فايننشال تايمز :حظوظ النظام السوري تتحسن مع الغرب لكن من المبكر الابتهاج بهذا التحسن
وأشارت الصحيفة، في تقرير حول العلاقات بين سوريا والغرب، الى أنّه منذ وقت ليس ببعيد كان نظام الرئيس بشار الأسد خطيراً ومنبوذاً ومثيراً للمشاكل، يتدخل في العراق ويثير الاضطراب في لبنان، ويعد سبباً لمحنة الغرب في الشرق الأوسط… ولكن بالإمكان حالياً الشعور بما يمكن اعتباره ربيع بشار في دمشق
وبحسب الصحيفة فإنّ «سوريا تمثل الآن قضية اختبار للسياسة الأميركية مع وجود إدارة أميركية مصمّمة على قلب صفحة سياسات الرئيس السابق جورج بوش، وتحويل أعداء الأمس إلى أصدقاء»، موضحة أنه في حال استطاعت واشنطن ايجاد سبيل يقنع دمشق بالعمل معها وليس ضدها، فإن ذلك سيكسب الهدف الأكبر الرامي إلى نزع فتيل التوترات الأخرى في منطقة الشرق الأوسط، دفعة مهمة
ونقلت «فايننشال تايمز» عن مسؤول أميركي قوله نريد أن نرى تغيراً في نظرة سوريا تبعدها عن التعطيل وتقرّبها أكثر من حل المشاكل بطريقة بنّاءة، وأن تكون مستعدة على الأقل للتعامل مع مشاكل المنطقة، وهذا لا يعني أننا نريدها أن تقطع علاقاتها مع إيران بل التسليم بأن الغرب يستطيع أن يعرض أشياء تعجز إيران عن تقديمها مثل التنمية الاقتصادية والسلام مع إسرائيل.
وأعرب مسؤول أميركي للصحيفة عن اعتقاده بأنه «خلال العام المقبل، وفي حال دخلت سوريا في مفاوضات مع إسرائيل، وتم تشكيل حكومة مستقرة في لبنان، واتخذت العلاقات السورية العراقية منحى أفضل، وفي حال ذهب الفلسطينيون إلى الانتخابات، فإنّ الظروف التي تتيح لسوريا أن تقوم بدور إقليمي أكثر إيجابية ستكون مطروحة بشكل أوسع .
وتابعت الصحيفة إلى أن حظوظ الأسد على الجبهات الأخرى باتت جيدة أيضاً في الآونة الأخيرة، لا سيما في ما يتعلق بالمعارضة الداخلية، وذلك في أعقاب انسحاب جماعة «الأخوان المسلمين» من «جبهة الخلاص» الذي أدى إلى إضعاف الحركة المعارضة بصورة أكبر، وإطــلاق سراح الضباط الأربعة في لبنان.
ولفتت إلى أن المسؤولين السوريين، ونتيجة لتلك التطورات، صاروا ينعمون بالثقة بالنفس، وقد أبلغ سفيرهم في واشنطن عماد مصطفى معهد الشرق الأوسط بأنه مليء بالسعادة بعد انتخاب أوباما، ووصف تغيّر موقف واشنطن من سوريا بالدراماتيكي .
وفيما نسبت الصحيفة إلى أندرو تابلر، المحلل السياسي الذي أمضى سنوات طويلة في سوريا، قوله «إن السوريين يعتقدون أنهم مركز الشرق الأوسط ولا شيء يمكن إنجازه من دونهم»، أشارت إلى أن على دمشق التريث قبل أن تبتهج فمن المبكر الابتهاج بهذا التحسن لأن إقامة علاقات أفضل مع الغرب يعتمد بشكل كبير على الطريقة التي يلعب من خلالها حاكم سوريا، كما يخشى المسؤولون الأميركيون من احتمال أن تكون سوريا تسيء تقدير تغير لهجة إدارة أوباما وتخطئ قراءة نواياها
وكالات – يو بي اي- ا ف ب