صفحات العالم

“طبقة فائقة” تحكم أمريكا والعالم

سعد محيو
تساءلنا بالأمس: من هم حكام أمريكا الحقيقيون الذين يسيّرون تلك الآلة العملاقة التي اسمها أمريكا، والتي يشكّل المواطنون الأمريكيون في الواقع أول ضحايا خططها وطموحاتها؟
إنهم حفنة من أشخاص لا يتعدى عددهم ال ،6000 ينتمون إلى ناد خاص عالي التنظيم ويتواصلون مع بعضهم بعضاً بانتظام لينسقوا عملية حكمهم للعالم وأمريكا.
ثمة على الإنترنت موقع يرسم خرائط مفصلة عن عمل ونشاطات هذا النادي عنوانه http://www.theyrule.net. لكن التفاصيل الأدق وردت في كتاب جديد نزل حديثاً إلى الأسواق الأمريكية بعنوان “الطبقة الفائقة: النخبة الدولية والعالم الذي يصنعون” للكاتب الأمريكي ديفيد روثكوف. وهذا الأخير، بالمناسبة، يعتبر من “عظام رقبة” هذه الطبقة، إذ كان هو المدير السابق لمؤسسة “كيسينجر أسوشياتس” والمستشار الخاص لإدارة كلينتون لشؤون التجارة الدولية. ثم إنه لم يضع كتابه للتشهير بهذه النخبة التي تعمل في الخفاء، بل لنصحها، “لأن العالم الذي تصنع ليس فيه عدالة ولن يكون مستقلاً”، كما يقول، وهذا ما يعطي مؤلَفه أهمية مضافة.
العضوية في هذا النادي تضم ليس فقط شخصيات سياسية بارزة كميخائيل غورباتشوف وبيل كلينتون وهنري كيسينجر وتوني بلير، وأكاديمية وإعلامية وفنية، بل أولاً وأساساً كل من يملك ما يفوق المليار دولار من بين رجال الأعمال. هذا لا يعني أن “الطبقة الفائقة” تقتصر على هؤلاء، بل هي تتضمن “ملاحق” كثيرة تشكّل نحو 20 في المائة من كل المجتمعات البشرية، وهي بمثابة الجنود الذين ينفذون تعليمات غرفة هيئة الأركان العالمية.
ماذا يريد هؤلاء؟
أمرين اثنين: السلطة والثروة، أو بالأحرى الثروة لممارسة السلطة. وفي سبيل هذا الهدف توضع الخطط الشاملة التي تضمن للطبقة فوق العليا استمرارية حكمها، بما في ذلك:
تثبيت أركان النظام الاقتصادي الرأسمالي وإحكام القبضة عليه، عبر الإمساك بمفاصله الرئيسة خاصة المصارف والمؤسسات المالية، وهذا أمر بات أسهل الآن بعد أن خرجت العولمة الرأسمالية مظفرة من معركتها مع الشيوعية، وبعد انضمام الصين وروسيا إلى ركبها.
شن الحروب الكبرى والصغيرة بين الفينة والأخرى، إما لتسهيل تمدد العولمة إلى ما تبقى من مناطق العالم (خاصة العالم الإسلامي)، أو لتقليص الأعداد “الفائضة” عن الحاجة من الجنس البشري. وهنا يقال إن بعض الصقور في نادي الطبقة فوق العليا يدعون إلى إبادة 4 مليارات من البشر فائضين عن حاجة الاقتصاد العالمي عبر الحروب والأوبئة والمجاعات.
العمل على المدى الطويل على إقامة نظام عالمي جديد في ظل حكومة موحّدة، وجيش موحّد، وإيديولوجيا موحدة. بيد أن هذه الأخيرة، أي الإيديولوجيا، يشوبها الكثير من الغموض، حيث يعتقد البعض أنها تتضمن بلورة دين جديد مناقض لكل الأديان السماوية يكون خليطاً من الكابالا (الصوفية اليهودية)، والمعتقدات حول سيطرة مخلوقات فضائية متطورة على الجنس البشري (تضم بالمناسبة أعضاء الطبقة فوق العليا أنفسهم)، والطوائف التي تعتبر إبليس هو خالق العالم وليس الله تعالى، والتعاليم الماسونية.
بيد أن العامل الأهم، إلى جانب السيطرة الاقتصادية، هو الهيمنة الثقافية المطلقة لهذه الطبقة عبر كل من هوليوود وثورة المعلومات.
الخليج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى