بيان بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاختطاف المعارض الكوردي البارز المهندس مشعل التمو
في مثل هذه الأيام من العام المنصرم اختطف المعارض الكوردي البارز السيد مشعل التمو الناطق الرسمي لتيار المستقبل الكوردي في سوريا ، من قبل دورية تابعة للأمن الجوي وهو يقود سيارته الخاصة على طريق كوباني – حلب وانقطعت أخباره عن العالم بالرغم من مراجعة ذويه للدوائر الأمنية والسياسية ، لمدة /12/ يوم، تعرض خلالها إلى أبشع صنوف التعذيب والمعاملة النفسية السيئة والقاسية ، إلى أن ظهر في القصر العدلي بدمشق بتاريخ 27/8/2008 وقدم إلى محكمة الجنايات الأولى بقيادة المايسترو محي الدين حلاق الذي حرم التمو من حق الدفاع ، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف مع الحجر والتجريد وبذلك أسدل الستار على فصل جديد ، من فصول المحاكم الأمنية الشكلية في سوريا ، التي أبدع العقل البعثي في ابتكارها، في انتهاك فظ وقاس لحقوق الإنسان ، وحرية الرأي والتعبير ، وحق الدفاع أمام القضاء، التي كفلتها كافة الأعراف والقوانين الوضعية والسماوية.
وقد جاء اعتقال التموعلى خلفية نشاطه في تيار المستقبل ، ودفاعه عن حقوق الشعب الكوردي والسوري عموما ، المهضومة من قبل الاستبداد الحاكم ، الذي اغتصب السلطة وعاث في الأرض فساداً وتنكيلاً ، وصادر حق المواطن في إبداء الرأي ، والمشاركة في صياغة القرارات الكبرى،لاجئاً في اغلب الأحيان إلى إجراء انتخابات صورية ومحاكم شكلية أصبحت العنوان الأبرز لسوريا ونظامها الشمولي السابق واللاحق .
لقد أطلقت يد الدوائر الأمنية ،وعمم الفساد ،ونهبت الثروات ، حتى بات المواطن السوري يعيش تحت خط الفقر، وأهملت الخدمات وزادت الضرائب ، وعم التخلف ، واغتيلت الدولة ، وتدنى مستوى التعليم الأساسي والجامعي ، وتراجع مستوى الخدمات الصحية ، وانتشرت الأزمات كالمياه والكهرباء ، وغيب القضاء المستقل ، وتمركزت السلطات الثلاث في أيادي قليلة ، لم تعد تمت إلى الوطن وهمومه بصلة، مما جعل الإنسان السوري رمزاً للهدر والقهر الإنساني بكافة أنواعه وصنوفه، حتى تحول إلى تابع ومقموع ومهمش يردد ما يطلبه السلطان ، وما تأمره الفروع الأمنية ، وخاصة فرع فلسطين الذي استعاد دوره وهيمنته في استدعاء الناشطين وزجهم في السجون والمعتقلات .
لقد أزهقت العديد من الأرواح في المواجهات والملاحقات وتحت التعذيب، وشهدت المعتقلات السورية السيئة الصيت في الآونة الأخيرة ، زيادة كبيرة في أعداد سجناء الرأي والناشطين من مختلف التيارات وسائر القوى السياسية المعارضة لنظام الفساد والاستبداد . في ظل اشتداد النظام واستمراره بمسوغات حداثية وانفتاح البعض الأخر للحوار؟؟ بالرغم من تصريحات منظمات حقوق الإنسان بخصوص مقتل الجنود الكورد اللذين يؤدون خدمة العلم ، والذي وصل عددهم إلى /26 /قتيل حسب بيان منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف بتاريخ 9-8-2009 مما يبعث على القلق ، لذا ندعو المنظمات والهيئات الدولية والحقوقية التحقيق بالأمر .
إننا في تيار المستقبل الكوردي نعلن بهذه المناسبة ، بان مهمتنا المركزية تتحدد بإنهاء الاستبداد والتأسيس لنظام سياسي اجتماعي ديمقراطي حر، عبر ترسيخ العمل الديمقراطي لدى كل القوى الاجتماعية والسياسية الموجودة في ساحة الفعل المعارض ، لذلك ندعو إلى توحيد وتفعيل عمل المعارضة في الداخل والخارج ، والتواصل بين التيارات السياسية والثقافية
والاجتماعية المختلفة،لان جميع القوى والأحزاب بمختلف مشاربها واتجاهاتها مستهدفة من قبل نظام الاستبداد ، كما ندعو القوى الكوردية إلى التحرر من أوهامها ، والالتحاق الفعلي بالمعارضة والمساهمة في إحداث تغيير ديمقراطي نوعي في سوريا ، لان الديمقراطية باعتقادنا هي السبيل الوحيد لحل كافة أزمات البلاد ، بما فيها قضية الشعب الكوردي الذي يزيد تعداده عن أربعة ملايين كوردي يعيشون على أرضهم ، ومحرومون من كافة الحقوق القومية والإنسانية ، وقد أثبتت الأحداث والوقائع فشل الرهان على هذا النظام الذي لم يقدم للشعب الكوردي سوى الويلات والشهداء .
إننا في تيار المستقبل لا نتفق مع بعض الأصوات التي بدأت تتعالى في الساحة الكوردية والتي تدعو إلى الاهتمام بالشأن الكوردي وحده ، واعتبار الكورد غير معنيين بالتغيير ؟؟ بحجة عدم تعريض المجتمع الكوردي إلى أعمال انتقامية من قبل النظام او جعله وقوداً في محرقة الغير؟؟ وبهذه المناسبة نقول لهؤلاء دعاة الاستكانة والخنوع ، رغم مرور خمسين عام من الاستجداء والتسول أمام الفروع والدوائر الأمنية وانتظار حلول النظام ؟؟؟ ماذا حققتم للشعب الكوردي ؟؟؟ أليست سياسة النظام قائمة على إحداث هذا الشرخ لعزل الكتلة الكوردية عن محيطها الوطني العام ؟؟ كما نحذر من بعض الولادات القيصرية التي شهدتها الساحة الكوردية مؤخراً في سوريا ونعتقد بأننا سوف نشهد المزيد منها ؟؟ وفي نفس السياق ندعو لجنة التنسيق الكوردية الى الاستمرار في مواقفها النضالية التي شهدت مؤخراً بعض النكوص ؟؟؟؟.
إننا في تيار المستقبل نعتقد بضرورة البحث والتمحيص من قبل الأحزاب والقوى القائمة ،عن حلول اسعافية سريعة ، لما أل إليه وضع الشعب الكوردي من فقر وجوع وتشريد ؟؟؟ وندعو أبناء الوطن إلى البقاء ، والتمسك بكل ذرة من ترابه المقدس مهما كان الثمن ؟؟ كما ندعو مهاجري الكورد في الشتات إلى العودة سريعاً ؟؟ لان المخطط الذي وضع من قبل مهندسي المرسوم 49 هو قتل المنطقة الكوردية وإفراغها من سكانها الأصليين ؟؟ وفيما يخص جملة المشاريع المطروحة من مؤتمر وطني أو مجلس سياسي أو مشروع الحركة الوطنية الكوردية ؟؟ نعتقد بان تحقيق هذه المشاريع يتطلب الكثير من الوقت والجهد ، وهي مشاريع طويلة الأجل ، وحتى ذلك الوقت ، نقترح الاتفاق المبدئي والقيام معاً بإحياء المناسبات القومية والوطنية، التي أصبحت معالم واضحة في مسيرة الشعب ، كما نقترح تشكيل لجنة لدعم المعتقلين والدفاع عنهم أمام المحاكم ، وتقديم مايلزم لذويهم ، وباعتقادنا مثل هذه الأمور، يمكن الاتفاق عليها مباشرة ، إذا ما توفرت النية والإرادة الصادقة ؟؟؟.
في الختام لا يسعنا إلا أن نؤكد لأبناء شعبنا السوري البطل ، باستمرار النضال حتى إنهاء الاستبداد وتحقيق الديمقراطية وبناء وطن حر وشعب سيد .
الحرية لمعتقلي الرأي والضمير في سجون الاستبداد وفي مقدمتهم المهندس مشعل التمو الناطق الرسمي لتيار المستقبل الكوردي في سوريا .
15/8/2009
تيار المستقبل الكوردي في سوريا
مكتب العلاقات العامة