طبيبة سورية تكافح لاستعادة ولديها المختطفين
بدت الطبيبة السابقة في دائرة الصحة البريطانية يسرا ابو حامد تتحدث عن معاناتها بعد آخذ طلفيها على ما يبدو إلى سوريا من قبل والدهما قبل ثمانية أشهر خلافاً لرغبتها.
ظهرت علائم الوهن على وجه يسراً وهي تشاهد شريطا مصورا لطفليها سامي عودة ابن السبعة أعوام، ورامي ابن الثلاثة أعوام عبر كومبيوترها المحمول وهما يلهوان خارج المنزل في برمنجهام .
تم تصوير هذا الشريط قبل عام من الآن، لكن لم يعد بمقدروها رؤيتهما منذ سلمتهما لوالدهما لقضاء عطلة الأسبوع في ديسمبر الماضي.
ويشير المركز الدولي لاختطاف الأطفال وهو جمعية خيرية بريطانية تعنى بلم الشمل إلى ارتفاع أعداد الاشخاص الذين وقعوا ضحية حالات اختطاف الأبناء وإخراجهم من البلاد، لكن ليس من قبل غرباء، وإنما من قبل الأزواج السابقين.
أبو حامد كانت نبهت مسؤولي الهجرة إلى مخاوفها من احتمال إخراج أبنائها من بريطانيا.
زوجها السابق الدكتور بسام عودة اختفى مع الولدين رغم أن جوازي سفر الطفلين البريطانيين كانا محتجزين من قبل محامي الوالدة.
وعلمت الوالدة من خلال رسالة نصية عبر هاتفها النقال بأنه قد تم أخذ الطفلين إلى سوريا.
أغنية خاصة
شرطة ويست ميدلاند الانجليزية التي تحقق في القضية أكدت أنها تعتقد بأن الدكتور عودة والطفلين قد غادرا فعلاً إلى دمشق في ديسمبر/كانون الاول الماضي.
وقالت متحدثة باسمها بأن المسؤولين يعملون بتعاون وثيق مع الخارجية والسفارة البريطانية في سوريا لمحاولة لتحديد مكان تواجد الأطفال والتأكد من أنهم بخير وسلام.
ورغم تدخل الشرطة ووحدة اختطاف الأطفال في وزارة الخارجية، لم يتم لم شمل الوالدة مع أطفالها حتى الآن.
واضطرت الوالدة الى التضحية بوظيفتها كطبيبة في دائرة الصحة من أجل الذهاب إلى دمشق بهدف البحث عنهما.
وتؤكد أنها ذهبت إلى سوريا بدون أي خطط سوى العودة بالأطفال، وتوضح بأنه رغم محاولة القضاء هناك تقديم المساعدة إلا أنها فشلت في العثور عليهما.
وتقول بأسى “حياتي تحولت إلى كابوس ولا أستطيع أن أتخيل ماذا تم إخبار الطفلين عني ولا أعرف التبرير الذي قدم لهما وخاصةً بالنسبة لإبني الأكبر”.
وتضيف بأن إبنها الأصغر متعلق بها جداً، وأنه كان معتاداً على النوم حين تغني له أغنية خاصة.
الحياة التي بنتها الوالدة بعد انفصالها عن زوجها تمزقت، فعملها ومنزلها المستأجر قد انتهيا.
وتكرس الدكتورة السورية الأصل حياتها حالياً لإيجاد ولديها واستعادتهما وتؤكد أنها لن تتخلى عنهما أبدا.
الوالد مع احد الابناء
لا تعرف الوالدة كيف تم اخراج الاطفال من بريطانيا
الهدايا التي تلقاها سامي في عيد ميلاده لا تزال مغلفةً على سريره بعد مغادرته المفاجئة.
وكانت المحكمة أصدرت أمراً في تشرين ثاني/نوفمبر الماضي قرارا يمنع كلا الوالدين من مغادرة بريطانيا بصحبة الأولاد بدون إذن من المحكمة أو بموافقة كلا الطرفين.
لا اتفاق
محكمة العائلة في بيرمينجهام أصدرت قرارا جديداً تسمح بموجبه بنشر القضية عبر وسائل الإعلام ووبث ظروف اختطاف الأولاد.
صور الدكتور بسام وولديه توضح بأنه يُكن لهم حباً كبيراً، لكن زوجته السابقة تقول بأن عليه البحث في قلبه والتفكير في الأفضل لمستقبل أبنائه.
وكان العام الماضي شهد ما يقارب اختطاف 500 طفل من بريطانيا، تم إخراجهم بطريقة غير شرعية، بحسب ما يؤكد المركز الدولي لاختطاف الأطفال.
ويوضح المركز بأن الصيف الماضي شهد ذروة عمليات الاختطاف، حيث تم اصطحاب الاطفال في الإجازة دون أن يعودوا.
وتقدم وزارة الخارجية المساعدة للوالدة حيث اعلن الناطق باسمها “اننا على اتصال مع والدة الاطفال منذ اواخر 2008 ومستمرون في تقديم الدعم القنصلي لها”.
وتابع بأنه لا توجد اتفاقية بين بريطانيا وسوريا لتبادل المجرمين، وبأن سوريا ليست من الموقعين على اتفاقية لاهاي الدولية الخاصة باختطاف الأطفال، والتي تهدف لتأمين عودتهم للبلد الذي يعيشون فيه عادة.
وفي حال غياب أي اتفاقيات دولية بين سوريا وبريطانيا فإن الأهل يتوجب عليهم أخذ مشورة قانونية ورفع قضية حضانة أو مقابلة الأطفال في البلد الذي يتواجد فيه الاطفال المختطفون.
وهذه العملية يمكن أن تكون طويلة وباهظة التكاليف، بدون أي ضمانات بشأن عودة الطفل في النهاية.
وفيما يتعلق بمعاناتها تقول الوالدة بأنها تعهدت بأن لا تتخلى عن البحث والقتال لاستعادة أبنائها.
بي بي سي