صفحات الكتب

مديح الكراهية: خالد خليفة

null
مديح الكراهية لخالد خليفة
الكراهية التي دافعت عنها كحقيقة وحيدة تكسرت تماما، اعادتني الى الاسئلة الاولى حول حقيقة الانتماء ووجودي ككائن مادي يسبح في فراغ من الهلام 9
أعارني أحد الأصدقاء هذه الرواية التي منعت من أغلب الدول العربية و التي تأهلت الى المرحلة النهائية حيث كانت من بين الروايات الستة الأخيرة التي صمد ترشيحها للحظات الأخيرة، قبل أن تفوز رواية بهاء طاهر الروائي المصري “واحة الغروب” بجائزة البوكر في نسختها العربية الأولى. 9
الرواية لامست جرحاً لم يبرأ بعد بسبب تجاهل الإعلام العربي و عدم تدوين الكثير حول “مجزرة حماة” و الإصطفاف الطائفي الذي حدث في سوريا و المجازر التي أتبعتها. وتتحدث “مديح الكراهية” عن فترة الثمانينات من القرن الماضي في سوريا حيث دارت حرب طاحنة بين السلطات السورية ومجموعات مسلحة من تنظيم الإخوان المسلمين المحظور في سوريا. 9
تساءلت و أنا أروي فجأة : هل حقاّ إحتملنا كل هذا الألم ؟ نظراتهما المتشككة أول الأمر تحولت فيما بعد الى تعاطف أحتاجه و أحس بمذلته ، أن تكون كائناً لا يصدقك أحد بأنك قد دخلت جهنم و خرجت منها مليئاً بندوب لا يراها أحد غيرك ، تتحسسها حين تسمع عواء الذئاب البعيدة في الليالي المقمرة 9
وتدور أحداث الرواية حول أسرة حلبية ميسورة الحال تعمل في تجارة السجاد، وترصد تحولاتها من أسرة معتدلة ومقتصدة إلى أفراد متطرفين ومهمشين بالتدريج، باحثين بدلاً من ذلك عن عالم افتراضي من الكراهية والكراهية المضادة. كما تصور الرواية بدورها الكراهية التي تنمو في الجانب الآخر منالمعادلة “النظام” و الأجهزة الأمنية و الحزبية و الأهلي الملتفة حوله. 9
حياتي مجموعة استعارات من آخرين، ما أصعب أن تكون حياتك هكذا 9
حاول الكاتب أن يوازن في سرده و أن يستعرض مشاعر الكراهية المتبادلة دون أن ينحاز لطرف دون الآخر معطياً الإحساس بأن المسؤولية تقع بالتساوي ربما على الطرفين النقيضين اللذين أسهما في تنمية الكراهية بين أبناء المجتمع الواحد بدلاً من الحب والتعاضد. و يجب الإعتراف هنا بأنه يُحسب لهذه الرواية موضوعتها التي تناولها الروائي الشاب بجرأة نادرة، والمتمثلة في الأحداث التي في حماة وحلب في ثمانينيات القرن الماضي في الوقت الذي صمت فيه الروائيون عن تناول هذه التخندق الطائفي المقزز بالنقد و التحليل و التدوين. 9
كيف كنّا سنقتل كل هؤلاء البشر الذين تنضح العذوبة من أيديهم ، ووجوههم الضاحكة ، أجبت الإحساس بالحرية الذي يمارس ببساطة ، دون تكلف. ماذا فعل السياسيون بالبلاد ! 9
الإسلوب القصصي ممتع و متلاحق. نساء يقودهن أعمى. السارد امرأة تنقاد بمشاعرها ورغباتها، واحلامها وكراهيتها التي تنمو معها بدءا من سن المراهقة وحتى ما بعد سنوات الجامعة والنضج بشدة وراء تمردها الذي يصل حدود التطرف لجماعة الإخوان المسلمين ضد الطائفة الأخرى (العلوية) المتمثلة بسرايا الدفاع، منصّبة من نفسها وجماعتها مهمة الدفاع عن الإسلام الحق لتصل الى حلم قيام الدولة الإسلامية. 9
يأخذنا ذلك الوجد العميق أنا و بقية النساء ، تنهمر الدموع على خدودنا ، نتمايل كأغصان حور رقيقة ، ذاهبات في سفر بعيد تتفتح طرقاته على أنهار العسل و اللبن و لذّة اليقين ، الحجة رضية تنشد و صوت الدفوف يتغلغل في مساماتي ، أطير فوق المدن و المنازل ، أتطهر و أهبط على أسوار الجنة ، أرى الأولياء مرفرفين بعباءاتهم البيضاء كطيور نورسٍ فوق بحر شديد الزرقة. همت في عذوبة الصوت و إنشاد النساء و الذهاب في وجود تعلّمت أسراره ، أصعد درجاته رويداً رويداً ، قبل وصولي الى الذروة التي تنفتح لي من بعدها السهوب ، ألحق بالأولياء و أرى وجوههم الرضية البشوشة. أيّة عذوبة كانت تتملكني ، تغسلني ، تعريني و تجعل مني أسيرة حلم طويل ظل يراودني طوال حياتي ، النبي قادم من بعيد بعباءة ناصعة البياض ، يسير فوق الماء بهدوء المتأمل ، يقترب مني و أنا أبتعد ، أراه يمد ذراعيه الي ، تحف به طيور ملونة .. يذكرني صوتها برنين الذهب ، يقترب النبي ، خطواته يمحوها الماء و أنا أبتعد كي أصل الى طرف الماء الآخر ، أتربع منتظرة قدومه الجليل ، أسمع صوته العذب يتردد و يغمرني الصدى ، إقتربي بنيتي المؤمنة ، أقترب منه فيطير ، تقول مريم مستبشرة إنّها أبواب الجنة 9
فتقص لنا الراوية عن أربعة نساء من حلب التي تتمركز فيها الاحداث ثم تتشعب و تمتد الى الرياض فعدن مروراً بحماة متغلغلة في سجون سوريا في ثمانينيات القرن الماضي اثر المواجهات الدامية التي جرت في حماة وحلب تحديدا بين قوات الدفاع او سرايا الموت وبين جماعة الاخوان المسلمين. ثم تنتقل الى قندهار حتى تنتهي في الملجأ السياسي في لندن حين تبدأ المراجعة العميقة و الإعتذار عن الأخطاء و البراءة من جرعات الكراهية. و لا تسلم الراوية من خيوط الكراهية المحكمة والتي اوصلتها للسجن لتمضي اجمل سنوات عمرها قابعة في السجن، حيث الالم والخيبة والتشهي والشك والارتداد عما اعتقدته طريقا حقا لها. 9
الأميرة التي زارتني في السجن لوقت قصير أحست بأن ما تبقى مني هو بقايا أنثى ترفض الذوبان كقطعة سكر بهتت حلاوتها 9
الكاتب عُرِف عنه تخصصه في كتابة سيناريوهات و حوارات المسلسلات السورية. لذا فإن التقطيع قليل جداً و التسلسل الزمني واضح و حاول الكاتب ربطه بعمومية بعيداً عن الأسماء. فهو يتحدث عن التنظيم دون أن يقصد الإخوان المسلمين و الطائفة دون أن يعني العلويين و محاولة إغتيال الرئيس دون أن يذكر حافظ الأسد و مجزرة في أحد السجون دون أن يبوح بإسم سجن تدمر. الرواية تستحق ان تحول الى مسلسل دون الإكتفاء بفيلم روائي لأنها غنية بالتفاصيل و لا يسع المخرج ان يختزل أحداثها خلال 120 دقيقة فقط. 9
تدهشني قدرة البحث عن مفهوم وسط عبث المعاني ، فكرت طويلاً بمعنى الوطن ، نحن نريده إسلامياً ، سلافة و جماعتها تريده ماركسياً ، الجلادون يريدونه مزارع خاصة لهم ، مليئاً بالسجون ليتابعوا استمناءهم و لذة تشبثهم بكراسي السلطة ، مستفردين بكل شئ و غير آبهين بأحد ما داموا يملكون الجيوش و الزنازين 9
لتحميل الرواية إضغط هنا
http://www.4shared.com/file/67117986/17b26362/135-_-_.html?s=1
أو من الرابط
http://www.4shared.com/file/83864558/2ae1dd5b/___-__.html?s=1
أو من الرابط
http://www.4shared.com/file/67117986/17b26362/135-_-_.html

صفحات سورية ليست مسؤولة عن هذا الملف، وليست الجهة التي قامت برفعه، اننا فقط نوفر معلومات لمتصفحي موقعنا حول أفضل الكتب الموجودة على الأنترنت.
لقراءة الملف تحتاج الى برنامج
Acrobatt reader
يمكن تنزيب نسخة مجانية منه من الرابط التالي
http://get.adobe.com/reader

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى