صفحات الشعر

ثلاث قصائد نثر: رَسِل إدْسِن

null
ترجمة: تحسين الخطيب

الخزانة

هَا إنّيَ مع أُمّي، نتدّلى أسفل إهابِ السّنين المطروحِ، في حديقة شمسيّاتٍ وجزمات مطّاطيّة، معاً، دوماً، في العطرِ الغامضِ لمعطفها.

أنظروا كيفَ هيَ قبّعاتُ اللّبّاد، على طُولِ الرّفِّ، جماجم أبي العديدة، في سردابِ عائلتي.

جوهرُ الأحلام

كانَ ثمّةَ رجلٌ قطّرَ امرأةً بالغةَ الصّغرِ من أحلام مختلفة.
وضعها على شريحةٍ زجاجيّة ثمّ زارها في اللّيلِ معَ تِلِسْكُوبِهِ. لم تُمانع، كانت جاهلةً للعينِ الكبيرةِ التي تَرقُبُها.

الليلةَ، أزهرتْ فوقَ الشّريحةِ أَمِيْبَا داعرةٌ ثُمّ عانقتها كمَجرّةٍ نائيةٍ تتشكّلُ فوقَ عدسات تِلسكوب.

نقيضُ المادّة

ثمّةَ، في الجانبِ الآخر منَ المرآةِ، عالمٌ مقلوبٌ؛ حيث يُجنّ المجانينُ؛ حيثُ تصعدُ العظامُ منَ الأرضِ ثمّ تتقهقرُ إلى أوّلِ وحلِ الحُبِّ.

وفي المساءِ، ليسَ يصعدُ سوى الشّمس.

يبكي العشّاق لأنّهم أكثر فتوّة بيومٍ واحد، وسرعانَ ما تسرقهمُ الطّفولةُ من بهجتهم.

ثمّةَ حزنٌ كثيرٌ، في مثل ذلك العالم، والذي هو، بالطّبعِ، فرحٌ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى