لمحة عن المعارضة السورية
محمد زهير الخطيب
سألني صديق عزيز عن المعارضة السورية اسئلة لها وجاهتها، وكانت هذه اجابتي له
ماهو مفهوم وتعريف المعارضة السورية؟
في الدول الديمقراطية، المعارضة هي القوى السياسية القانونية العلنية التي تعمل من داخل البلد بأمان واستقرار والتي لم تفز بالانتخابات الديمقراطية الاخيرة وبالتالي لا تكون مشاركة في الحكم انما تراقب الحكومة وتنتقد اداءها من موقف المعارض، وهذه يكون لها عادة حضور رسمي في البرلمان بحسب عدد برلمانييها، وهي تشكل حكومة ظل وتمارس نقد الحكومة ومراقبة أدائها منتظرة الفرصة لدخول الحكم في اي انتخابات قادمة.
وفي سورية صرح النظام أكثر من مرة أنه ليس هناك معارضة سورية، فالشعب كله ملتف حول رئيسه الشاب، وكل صوت خارج هذا الاجماع التاريخي صوت نشاز وعميل!!!.
ولكن حقيقة الامر أن الشعب السوري كله معارضة ما عدا العائلة الحاكمة والمنتفعين حولها، وتقسم هذه المعارضة الكبيرة إلى قسمين: قسم المعارضة الصامتة التي تعارض بصمت وتسعى على لقمة العيش وتدعو على الظالمين بالسر ولم يترك لها الحكم فرصة ولا وقتا للخروج من دائرة الصمت والقهر. والقسم الثاني معارضة متكلمة، فمن كان منها في الداخل فهو لا يكاد يخرج من السجن حتى يعود اليه، ومن كان منها في الخارج فهو قليل الحيلة ويعارض بالراحة.
وما هي أسسها؟
الحرية والمواطنة والمساواة والعدالة والديمقراطية والتبادل السلمي للحكم واحترام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.
وما هي أهدافها؟
بناء دولةً مدنية وطنية حديثة، يقوم نظامها السياسي على دستور ديمقراطي، يحترم التعددية بكل آفاقها: الدينية والعرقية والسياسية والفكرية، ويقوم على التداول السلمي للسلطة والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، ويجعل المواطنة مناطاً للحقوق والواجبات، ويكون فيها إعلام مستقل وسلطات ثلاث مستقلة: تشريعية وتنفيذية وقضائية، وتكون خالية من الاستبداد والفساد.
وما هي وسائلها؟
التغيير السلمي بأيدٍ سورية وبالاستعانة بمنظمات التحرر والمجتمع المدني في كل مكان دون الاعتماد على القوى الخارجية وبالاستفادة من الوسائل الحديثة في الاعلام والاتصال.
ما هي أهم أحزابها وتشكيلاتها؟
هناك التجمع الوطني الديمقراطي وهو يجمع خمسة أحزاب سياسية هي: حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي بزعامة حسن عبد العظيم، وحزب الشعب الديمقراطي (المكتب السياسي) ومن ابرز رموزه رياض الترك، وحزب البعث العربي الاشتراكي الديمقراطي بزعامة إبراهيم ماخوس ويتميز عن بعث السلطة باضافة كلمة الديمقراطي، وحزب العمال الثوري العربي وحركة الاشتراكيين العرب.
وهناك جماعة الاخوان المسلمين التي يعتبرها بعض المراقبين أبرز تنظيم معارض داخل المعارضة السورية رغم وجود قيادة التنظيم وكوادره في الخارج حيث ينص قانون اصدرته السلطة برقم 49 لعام 1980 على الحكم بالإعدام لكل من منتسب لهذه الجماعة، وقد علقت الجماعة نشاطها المعارض بعد الاعتداء الاسرائيلي على غزة، وهناك حزب البعث الموالي للعراق وحزب العمل الشيوعي والتنظيم الشعبي الناصري وحزب التحرير الذي اسسه تقي الدين النبهاني، والتجمع الليبرالي الديمقراطي في سوريا (كمال اللبواني، وهو من سجناء الرأي حاليا).
وهناك أحزاب كردية أهمها التحالف الديمقراطي الكردي المؤلف من أحزاب عديدة من أبرزها حزب البارتي، وجناح حزب الوحدة الديمقراطي الكردي (اليكيتي) وحزب آزادي الكردي في سوريا. والجبهة الديمقراطية الكردية التي تضم الحزب الوطني الديمقراطي الكردي، والحزب اليساري الكردي، والحزب الديمقراطي التقدمي الكردي…
وقد تشكلت مع الوقت أحزاب جديدة مثل تحالف الوطنيين الاحرار ومن رموزه سمير النشار، والتيار الإسلامي الديمقراطي المستقل وحركة العدالة والبناء التي يترأسها أنس العبدة، وحزب الحداثة (فراس قصاص) وحزب الانفتاح (هاشم سلطان) وحزب الاصلاح الذي اسسه فريد الغادري، وهناك التجمع القومي الموحد برئاسة رفعت الاسد الذي يمثل منافسا عائليا للحكم الشمولي لبشار الاسد أكثر من تمثيله لمعارضة ديمقراطية جادة.
أما الجبهات والتشكيلات فأهمها إعلان دمشق الذي أعلن عنه في عام 2006 وسارعت معظم الاحزاب والحركات السياسية إلى إعلان تاييدها له وانضماما إليه. وهناك جبهة الخلاص التي تشكلت في عام 2006 بتحالف السيد خدام مع السيد البيانوني ثم انضم اليها السيد صلاح بدرالدين وعدد كبير من الحركات والمستقلين، وقد انسحب منها مؤخرا البيانوني وبدرالدين بما يمثلانه.
وعلى صعيد المنظمات الانسانية، فهناك المنظمة العربية لحقوق الإنسان التي ترتبط بالمنظمة العربية في مصر، والجمعية السورية لحقوق الإنسان، و المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) ولجان الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية، واللجنة السورية لحقوق الإنسان في لندن، وماف وهي منظمة حقوق الأكراد في سوريا.
وهناك قناتان فضائيتان للمعارضة انشئتا حديثا هما قناة زنوبيا وقناة بردى.
وهذه المعلومات كلها تقريبية وعلى سبيل الذكر لا الحصر.
الحوار المتمدن