هناك قول مأثور بشأن السياسيين: لا يمكن تصديق كلماتهم، من هنا وجب الحكم على أفعالهم..
حان الوقت لمقارنة كلمات اوباما السابقة مع أفعاله الحالية
ترجمة د. عبدالوهاب حميد رشيد
تستمر السياسة الخارجية على سرعتها في المسار الخاطئ.. تحتاج حركة السلام
إلى تصعيد فعالياتها ضد الحرب..
الرئيس اوباما جيد جدا في أحاديثه، ربما أفضل متحدث لدينا في البيت الأبيض منذ جيل. لكنه أصبح الآن في المسؤولية لفترة كافية بحيث يمكن الحكم على أفعاله. لقد تجاوز عدد قتلى الجيش الأمريكي الخمسة آلاف في حروب العراق وأفغانستان. ويظهر أن هذا العدد من القتلى قلّما لوحظ من قبل حركة السلام في سنوات بوش. هذا الرقم المحزن هو نفحة لحصيلة ذات تأثير رهيب- القتل الجماعي، تشويه المدنيين، إجبار الملايين الهرب من بيوتهم..
الحروب مستمرة بصلابة في الواقع، والموعد النهائي لانسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية لن يتحقق برغبة القوات الأمريكية، بل ارتباطاً بظروف المدن العراقية ذاتها. قال الجنرال General Casey- رئيس أركان الجيش: على البنتاغون أن يخطط لتوسيع عمليات القتال والاستقرار في حربين.. لغاية عشر سنوات في العراق. بينما قال الجنرال McChrystal في شهادته أمام الكونغرس هذا الأسبوع بأن حرب أفغانستان من المحتمل أن تكلف دافعي الضرائب الأمريكان وشعوب الدول الأخرى أعضاء الناتو بلايين الدولارات على مدى سنوات عديدة قادمة.
كما أن تقريراً جديداً من البنتاغون أشار إلى تواجد 250 ألفاً من أصحاب العقود الخاصة حالياً في العراق وأفغانستان. من المعروف تسمية هؤلاء بـ “المرتزقة” طالما أنهم يمارسون مهاماً قام بها رجال الخدمات في فيتنام وحروباً أخرى. جانب من هؤلاء المتعاقدين يحملون السلاح ليوفروا الدعم للقوات المحاربة، منهم أمريكان وآخرون من دول أخرى. عند إضافة المرتزقة إلى القوات الفعالة، عندئذ يصل مجوع القوات المحاربة إلى 450 ألفاً في حروب العراق وأفغانستان/ باكستان، وبتكلفة 12 بليون دولار شهرياً.
في الأول من يونيو/ حزيران، قام اوباما بتعيين John McHugh الذي خدم في الكونغرس منذ العام 1993- جمهوري رفيع المستوى- في لجنة خدمة الجيش على مدى 14 عام.. وهو مدافع قوي عن زيادة مخصصات نفقات الجيش ومؤيد للحربين معاً. جاء تعيينه تتويجاً لتعيين الجنرال McChrystal ليرأس الحرب المتسعة والمتسارعة في أفغانستان/ باكستان. ويلاحظ على قيادة الجنرال أنها ارتبطت بالتعذيب وسوء المعاملة والمظالم تجاه المساجين والتغطية على موت Pat Tillman، بل وتشكيل فرق الموت. كما ولم يضع اوباما ستراتيجية لحرب أفغانستان، بل يشير الواقع إلى أن الولايات المتحدة تغوص عميقاً في مستنقع حرب أفغانستان/ باكستان.
فيما يخص التعذيب، وبعد اعترافه المذهل، أقر الجنرال Petraeusبأن الولايات المتحدة انتهكت معاهدات جنيف والقانون الدولي.. الجنرال Sanchez- القائد العام السابق للائتلاف في العراق، طالب بتشكيل لجنة نزيهة truth commission للتحقيق في المظالم التي حصلت أثناء إجراءات التحقيق. لم يوافق الرئيس السابق جيمي كارتر على قرار اوباما عدم نشر صور التعذيب وفشله في إطلاق إجراءات التحقيق الكامل لممارسات التعذيب، بغية تقرير ما إذا كانت المقاضاة ضرورية. لسوء الصدف، أن الرئيس اوباما يعمل بكل جهده لمنع نشر الصور، دعم مشروع قانون محل تأييد عضوي الكونغرس جو ليبرمان (و) لندس غراهام بغية إعادة كتابة قانون حرية النشر Freedom of Information Act وبما يمنع نشر صور التعذيب وإساءة المعاملة.
بل أن اوباما يذهب حتى أبعد من بوش فيما يتعلق الأمر بمعتقلي غوانتانمو بتحفظه على المحاكمات العسكرية- الذي قال أنه يعارضها.. بل، ربما يمكن توقع الأسوأ في سياق سياسة طويلة الأمد لاستمرار اعتقال هؤلاء بدون محاكمة فيما يسمى بالحجز/ الاعتقال الاضطراري .preventive detention لماذا يفعل اوباما هذا؟ لأن عدداً من المعتقلين تعرضوا للتعذيب وإساة المعاملة، وعند تقديمهم للمحاكمة ستتكشف أدلة وشواهد بشأن حقائق غير مسموح لها بالظهور. وهكذا فالحل عند اوباما – احتفظ بهؤلاء الناس في مكان تعذيبهم معتقلين دون محاكمة.
بالعلاقة مع إسرائيل، أوجد اوباما شقاقاً ضئيلاً مع “سفينتنا المقاتلة غير القابلة للهزيمة في الشرق الأوسط”، حسب تشبيه الكسندر هيغ لإسرائيل. إنه يسأل إسرائيل إيقاف بناء المستوطنات.. مسألة لا تشكل اختراقاً breakthrough في السياسة الجديدة. إسرائيل ترفض، كما فعلت دائماً. لكن اوباما لا يقول أي شيء بشأن الجدار الأمني غير القانوني، الإساءة المستمرة لمعاملة أهل الغزة، الهدم المستمر للمنازل في الضفة الغربية والقدس، ولا يهدد بفعل أي شيء في حال استمرار إسرائيل في طريقها بسرقة الأرض. في الواقع، إنه يقدم وعوده بالاستمرار في توفير كافة الأرصدة التي طالبت بها إسرائيل، علاوة على توفير كافة الأسلحة التي تحتاجها. من هنا تستمر أفعال اوباما لجعل الولايات المتحدة الوسيلة السهلة المتاحة facilitator لإسرائيل لتمارس المظالم وسوء المعاملة بحق الفلسطينيين.
عندما يأتي الأمر إلى الميزانية العسكرية، تحاول إدارة اوباما توفير أموال أكبر- ليس أقل. والميزانية التي قدمتْ من قبل الإدارة مستمرة في ممارسة الكذب falsity بتقييم تكاليف الجيش والأمن المحلي بأقل من حقيقتها. ويستمر، إلى هذا الحد، طلب أرصدة إضافية (خارج الميزانية/ طريقة بوش). والكونغرس يقترب من التصديق على صرف 100 بليون دولار آخر لحرب العراق، أفغانستان وباكستان. لم يقل اوباما شيئاً فيما يخص تقليل شبكة القواعد التي تقارب 1000 قاعدة عسكرية حول العالم، تُشكل أساس إمبريالية الولايات المتحدة الأمريكية.
هل أن أخبار هذه الأفعال السيئة كافية إلى هذا الحد؟
ربما أن الأخبار الأكثر سوءً هي الصمت النسبي لحركة السلام. نعم، البعض يوجه نقده، لكن البعض الآخر لا زال يتمسك بأمله في أن اوباما رئيس مختلف. آخرون مثلنا يرون أن تلك الآمال احترقت في خضم لهجة موالية للسلام أثناء الحملة الانتخابية عندما كانت وعود اوباما في تصاعد. حالياً، المزيد والمزيد يرون أنه قصد ما قاله عندما تعلق الأمر بدعمه في مواجهة الصقور.
هل يمكنك أن تتصور الضجة الممكن حدوثها لو أن بوش مارس هذه الأفعال؟ إنه وقت حركة السلام للنهوض من غفوتها وتعي حقيقة أن اوباما ليس حليفاً. لديه فريقه الأمني الوطني العسكري الذي كان محل إطراء الجمهوريين. سياسته في بعض الأمور أكثر عسكرة/ عنفاً من السياسة التي كانت قائمة في عهد بوش. حان الوقت لحركة السلام النهوض وتحدي اوباما تجاه كل سياسات الحروب الخاطئة هذه.
تحتاج حركة السلام السماح، بشكل منسجم، لممثليها معرفة أننا نعارض هذه الأفعال، وتنظيم مناسبات لدفعهم باتجاه إنهاء الحروب المستمرة، وتطبيق قواعد القانون على أحداث التعذيب. إنه وقت العودة إلى العصيان المدني civil disobedience. لكن يجب أن يكون التركيز حالياً على الديمقراطيين الذين يسيطرون على الرئاسة وأعضاء مجلسي النواب والكونغرس.
..إذا كنتَ لا ترغب في الاتجاه الذي يسير فيه البلد، فلن يتغير بدون فعل من قبلك وآخرين.
إنه وقت تصعيد الجهود لإنهاء الحرب..
Time to look past Obama’s words and face-up to his actions, By Kevin Zeese, aljazeera.com, 06/06/2009.
— Kevin Zeese is Executive Director of Voters for Peace. You can visit www.VotersForPeace.US and easily take action through the Internet. In addition, if you are planning local events, Voters for Peace will publicize them to our members. Contact action@VotersForPeace.US
شبكة العلمانيين العرب