بدي احرئ حريشكون!!!
* البارحة بقيت مستيقظاً حتى الساعة الثالثة صباحاً وأنا أحاول أن أفهم ما هو (الحريش)؟!! ومع تجاوز الساعة الخامسة صباحاً كان رأسي يدور في حلقات مفرغة كرأسي نفسه ولا يصل إلى معنى (الحريش!!).
ولأنني كائنٌ إنترنتي مثلي مثلكم يا إخوان ذهبتُ إلى عمي غووغل كونه المرجع الرسمي لعمليات البحث (حاولت مرة ان أبحث عن دخل حسني مبارك الساعي كون دخله يرتفع بالساعة، لكن غووغل عجز عن الحساب)، ورغم أني حاولت البحث عن كلمة (حريش) في غووغل إلا أن غووغل نفسه كأضخم محركات البحث لم يفهم ما هو (الحريش) وأصيب بانهيار ونكسة، وهذا سبب عدم فتح الصفحة عند الكثير منكم في تمام الساعة الخامسة البارحة إذ أصابته سويعة بلادة بسبب (الحريش).
إلا أن بعد البحث الطويل والتمحيص وجدت موقعاً يقول: إن الحريش هو حيوان أم أربع وأربعين (لاحظ الغباء) وما شأني أنا وهذا الحيوان حتى يقول لي الناس: يحرئ حريشك.. (يحرئ حريشك يا غووغل شو بتحب المزح!!).
* بعد ذلك سألت العربان يمنة ويسرة ولم يعرف أحد ما هو هذا (الحريش)، أخبث أصدقائي (وهو ليس أنووس صدقوني) قال: إن خالته قالت: إن الحريش هو الحشيش!! (لا يا شيخ)، تساءلت كم مرّة ذهب أنووس إلى زيارة بيت خالته طالما يحبها كثيراً!!؟
* أخيراً اعترف الساخر كامل بأن العرب تنقصهم (الثقافة الحريشية) فقال: “صدقاً وبلا مزاح.. كل ما أخشاه أن يكون الحريش إشي زاكي عن جد وأنا الذي أسمح للناس أن تحرقه لي في اليوم مئات المرات وخايف عن جد يكون حريشي انحرق وصار رماداً، والرماد راح مع الريح!! وإذا طلع إشي زاكي من وين أجيب حريشيا اخوان، وما حدا رح يعطيني حريشه أو يعيرني إياه لأسلك به حالي شوية!! مشان الله يا اخوان: اللي عارف الحريش يفهمني اياه عشان إذا طلع شي زاكي ألحق ألطلشي واحد من واحد غافل ومهو داري“.
* حسناً.. ربما الحريش هو شيء سيء أيضاً فالاحتمالات واردة.. فقبل فترة كانت قوات الأمن تقتاد ابن جاري (أبو وشة) إلى مكان مجهول (على أساس ما بنعرف) بتهمة (الثقافة الحريشية)، وعندما سألت أحد الضباط ماذا سيفعلون بالرجل قال لي: سنحرق حريشه!!!
* جورج دبليو سي أقصد جورج دبليو بوش – لطالما أخطأت بين اسمه وبين دورة المياه – هو الآخر لو تُرجم كلامه بعد أحداث سبتمبر بالضبط لكان: (من ليس معنا فسنحرق حريشه).
* في أيام دراستي للغة العربية عند عجوز اللغة صاحب العصا الرفيعة الطويلة التي ما زلت أشعر بلسعاتها على أطرافي كلما أخطأت في الفصل بين كان وأخواتها وإن وأخواتها وهيفا وأخواتها (عفواً بالغلط الأخيرة يحرئ حريش هالهيفا بتدخّل بالسياسة أيضاً) المهم.. ما زلت استشعر لسعاتها على أطرافي وجوانبي على مبدأ (تعلّم العصي على جنابك) وهي إحدى طرق التعليم المبتكرة في الشرق (صدقوني مو متل المتل القائل جناب متل الطناب)، يحرئ حريش هالأستاذ شو كانت إيدو طايلة.
* صديقتي السابقة ياسمينة قالت: يحرئ حريشك شو إنك…. مهضوم!! عند ذلك رميتها مباشرةً بالعكازة (رغم أني لا أضرب إلا كثيراً) وقلت: فشرتي يحرئ حريشك لحالك.. وبعد تلك الحادثة تركتني.
* لكن مهلاً.. ربما الحريش هو شيء جيد ونحن لا ندري (ومتى كنا ندري)!! فإذا كانت الحال هذه ربما سأقول رداً على كلمة السيد القذافي في مؤتمر الغمة الغربية: (يحرئ حريشك يا حضرة الأخ على هالكلمة اللي ألقيتها.. من وين بتجيب كل هالنكت!!؟؟).
بل ربما أقول للوزير البربري أو ربما السرسري فلم أعد أتذكر اسمه: (يحرئ حريشك إنت وتصريحاتك..). وربما خرج أحدهم وكتب موضوعاً عن الإعلام المحلي بعنوان: (يحرئ حريشكون شو بتكذبوا؟!)..
* مؤخراً طلب الطبيب من أولادي الثلاثة (زعتر وخنجر وابنتي شبرية) بأنني يجب أن أتزوج من جديد رغم أنني ما زلت شاباً (82 سنة فقط) فقرروا أن يأتوا لي بفتاة عمرها (75 سنة).. بعد أن توفت زوجتي (أم ساطور) في حادث مؤسف مع ابني (ساطور)، لكنني طلبتُ منهم أن يحضروا لي ثلاث فتيات بـ25 سنة.. لأن الأمر صعب عليهم أن يجدوا فتاة بعمر 75 سنة.. فقالت لي ابنتي شبرية: يحرئ حريشك يا بابا شو قلبك لسه شباب..
* ربما لو كان الأصمعي بل ربما الجاحظ علم بأن قوماً في آخر الزمان سيخرجون ويتبادلون حرق الحريش لكتب أحدهم معلقة عن (الحريش).
* أخيراً اكتشفتُ بعقلي المتغابي أن (الثقافة الحريشية) هي التي تحكمنا فالصديق يحرق حريش صديقه، والزوجة تحرق حريش جيب زوجها، والحكومة تحرق حريش الشعب، والأعضاء في المنتدى يحرقون حريش بعض، وبوش يحرق حريشنا، والقاعدة تحرق حريش الناس، وهيفا وأخواتها تحرق حريش الشباب، وميلودي تحرق حريش المشاهدين ومش حتقدر تغمض عينيك (على أساس حدة قادر يغمض عينيه هالأيام).
يحرئ حريشكون قولولي شو يعني (يحرئ حريشك).
يحرئ حريشكون عم تقرأوا هالموضوع من كل عئلكون؟!!
يحرئ حريشكون افرنقعوا عني وكل واحد يضب حريشه أحسن ما حدة يحرقه
بدي احرئ حريشكون!!!