تعقيباً على أبي حسن… ليس فخراً نعي المعارضة السورية!!
د. نصر حسن
أصبح في صف الموضة السياسية أن تتواتر بعض المقالات التضليلية حيناً والكيدية حيناً آخر والتدليسية في معظم الأحيان حول المعارضة السورية ! مقالة السيد (أبي حسن ) المنشورة في موقع كلنا شركاء بتاريخ / 18 آب 2009/ مثالاً ًًًًًصارخا, لن نخوض كثيراً بمفارقاتها والتهم التي يكيلها بالجملة على طريقة النظام ومحاكمه بحق رموز المعارضة الوطنية ,لأنها ببساطة تمثل حكماً جاهزاً على المعارضة ورسالتها السياسية والأخلاقية في المجتمع , فالمقالة أقرب إلى التجني منه إلى التقييم الموضوعي ,وبعيدة كل البعد عن النقد المنهجي الجريء المسؤول والمطلوب بشدة للفعل المعارض وأشد منه للنظام ,ودورهما معاً في انتشال المجتمع السوري من واقع مهين بكل دلالات الكلمة , وهنا وللاختصار وعدم التكرار نترك ,,النظام وانتصاراته على شعبه وإنجازاته وديمقراطيته ونجاحاته وكل غثاء ممانعته ,, للسيد (أبي حسن ) ومن يشاركه الرأي الأعوج تجاه الشعب السوري , ليقولوا كلمتهم النزيهة والشجاعة فيه , وبشكل سريع نذكر ,, بموضوعية,, وما فعله النظام على مستوى سورية الداخلي , سوى إنتاج الهزائم الوطنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية التي تلخصها حالة الشعب السوري وسجونه المليئة بالمعارضين الأحرار الحريصين على سورية ووحدتها وسيادتها ؟وماذا بقي من شعاراته التحريرية الصمودية الممانعة وخططه الإصلاحية على مستوى سورية الداخلي ؟!غير بنية فاسدة استأثرت بالشعب والوطن والقرار والثروة والسلطة ولقمة عيش المواطنين وكرامتهم ,وهو الآن ورغم كل تلك الغوغائية والأوهام عن موضوع إعادة الاعتبار له من قبل القوى الدولية , وما يتمظهر فيه من ,,حركية,, وهمية لكن في واقعه السوري الداخلي يجثو على نعش الفساد والفشل والتوسل كسيحاً مشلولا ؟ إذ لاشك هو يدرى بما حل بالشعب السوري من ذل وإهانة وعسف وتضليل وكبت للحريات وتهجير وسجن وتخلف ليس له مثيل !وأيضاً من المفترض أنه يعيش حالة الشعب بحدها الأدنى من كبت وخوف وذل وفقر وغوغائية ليس لها مثيل هي الأخرى ! نترك ذلك لمن أثارت المعارضة السورية شهيتهم للنعي والتجريح ,مبتعدين عن أدنى أساسيات النقد السياسي المنهجي الموضوعي .
لكن العجيب حقاً هو هذا المدخل المحايث تماماً لإرادة النظام الأمني , والمستبطبن موقفه من مسألة التعددية السياسية وحرية الرأي والتنمية الديمقراطية والحريات والفعل المعارض الديمقراطي السلمي بحده الأدنى ,والتي لازالت جميعها مرصوفة على القائمة السوداء جداً لعقود من قبل النظام ! والأغرب من ذلك كله هو هذا الموقف الكيدي المتعارض أصلاً مع فهم العمل السياسي وسلوكه ,كما مع منهجية النقد الموضوعي لعمل المعارضة والنظام أيضاً , أم أنه ( النظام ) من نسيج خاص وعلى رأسه طربوش قداسي ومستثنى من كل نقد وحساب ؟!.
فالفعل السياسي الديمقراطي المعارض سلمياً ,هو المحرك الذي يحافظ على حيوية المجتمع ويساهم في تجديد بنيته وشحن ضميره الفردي والجماعي بقيم الحياة الإنسانية الحرة الكريمة , كما هو العلامة الفارقة بين النظم الديمقراطية والديكتاتورية في أي مجتمع وأي دولة , فما بالكم بنظام يحتكر الدولة والوطن والمواطن ويتبجح بقدرته على تحمل مسؤولية مجتمع وصيانة كرامة أفراده والحفاظ على الأمن الوطني,وعمليا كما يقول واقعه لم ينتج سوى الهزائم والسجون والفقر والتخلف المريع عن العصر!. هنا الطامة الكبرى عندما يتناول بهذا القدر من التسطيح عمل المعارضة الوطنية ممن يحسبون أنفسهم على الكتابة والثقافة والديمقراطية والحرص على كرامة الشعب السوري, وأغرب من ذلك هو التماهي السياسي ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك ,مع فعل النظام نفسه بنظرته المبتورة المشوهة للشعب التي لا تعترف ولا تحترم إرادته وليس هو بوارد سماع رأيه أو إشراكه في إدارة شؤون دينه ودنياه , وتقصيه عن قيم الحياة الحرة وأكثر من ذلك في سورية ,حيث أصبحت حدود حرية الفرد وحتى أيام حياته ولقمة عيشه من اختصاص النظام وأجهزته ومحاكمه المعروف دورها سيء الذكر وفعلها على الساحة الوطنية !.
إن سياق المقال الذي اتكأ واهما على قدرة اللغة على الاستبطان والتمويه سقيم وساذج للغاية وفي غير محله على الإطلاق ,وخاصةً عندما يظهر أنه على قدر من الموضوعية بانتقاد المعارضة والنظام في آن , فمروراً سريعاً على الوضع السوري منذ عام 2000 واستلام الوريث سورية رغم كل المفارقات الشرعية والقانونية والسياسية , نقول أن المعارضة السورية الوطنية سجلت موقفاً وطنياً شجاعاً في ظروف داخلية وإقليمية ودولية غاية في التعقيد والخطورة , خلاصته التعامل الوطني العقلاني الصادق مع وعود ( القسم الرئاسي) وأبدت حرصاً وشجاعة ومسؤولية ورغبة كبيرة في أن يتم الإصلاح الذي تنشده سورية من الداخل ومن قبل الرئيس الجديد على خلفية وعوده وحاجة الموقف الوطني العام في سورية , والرغبة بفتح صفحة جديدة سطرها الأول الانفتاح على الشعب وإلغاء حالة الطوارئ وتسوية مخلفاتها ومعالجة الوضع الداخلي وأزماته بقدر كبير من حسن النية والتعاون من قبل المعارضة , وتوجت المعارضة موقفها الصريح من الوضع الداخلي بضرورة الخروج من الأزمة البنيوية الداخلية التي تعاني منها سورية بفضل سياسة الديكتاتورية والفساد لعقود ,ووثقت مواقفها بكل صراحة ووضوح بمسألتين خطيرتين على مستقبل سورية ووحدتها ,القضية الأولى هي الموقف من الوضع الداخلي المحتقن اجتماعيا وسياسيا في ظروف خطيرة تمزيقية عصفت بالعالم العربي أثناء احتلال العراق وكان النظام ومعه سورية في قلب الإعصار ,والقضية الثانية هي موضوع الخارج , حيث وقفت المعارضة بوضوح شديد وفي وثائق تشكيليها الرئيسيين , إعلان دمشق وجبهة الخلاص الوطني وهي موجودة على مواقعهما لمن يريد الإطلاع , بما خلاصته أن المعارضة السورية تحرص على الوحدة الوطنية الداخلية قولاً وفعلا وموقفا ,وتطالب علانية بالإصلاح الديمقراطي التدريجي السلمي بما هو استحقاق وطني داخلي لا مساومة عليه ,وترفض رفضاً قاطعاً وتحت أي ذريعة وضمن أي مستوى التدخل الخارجي أياً كان شكله وغطاؤه ,وأن الوحدة الوطنية مقدسة وليست وقف على النظام واللعب فيها والمساومة عليها ضمن هذا البازار السياسي أو ذاك , وهذا الموقف الوطني الجريئ المسؤول للمعارضة ,والذي على ما يبدو سيبقى غير مقروء وغير منظور وبسوء نية إلى الآن من قبل النظام وأهله ,وهذا الموقف الجريء هو الذي قطع الطريق على العبث باستقرار سورية ,وأنتج الحفاظ على الوحدة الوطنية في وضع داخلي متفكك منهك وطنيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا وإنسانيا,وهذا بالضبط هو الذي دفعت ثمنه المعارضة لاحقاً بانسداد الأبواب أمامها ,ومن جهة أخرى حصد النظام ثمن هذا الموقف الوطني ّتملصاً مؤقتا من وضع لا يحسد عليه مترافقاً مع المزيد من انتهاك الحريات وملاحقة نشطاء المعارضة ومثقفيها والتنكيل بهم ,وأيضا بالمزيد من غوغائية الممانعة مكثفة عمليا بالتمسك بالمساومة على الوطن والشعب على طريق هدفه الوحيد (المقدس ) وهو البقاء في السلطة على ركام شعب .
وهنا لابد من القول بصراحة ووضوح ,بأن المراهنة من قبل المعارضة في الداخل والخارج لم تكن البتة على نظام بلغ السوس نخاعه وأصبح كتلة سرطانية يحركها فيروس خطير , بمعنى آخر كانت المراهنة على شيخوخة نظام بنيوياً وماديا وسياسيا وأخلاقياً أصبح عاجزاً عن أداء أي فعل وطني سوى القمع والمساومة والتفنن فيها من جهة , ومن أخرى ليس على القوى الخارجية أياً كانت التي تعرف وتفهم المعارضة السورية جيداً ماذا تستبطن لسورية والعالم العربي بكل حملة الشعارات التي غرقت فيها المنطقة , ورغم ذلك كان الحرص على الإصلاح السياسي والتنمية الديمقراطية وحقوق الإنسان بما هي مطلب وطني صحيح وشرعي ولازال هدفاً ملحاً للمعارضة, وليس شماعة لتمرير الإستراتيجيات الإقليمية الخبيثة الذي أصبح النظام بضعفه وغوغائيته مساهما فيها وجزءاً منها وغارقاً فيها حتى أذنيه وبالضد من مصلحة الشعب السوري ووحدته وأمنه ومستقبله , بل كانت المراهنة الأساسية على دور المعارضة في تغذية إرادة وضمير الشعب السوري , وأيضا على قدرتها ومساهمتها المباشرة بتحصين الوضع الداخلي عبر خطاب وطني سياسي ديمقراطي معتدل يبث حالة الوحدة والتماسك والآمان ويطرد حالة الخوف ويوهن الاحتقان, ويستنفر المشاعر الوطنية والتعايش ويتجسد بالحفاظ على السلم الأهلي ويبث الأمل لدى الشعب من جديد, أي بمعنى آخر مواجهة سياسة النظام على المستوى الداخلي وتعريته على المستوى الإقليمي والدولي ,ووضع مشروع التغيير الوطني الديمقراطي السلمي كأولوية على جدول الشعب السوري والرأي العام العربي والدولي أولاً وأخيراً.
ومروراً على رؤية السيد ( أبي حسن ) وذلة القلم بوصفه ( أن إعلان دمشق جمع ماهب ودب من السوريين ولارابط بينهم سوى الجنسية السورية والحقد…!!!) عبارة تدعو إلى القلق الشديد , بتسفيه قيمة وطنية واجتماعية وقانونية وأخلاقية عليا وتصويرها بهذا الشكل وإفراغها من شحنتها الجامعة وتتفيهها ببصمها ببساطة ,,أنها لا تشكل رابطة ولاترقى إلى مستوى العلاقة الواحدة ,, أهي نعي آخر مباشر وصريح لما تبقى من الانتماء الوطني لمجتمع وشعب ودولة تعيش القهر والتفكيك لعقود! وماذا تبقى إذاً من الروابط ؟ ماذا تبقى من أسس المواطنة ؟! ماذا تبقى من أسس الانتماء ؟! بل ماذا تبقى من ضمير المثقف السوري ؟!.
لعله قد أسقط الكلمات على غير إحداثياتها الحقيقية , بقوله أن المعارضة مستمرة في رحلة الهبوط وكأن النظام مستمر في رحلة التحليق والنجاح !!!, هل هو النكوص الذاتي والوطني والسياسي والاصطفاف في طابور الجلاد من قبل بعض اللذين يعرفون تماما أن هؤلاء الأحرار يربط بينهم الوطن بشحمه ولحمه وأكثرياته وأقلياته وعربه وكرده وكل أبنائه , بتاريخه الناصع الذي شوهه الاستبداد بشكل لا سابق له ولم تعهده سورية في تاريخها كله , وأن تلك الرموز المضيئة في تاريخ سورية هم في السجون والمعتقلات والمنافي والسيد الكاتب يعرفهم جيداً ! ويعرف حجم ومستوى الحقد والكراهية التي سمحت باعتقال رموز وحدة ونهضة سورية وحريتها رجالا ونساء وفي مقدمتهم الدكتورة فداء الحوراني شمس سورية ورمز كرامتها ووجهها الوطني الأصيل .
واستطراداً نرى أن النقد أساسا يجب أن يوجه لنظام أضاع فرصة تاريخية للمصالحة الوطنية من جهة ,ومن أخرى فرصة ذهبية ذاتية له كانت كفيلة بنقله سلمياً من حالة إلى أخرى أكثر شرعية وأكثر وطنية وأكثر فائدة وأكثر قوة له على مستوى الاستمرار في السلطة بوجود المعارضة في جو جديد من احترام الحريات وقيم التعددية واستعداده لحسم الأزمات الوطنية وملفاتها المتعددة , وتنشيط الجبهة الداخلية عبر إشراك الشعب ومعارضته في القرار الوطني , هذا هو الخيار السلمي الذي أضاعه النظام رغم أنه يحافظ فيه على (((شرعيته ))) الملتبسة وقوته الجوفاء وهيبته المهزوزة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي , وعليه يجب أن يقيم موقف المعارضة بكل نزاهة وشفافية وصدق وتوثيق وحيادية على أقل تقدير, خاصة عندما يكون الحديث عن المعارضة السورية التي دفعت وتدفع ثمن استقلاليتها وموقفها الوطني الواضح الذي يراه السيد (أبي حسن) ضعفاً أو حتى موتاً , صحيح أن وضع المعارضة غير ديناميكي بما هو مطلوب ,لكن لذلك ظروفه الموضوعية ودون اعتبار ذلك نراه نظرة سطحية قاصرة , فإذا لم يتم النظر على الفعل السياسي في سورية بزاوية منفرجة مجسمة وبعيون مفتوحة تساعد على الرؤية الواضحة , نقع في الضبابية والتسطيح والغوغائية والتماهي مع التزوير , لأن المسألة أكبر من ذلك وأبعد من علاقة نظام ومعارضة وأعمق في مستواها ,بمعنى تشابك وتعقيد مسألة التغيير الوطني في سورية ,خاصة إذا كان مدنياّ ديمقراطياً مستقلا محمولاً على أجندة داخلية وطنية سورية , إذ ليس اكتشافاً أن التغيير في سورية كما في كل دول الأرض ليس وحياً ولا اختراعاً نظريا ورغبات وهلوسات , بل هو موازين قوى وتقاطع مصالح داخلية وخارجية غاية في التعقيد والتشابك في منطقة متفككة محكومة من قبل أسوأ الديكتاتوريات وأكثرها أمية وفساد , وتعيش أعقد الصراعات والإستعصاءات في العالم كله ,واستطرادا يكون اللعب بالأساسيات والثوابت الوطنية والقومية بدون موازين قوى مادية ضابطة , غباء ومغامرة مكلفة غير معروفة نتائجها على الوضع الداخلي في سورية ,وهذا ما حافظت عليه المعارضة السورية بشدة وقوة ووضوح , ونحجت في ذلك حيث أخفق النظام .
أدهشني في المقالة مستوى الخلط والخبط فيها وأثار غرابتي معا , عبر تعريض وتطويل النص والموضوع وتزيينه بالكثير من الهجوم على المعارضة , ظهر المراد منه فاقعا ,وهو تبرئة ذمة أمام النظام والإفصاح عن عودة اصطفاف ما , واستغربت هذا (((الإنصاف )))الذي تقمصه الكاتب بنقد المعارضة الفج ومدح النظام الفج أيضاً , وزاده قوله بأن (زاود النظام )حتى على المعارضة واقتنص برامجها ومطالبها وحققها للشعب السوري دفعة واحدة متجاوزا المعارضة ومشاكلها ! وأن المعارضة لم يكن لديها ماتقوله للشعب سوى نقد النظام وفساده ماطاً إياه ( أي الفساد ) إلى قرون مضت بما هو إرث قديم ولا دخل للنظام الطاهرالمسكين فيه ! وخلط الأمور بتصويره أن المعارضة السورية وقوى الرابع عشر من آذار في لبنان, هم فيلق واحد ولديهم غرفة عمليات واحدة , تعمل ليل نهار لاتكل ولاتمل لإعاقة مشروع تحرير الجولان وفلسطين وتعطيل الخطط التنموية , وتعمل بشكل كيدي غير مبرر ضد النظام الوطني في سورية !وكأنه يفشي سرا لا أعلم ولا أحد في المعارضة السورية يعلم عن هذا التعاون الافتراضي , سوى اللهم قلقه من نظرة المعارضة السورية العقلانية للعلاقة بين شعبين ودولتين واحترام السيادة والاستقلال من جهة , ومن أخرى عدم سير المعارضة في ركب النظام والتماهي في موقفه العدائي غير الموضوعي في العلاقة مع لبنان , وهذا أكثر من معروف بأن لا دخل للمعارضة السورية فيه من قريب أو بعيد , فالنظام هو من كان في لبنان لعقود وكان له دور محوري في الحياة اللبنانية كلها وهو تالياً يحصد ما زرعه في وجوده فيه لثلاثين عاما .
بقي أن نقول , إذا كان النظام على حد تعبير الكاتب (((حمامة سلام ومملكة رحمة حقيقية لا مجازية , مقارنة ببعض دول الاعتدال العربي)))!!!, فألف رحمة على دول الاعتدال ,ولا ندري أي وصفاً يبقيه الكاتب للجلاد ؟! هل هو الشقاق وثقافته ؟! أم هي العودة اليائسة إلى الكهوف والدعوة البائسة إلى الألفة مع محنة وعذاب وطن بأكمله ؟! أم هي دوافع ورغبة النفس الأمارة بالسوء وانهيارها ؟! أم هو الهذيان ..؟!. إنه قعر ودرك مقلقين وجد خطيرين , نتمنى أن لا يصل إلى مستواهما أي مواطن سوري يعيش حاضر شعبه وحريص على كرامته ومستقبله , وأيضاً أن يكون للبعض ممن هم في بطانة النظام قدرة على رؤية الأمور بنقاء وموضوعية ووضوح , والتمتع بقدر يسير من النسبية وهجر الأوهام والمطلقات , ويكن قدر موضوعي من المحبة لوطنه وشعبه ومحاربة الكراهية بجذرها وأسها وأساسها , ويدرك أن لكلمة الجنسية السورية التي (بهدلها ) النظام ومثقفيه , لها معنى اجتماعي وإنساني وقيمة مدنية ووزن وطني وقدسية أخلاقية , وأن بعض الحقيقة هو في ضمير المعارضة الوطنية السورية وبرامجها ومواقفها وفي إرادة رموزها الشرفاء المكبلين بآلاف القيود والمعتقلين في السجون والمهجرين في المنافي والمحاصرين الملاحقين ليل نهار , والحقيقة المطلقة كلها القابلة للرصد والقياس هي في حالة الشعب المخيفة التي أنتجها واقع حكم بما هو بنية أمنية فاسدة عاجزة فاشلة مهزومة ديكتاتورية إقصائية فئوية تسمى مجازا (((نظام ))) , المعارضة باقية ومتجددة مادام الذل والقهر والكراهية وفقدان الحريات والحقوق باق , وهي تمثل أمل الشعب في حياة حرة كريمة…فكما تدل وقائع التاريخ البعيد والقريب إن قوى الظلم والظلام زائلة , فهل من يقر ويعترف بحاجة سورية لحوار عقلاني هادئ ونقد موضوعي صريح جريئ حيادي ومسؤول , ويكف عن التسطيح والتدليس والتضليل والتيئيس ,والتطبيل للانحطاط , ويعود إلى ضميره الوطني الإنساني أو بقاياه .
خاص – صفحات سورية –