أوروبا: تجار البشر يغتصبون ويعذبون المهاجرين العاطلين
بافول ستراكانسكي/وكالة انتر بريس سيرفس
براغ، سبتمبر (آي بي إس) – طالبت المنظمات الحقوقية في الدول الأوروبية بالقضاء علي” مكاتب التوظيف” التي تديرها عصابات المافيا، وذلك علي ضوء التقارير الرائجة عن قيام هذه العصابات بإغتصاب وتعذيب المهاجرين الذي فقدوا وظائهم بسبب الأزمة المالية.
فقد نشرت وسائل الإعلام التشيكية عدة تقارير عن الآف العمال الأجانب الذين توقفوا عن العمل بسبب الأزمة، والذين يقعون في شراك “عملاء التوظيف” ومكاتب التوظيف الشبه قانونية، التي تستعبدهم وتنتهك حقوقهم الإنسانية.
وبدورها، أفادت المنظمات غير الحكومية في بضعة دول أوروبية شرقية عن خروقات وإنتهاكات متكررة لحقوق المهاجرين.
وسرد العديد من المهاجرين الذي وقعوا ضحية هذه الممارسات، أن مكاتب التوظيف تجبرهم علي دفع مبالغ باهظة مقابل تسوية أوراقهم وتسهيل إقامتهم وتوفير فرص العمل لهم.
وأكدوا أن رجال هذه العصابات عادة ما يضربوهم ويذلوهم ويغتصبوهم. ومع ذلك لا تجرؤ غالبية الضحايا علي اللجوء إلي الشرطة خشية طردهم.
هذا وصرحت لوسي سلادكوفا، مديرة مكتب منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة في براغ، أنه من الصعب تحديد مدي عمق هذه المشكلة. لقد ذهلنا أمام حالات التعذيب والإغتصاب والتبعية التامة لهؤلاء البشر (المهاجرين) علي أيدي “عملاء التوظيف”.
وأضافت في حديثها مع وكالة انتر بريس سيرفس أن علي السلطات ملاحقة مرتكبين هذه الخروقات، وأن المشكلة “لا تقتصر علي الجمهورية التشيكية وحدها، فهي تتكرر في غيرها من دول شرق أوروبا”.
وقالت أنه “ينبغي علي قوات الشرطة أن تتوجه إلي جماعات المهاجرين وتتحري عن أوضاعهم الحقيقية، وتسألهم عن من يحتجز جوازات سفرهم وتراخيصهم، وملاحقتهم… ملاحقة أولئك الذين يتاجرون فيهم، ويعاملوهم كسلعة، ويشترونهم ويبيعونهم”.
هذا ويشار إلي أفواج من المهاجرين من آسيا ومناطق فقيرة أخري في العالم، قد توافدوت علي دول شرق أوروبا منذ إنهيار الشيوعية في عام 1989، حيث شهدت إقتصادياتها نموا قويا.
أما الآن فقد أصبحت هذه الدول ضمن أكثر بلدان العالم تضررا بالأزمة المالية. فتسجل المنطقة معدلات بطالة ضخمة، من المقدر أن تبلغ نسبة 15 في المائة في بعض دولها.
فصرحت جيميني بانديا المتحدثة بإسم منظمة الهجرة العالمية في مقرها بجنيف لوكالة انتر بريس سيرفس أن “المهاجرين أصبحوا الآن أكثر تضررا وتأثرا بتداعيات الأزمة. فعادة ما يأتون ضمن أول من يفقدون وظائفهم، ومن يتقاضون أدني الأجور، ويعملون في أسوأ أحوال العمل، ويقاسون من اليأس”.
كما غالبا ما يقع المهاجرون ضحية الإستعباد فور بداية تعاملهم مع “مكاتب التوظيف” التي تديرها عصابات المافيا، وتجبرهم علي تسليمها جوزات سفرهم، ودفع مبالغ ضخمة علي ذمة روسم إجراءات، وتحمل ديون كبيرة متنامية.
ومن ناحيتها، شرحت يتانا بوخووسكا مديرة منظمة “لا سترادا” غير الحكومية الناشطة في مساعدة المهاجرين الأجانب في بولندا، لوكالة انتر بريس سيرفس أن المهاجرين، بمجرد فقدان وظائفهم، يضطرون إلي الإنتظار شهورا طويلة حتي يأتي أحد “عملاء التوظيف” ويعرض عليهم إيجاد وظيفة.
وأفادت بأن عصابات التوظيف تستغلهم طيلة 24 ساعة يوميا، وتجبرهم علي السكن مقابل إيجارات باهظة، وعلي إستعارة المال لدفع الأيجار وما إلي ذلك، ليدخلوا في حلقة مفرغة.
ومن جانبها، شرحت مندوبة منظمة “لا سترادا” في تشيكيا إيرينا كونيشنا، لوكالة انتر بريس سيرفس، أن “العاملين المهاجرين مثقلين بالديون، ومجبرين علي الإستمرار والحصول علي أي مال، فيقبلون بالعمل كعبيد، وهو ما تدركه “مكاتب التوظيف”.(آي بي إس / 2009)