إدخال سورية من العزلة
بوسطن غلوب
إن قرار إدارة أوباما إرسال سفير أمريكي إلى سورية بعد غياب دام لمدة 4 سنوات سوف يشغل منصباً كان فارغاً. ولكن القيمة المحتملة لهذه المبادرة هو أبعد من عودة العلاقات الدبلوماسية ما بين البلدين. إن هذه الخطوة هي واحدة من الخطوات المتعددة التي تبادر بها إدارة أوباما في الشرق الأوسط الكبير.
لقد هيأت الإدارة بشكل جيد لإعلانها الذي صدر في 23 يونيو والقاضي بعودة السفير الأمريكي الذي لم يسمَّ بعد إلى سورية. لقد أرسلت هذه العملية الحساسة بعضاً من أهداف أوباما وذلك في القيام بتقديم عرض للرئيس السوري بشار الأسد بإمكانية تحول العلاقات مع أمريكا.
لقد ركزت الزيارة التي قام بها مجموعة من المسئولين العسكريين الأمريكان ذوي الرتب العالية على إقناع سورية بمنع المقاتلين الأجانب من عبور الحدود السورية إلى العراق. ومع انسحاب القوات الأمريكية المقاتلة من المدن العراقية فإن التعاون في هذا الأمر أصبح أمراً لا غنى عنه. إن كلا الطرفين يشتركان الآن في مصلحة منع انطلاق شرارة الحرب الطائفية في العراق والتي قد تؤدي إلى حريق إقليمي شامل.
إن الزيارات التي قام كل من جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية لشئون الشرق الأدنى ودانييل شابيرو العضو الرفيع في مجلس الأمن القومي والمختص بشئون الشرق الأوسط إلى سورية كانت من أجل استيضاح فرص التفاهم حول العديد من القضايا المشتركة. ومن بين هذه القضايا المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاقية سلام رسمية ما بين سورية و”إسرائيل” ودور سورية في المصالحة ما بين فتح وحماس والتزام سورية باحترام استقلال لبنان ولربما كان الأمر الأكثر أهمية هو أن معاهدة السلام مع “إسرائيل” وعودة سورية إلى الحظيرة العربية سوف تؤدي إلى تخلي سورية عن تحالفها التكتيكي مع إيران.
لقد أرسلت سورية بالرد الإيجابي على الأقل على بعض من هذه الطلبات في منتصف يونيو, وذلك عندما التقى السيناتور السابق ومبعوث أوباما الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل مع الأسد في دمشق. لقد ضغط ميتشل على “إسرائيل” بقوة من أجل أن توقف توسيعها للمستوطنات في الضفة الغربية وعلى الفلسطينيين من أجل ترتيب بيتهم الداخلي كشرط أساسي لهم قبل الدخول في المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى حل الدولتين.
إن الأسد الذي يستضيف خالد مشعل زعيم حركة حماس في دمشق يستطيع أن يساعد في هذه العملية. وإذا وافق الأسد على إسقاط تحالفه مع إيران في مقابل الحصول على مرتفعات الجولان وتلقي التجارة والاستثمار الأوروبي فإن رقعة شطرنج الشرق الأوسط قد تعود ثانية لمصلحة العقلانية.
إن ميول المنطقة إلى المأساوية قد تهزم رؤية أوباما الاستراتيجية. ولكن محاولته لنشر القوة الدبلوماسية الأمريكية الذكية في خدمة السلام تستحق الدعم من الكونغرس والرأي العام.
ترجمة: مركز الشرق العربي