وأخيرا وقع المتوقع
محمد زكريا السقال
انفجر الوضع في لبنان , كثيرون لم يتوقعوا هذا ، بل كثيرون توقعوا أن لبنان سيواجه صيفا ساخنا من الصهاينة , وهذا وارد ، الحسابات الصهيونية أيضا لا تخفي انزعاجها وقلقها من تسلح حزب الله واستعادة جاهز يته ، كل ما يعيشه لبنان يؤكد على أن هناك أزمة مستعصية يعيشها لبنان ، والأوضاع ستنفجر
بفعل داخلي ، آو خارجي ، فقد فشلت كل المبادرات والتدخلات بلملمة لبنان وعقد كلمته على إجماع بأي اتجاه ، ولم يستطع اللبنانيون أن يتوحدوا على رؤية لمستقبله كبلد عربي ذو سيادة يقرر المقاومة ، أو العيش بسلام ، أو كلاهما معا ولهذا فالموضوع هو سيادة بلد مخطوف لسياسات إقليمية ودولية ، وهذه أيضا حالة المنطقة العربية كلها ، الفارق الوحيد أن لبنان كما هو الحال في فلسطين ، بلدين ضعفين وقراراهم مخطوف ، وطالما أن المنطقة العربية مستباحة ، ولا تمتلك مشروع رؤية للوقوف بوجه هذا العبث الذي يحيط بها والهوان الذي تعيشه زيادة على لقمة العيش التي أصبحت عزيزة وصعبة المنال بكرامة وحرية لماذا لا ينفجر لبنان ، بل لماذا لا تنفجر المنطقة كلها وقد يحصل هذا ؟
لا خوف من الانفجار لهذه الشعوب ، الخوف بأي اتجاه ننفجر وماذا نريد من هذا الانفجار ، نريد انفجارا من أجل الكرامة والحرية وسيادة القانون والعدالة ، وكل انفجار خارج هذه المعادلة هو بصراحة انفجار مشبوه ، ولا يخدم أية قضية لصالح المنطقة وشعوبها ، كل صوت من اجل حرية الإنسان وكرامته وسيادة بلده من مشاريع الخارج هو صوت مشروع وفوق كل اعتبار ، وأي صوت لا يقف بحزم حيال هذا السعار بهذا الواقع المزري هو صوت مشبوه ، وأي وقود طائفي ومذهبي لهذه الإ نفجارات هو خيانة و ردة و فتنة تخدم مراكز خارجية تتربص بنا .
إلا آن النوايا تبقى نوايا ، شيئا خارج الواقع طالما أن موازين القوى التي تشكل رأس الصراع الدائر في لبنان لم تخرج من عباءة الطائفة ومرجعية العقائد المذهبية ، هذا وقد بدأت أبواق هذا المرض الخطير تطل برأسها وتبث سمومها في الجسم اللبناني ألمسمم أصلا بهذا المرض التاريخي ، هذا وقد بادرت مواقع الإنترنت وتحت مسميات كثيرة ، أهل السنة أو الجهاديين ، يعلون الأصوات من اجل نصرة أهل السنة في لبنان من الزحف الشيعي الفارسي ، هكذا وبهذه الألفاظ الكريهة والبغيضة ، والتي تريد شق أللبنانين وتفتيتهم بعد أن عانوا كثيرا من هذا الصراع الطائفي البغيض ، ولكن من الملفت للنظر دخول طرف سوري على هذا الخط البغيض ونقل الصراع الطائفي لشوارع سوريا ، فقد صدرت مجموعة تدعي إنها الأمانة العامة لمكتب إعلان دمشق في بيروت بيانا تطالب فيه سنة سوريا بالنهوض لنجدة سنة بيروت من براثن النظام الطائفي العلوي والإيراني ألصفوي _ بهذه السموم التي ينفثها هذه البيان يراد للصراع أن ينتشر ويعم في المنطقة .
ونحن إذ ندين هذا النفس الكريهه الذي ينطلق من كل الطائفيين مهما كان حجمهم ووزنهم ، إلا إننا بنفس الوقت نتساءل أيضا عن هذا المكتب الذي يرتدي إعلان دمشق بكل تحركاته المشبوه ، بالوقت الذي نعرف أن إعلان دمشق هو تجمع ديمقراطي وطني يريد تغييرا ديمقراطيا سلميا ، يعيد للوطن حريته وكرامته من خلال سيادة القانون والعدالة وسيادة الدستور التي تعني قانون تشكيل الأحزاب وقانون الأعلام وكل ما يجسد الوحدة الوطنية وتعايش كل أبناء المجتمع في ظل الدولة ، دولة المواطنة .
لهذا فأن هذا الصوت النشاز والمشبوه في ما يسمى أمانة بيروت لإعلان دمشق مدان ولا يمثل إلا أصحابه الغير شرعيين في معارضتنا الديمقراطية الوطنية، وحيث إننا إتلاف توافقي جمعنا إعلان دمشق كحالة توافق ديمقراطي من اجل التغيير السلمي يحققه أبناء المجتمع السوري وقواهم الوطنية بنضالهم في ساحة الصراع الأساسية وبعيدا عن الخارج وتدخلاته المشبوه التي تسعى لتفتيت بلدنا ووحدتنا الوطنية ، لهذا فأن موقف واضح وحاسم من هذا الصوت الذي يدعى الأمانة العامة لبيروت لإعلان دمشق يشكل خطوة ذات معنى ومهمة في سياق وحدة الإعلان وانسجامه مع مبادئه .
نص البيان الذي صدره ، ما يسمى أمانة بيروت لإعلان دمشق تجدونه على الرابط التالي
http://www.ahrarsyria.com/index.php?option=com
_content&task=view&id=6670&Itemid=67
برلين / 10 / 5 / 2008
خاص – صفحات سورية –