قضية فلسطين

طفل من غزة

ترجمة د. عبدالوهاب حميد رشيد
أشعر بدوار dizzy.. أُعاني صعوبة في المشي.. مجروح متألم.. أسمع فقط صرخات أصدقائي مع سقوط القنابل على ساحة لعبنا.. أرى أجسادهم ممدة حولي.. ممزقة خالية من الحياة.. أُناديهم باسمائهم، فلا مُجيب.. ألمسهم، أهزهم، فلا حركة.. أنا لا أفهم كل هذا!!
أنا خائف.. أسرعتُ أبحث عن أختي.. وجدتها بين الأنقاض.. وجهها الجميل صار يخيفني. قروح ودماء وغبار.. أين يدها حيث اعتادت أن تحضنني وتحملني؟ لماذا تحدق عيناها عليّ دون حركة؟ لماذا لا تناديني باسمي؟ لماذا لا تبتسم؟ لماذا لا تتنفس؟.. أنا لا أفهم كل هذا!!
أُريد الذهاب إلي بيتي.. إلى أُمي.. أين أنتِ يا أُمي؟ أشعر بالألم في يداي ورجلاي.. وجهي مغطى بالدم.. ملابسي المدرسية ممزقة وصارت قذرة.. أشعر بالبرد.. لا أعرف ماذا أفعل.. أنا وحيد تماماً.. خائف وجائع.. أنا لا أفهم كل هذا!!
مدرستي اختفت.. ساحة لعبي تحت الأنقاض انتهت.. أختي لا تستطيع مساعدتي إذا سقطتُ على الأرض.. لقد فقدت ذراعها.. ولا تستطيع أن تتحرك.. أصدقائي جميعاً رحلوا.. لا أستطيع اللعب بعد الآن.. أنا لا أفهم كل هذا!!
أنا ولد صغير.. أُهرول نحو البيت.. الناس ينظرون إلي وعيونهم تذرف الدموع.. لماذا لا يبتسمون؟.. تصورتُ بيتي كان هنا.. أين ذهب بيتي؟.. أنا لا أفهم كل هذا!!
سريري محطم.. مخدتي غير موجودة.. لا أجد البطانية.. اختفت لعبتي الوحيدة.. وكذلك أقلامي الملونة.. لا استطيع الرسم بعد الآن.. أتألم من جروحي والبرد والجوع يعصرني.. وجهي مجروح ومتقطع.. أنا لا أفهم كل هذا!!
أُماه أين أنتِ؟ الناس يقولون أنها رحلت.. القنابل أخذتها بعيداًً.. إنها نزلت من السماء.. تصورتُ أن الله يعيش هناك!.. هل أرسل تلك القنابل لتأخذ أُمي!؟.. لماذا!؟.. افترضتُ أن الله يحبني! لماذا يأخذها مني!؟ مَنْ سيضعني في سريري، يُغطيني ويحميني؟ مَنْ سيحضنني بيديها؟.. مَنْ سيغسل وجهي؟.. مَنْ سيطعمني؟.. مَنْ سيحبني؟.. أنا لا أفهم كل هذا!!
أُماه! أُماه! أين أنتِ؟.. أُنادي عليها وأنا أبكي.. أنا خائف.. أحتاجكِ.. أريدكِ.. أنا مجروح متألم.. أسمعها لكني لا استطيع أن أجدها.. القنابل أخذتها بعيداً.. لكن صوتها بقي هنا يرن في أذني.. أتمنى أن يأخذوني أيضاً.. إنها أمي الوحيدة.. إنها تحبني وأنا أحبها.. أنا لا أفهم كل هذا!!
أنا طفل صغير.. بدون مدرسة.. بدون ساحة لعب.. مع أخت لا تستطيع أن تطرف بعينيها نحوي.. لقد أخذوا يدها.. Hkh b Htil ëg i\!!
أنا مجرد طفل من غزة.. اختفى بيتي.. رحلت أمي الوحيدة.. الناس ينظرون إلي ويبكون.. أنظر إلى السماء.. وأبكي.. أسال الله.. لماذا كل هذا!؟ أعد لي أمي.. لكنه لا يجيبني!.. أنا وحيد.. أعاني الجوع والبرد والألم.. أنا مجرد طفل من غزة.. أريد أمي.. أريد لعبتي.. أريد أن أفهم.. لماذا كل هذا!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى