح بالدم… بالدم بالروح…”.
بودابست, 29 / 4 / 2008.
خاص – صفحات سورية –