صفحات العالم

البرادعي المتفائل واوباما المحاور ويد نتنياهوعلى الزناد ,

د. اديب طالب
قال البرادعي :  الايرانيون مصرون بشدة على حيازة اتقنية السلاح النووي وليس حيازته ، وبهدف تعزيز دورهم الاقليمي من حيث النفوذ ومن جهة الهيبة الدولية  .
ما يقوله السيد البرادعي ، وعلى ديبلوماسيته ، لا يتفق مع اصرار طهران على تخصيب اليورانيم وبلا حدود ، وبعيدا عن عيون وكالة الطاقة الدولية النووية التي يرأسها السيد البرادعي . وفي حال كهذه يبقى وصول ايران الى السلاح النووي مسألة وقت . والفرق في هذا الوقت وفي اختلاف التقدير بين الامريكيين والاسرائيليين هو سنتين او ثلاثة . وان تصريحات السيد نجاد الاخيرة ، لاتوحي بدقة القول البرادعي . الرئيس الايراني مصّر على أداء دور كبير في قيادة العالم ، ويعرف جيدا انّ حصوله على هكذا دور يقتضي امتلاكه للسلاح النووي وليس امتلاك القدرة التقنية على تصنيعه . نجاد ليس ظاهرة صوتية ، ولا يقول الا مايريده المرشد الاعلى السيد خامنئي ، وليست القضية هنا قضية توزيع ادوار يعمد اليها العقل السياسي الايراني النفعي .
ماذا سيطلب المحاورون الاوباميون عندما سيقعدون وخلال اشهر قليلة قادمة مع الايرانيين الجالسين قبالتهم على طاولة الحوار العزيزة على قلب السيد اوباما  ؟ ؟ ,
1 – العمل الجّدي من أجل الامن والاستقرار في العراق وفي افغانستان ، 2 – التوقف عن اعتبار حماس وحزب الله ذراعان عسكريان لطهران تطل بهما على شاطىء المتوسط ، 3 – التوقف التام لايّ كلام يعتبر تهديدا وجوديا  لاسرائيل ولو كان من باب الاستهلاك الداخلي ، 4 – السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية لتتأكد ان التخصيب محدود ومقتصر على  الاستخدامات السلمية ، 5 – التعهد بمحاربة الارهاب القاعدي ، 6 – تحسين السمعة الايرانية السيئة في مجال حقوق الانسان . 7 – عدم الاعتراض على حلّ ” الدولتين ” بشأن النزاع الاسرائيلي الفلسطيني .
ماذا ستقدم امريكا قبالة ذلك كلّه للسيد نجاد ؟ ؟ . 1 – الاقرار بدور اقليمي محوري ، وليس دورا محوريا في ادارة العالم كما يرغب ” الامبراطور السيد نجاد . 2 – امتلاك ايران لمفاعل فرنسي نووي للاغراض السلمية . 3 – تخصيب لليورانيوم بواسطة بضع مئات من اجهزة الطرد المركزي ولاهداف علمية تصبّ في المسار العلمي النووي السلمي حصرا . 4 – اعادة كل ما تحتجزه امريكا لايران من اموال وغيرها . 5 – الدخول الى منظمة التجارة العالمية . 6 – الغاء العقوبات .
انّ نظرة متفحصة للاسطر القليلة السابقة ، توحي انّ العملية التفاوضية فد تستغرق أكثر من سنتين على الاقل . والسؤال ماذا لو امتلكت ايران سلاحها النووي خلال هذه الفترة  وانضمت لصغار مالكي السلاح النووي في العالم ؟ هل تضع اسرائيل يدها على خدّها بكل ادب مع السيد الكبير الامريكي والسيد المتواضع الايراني ، لا أظن ذلك بتاتا ، ومن الواجب ان يفعل كذلك السيد البرادعي ؛ لان اسرائيل لن تكون مجنونة اذا هاجمت ايران عسكريا كما وصفها في اقواله الديبلوماسية !! . ومؤكد انّ السيد اوباما سيخلع قفازه الحريري ، ويستعمل قبضته الحديدية . وستذهب النوايا الحسنة والكلمات المتفائلة للبرادعي الى حيث يجب ان تذهب الاشياء المستهلكة .
ليس سهلا ان نصف استرتيجية اوباما بالفشل ، الا في حالة واحدة هي عدم ربطه المفاوضات وجلسات الحوار بجدول زمني ، ورؤيا واضحة لنتائج تلك المفاوضات وجلسات تجاذب الاحاديث حتى لا تتحول الى ” سوالف ” على رأي البدو أو ” مضمضة ” للكلمات على رأي أهل الشوام .
تقول هآرتس في 17 /4/ 2009/ : << لاسرائيل قدرة عسكرية لالحاق ضرر جسيم بالبرنامج النووي الايراني ضرب مراكز اعصاب الانتاج مصنع تخصيب اليورانيوم من نتناز، مصنع تحويل اليورانيوم في اصفهان وبضعة مواقع اخرى ينكبون فيها على ‘مجموعة السلاح’، تركيب القنبلة. مثل هذا الهجوم سيعرقل القدرة النووية لايران على مدى بضع سنوات ولكنه لن يحطمها تماما.>> .
– معارض سوري
خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى