قصيدتان

فواز قادري

يد إلى السماء
طفلة تواسيني
يد على قلبها
واخرى الى السماء
تبكي وانا اقلب اوراق عمري
واحدةً بيضاء
واخرى بيضاء
……..
بيضاء..بيضاء.

كانت ألعابكِ تغريني
لكني خسرتُ قبل ان ابدأ
غباءٌ اطلقَ صافرةَ النهاية.

احتفالٌ كنتُ فيه
الشاهد الوحيد
النازف الوحيد
المغادر الوحيد
أهو مأتم وطنيٌ
لِمَ لم يأت المدعوون إذا؟

في المحطات
رجلٌ غريب يبكي
في المحطات
ظلال كثيرة تختلط به
حتى شارف على الاختفاء
في المحطات
صورٌ شمسيّة سوداء
لا يسكنها احد
في المحطات فراغٌ كبيرٌ
لم يتبقَّ
سوى دموع تتأرجح
كمطر يحنّ الى السماء.
في الوداع .. سامحيني
يبست اغصاني
وهي ترفل بمائكِ
عناقيدي نُهبتْ
(يا لثعلب الحزن الماكر)
طريقي بلا ضوء
ودليلك
اوصلني الى لا شيء
هناك احتفيتُ
بظلي الذي
لم يعد يشبهني.

انتظرُ أن تفرغي مني
أن تشيّعي كل
ما تركنا من الزهور على الطرقات
في المحطات من قبل
وذكرياتٍ نسيها الغرباء والراحلون
ان تكتبي النشيج الاخير
في قصيدة عشقنا الآفلة.

فخ

خمسة أعوام و أنت تهوي
تكسرت تحت اقدامك
ادراج الآلهة
وتقطّعتْ السبل
وفاء كل غريب الى شمس
إلاّكَ….
تغيّرت الوجوه
وتناثرت شظايا الروح في الفراغ .
الله: … ويبقى عميقا هواك
لبلاد ركلتك
أكثر
من هذه الهاوية

تسقط أفراحك في فخاخ مفاجئة
ويصبح الطريق رفيعا
ومشحوذا كحد السيف
إن شئتَ قف وتأمل
أو فأطعم الهاوية جثتك الفارهة

هل استدللت
عمّا كنت تبحث؟
احزان متحركة دربك
فتنعّمْ تنعّمْ بكل هذا الحزن الطائش
ولا تدعُ أحدا غيرك إلى هذه الوليمة!

وحيدا تستحم بشمس غاربة
بلا ظل غريب يتلصص عليك
وعلى العاري من الأشجار
وحيدا و لا تقرّ بخساراتك الوفيرة
فأية جهة تتدلى أمام عينيك ؟
وأي ضوء
من شرفة غارقة في الظلام يفوح؟
أعوام ثقيلة أعوام
وها أنت أنفقْتَ
كل عواء الذئب المستفرد
وبدأتَ تموء
في دائرة مفرغة من البكاء
يداك مصفودتان
بأغلال لا تشبع
وتراخيتَ تراخيت
عن احتجاج على الحياة
راكضا كخيل خاسرة في سبق.
شاعر من سورية يقيم في ألمانيا
القدس العربي