صفحات ثقافية

أكثر من 200 فيلم في الذكرى الثلاثين لانطلاقة مهرجان دمشق السينمائي الدولي السابع عشر

null
محمد عبيدو
محمد عبيدو من دمشق: مع بدء العد التنازلي لإنطلاق مهرجان دمشق السينمائي الدولي السابع عشر والذي سيبدأ في الواحد والثلاثين من تشرين الأول القادم و يستمر لغاية السابع من تشرين الثاني تجري الاستعدادات على قدم وساق لإتمام كل الترتيبات اللازمة ليكون المهرجان فضاء سينمائيًا واسعًا للابداع السينمائي والثقافة السينمائية، وسيتضمن المهرجان مسابقتين للأفلام الطويلة والقصيرة، وندوات وتظاهرات سينمائية عربية وعالمية يعرض فيها أكثر من 200 فيلم. كما سيتم توزيع مجموعة جديدة من كتب سلسلة الفن السابع.
لقطة من فيلم واحد صفرويرجّح حسبما صرح محمد الأحمد مدير المهرجان اختيار فيلم الافتتاح “الشريط الأبيض” للمخرج السينمائي النمساوي مايكل هاينكه, الذي  فاز بسعفة كان الاخير, ويعود إلى نشأة النازيّة مستكشفًا جذور الإرهاب النازي، وإلى تأثيرها في النفوس والذهنيات، من خلال تصوير وقائع الحياة في قرية صغيرة في الريف النمساوي خلال الثلاثينيات. فيلم هانيكي يأتي ليقول ان هذا التفسير لا يكفي للشر، الذي مثلته النازية كما الفاشية كما النزعة القومية هنا، جذور أعمق. فأين يمكن العثور على هذه الجذور؟ انطلاقًا من هذا السؤال، تخيّل هانيكه، إذًا، موضوعه، عاد، تحديدًا، الى سنوات المراهقة والطفولة لدى الجيل الذي كان هو جوهر وسبب نمو النازية، فوجد نفسه خلال العامين السابقين مباشرة للحرب العالمية الاولى. ووجد نفسه تحديدًا في الريف البافاري، في الشمال الألماني البروتستانتي حيث كان المهد والرحم اللذان منهما انطلقت عملية تحوّل الشعب الألماني في غالبيته الساحقة الى شعب نازي. وكالعادة في أفلامه، يبدع صاحب “مخفي” في حفر الأخاديد النفسية لشخصيات رمادية ومعذبة تدور في فلك ملتبس يتداخل فيه الخير والشر، والبطولة بالجبن. وفيلم الختام “حليب الأسى” للمخرجة كلوديا للوزا الحائز على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين, يعالج الفيلم مشكلة واقعية تدور أحداثها زمن الحكم التعسفي بالبيرو. فبطلة الفيلم “فوستا”، هي بنت تولد عن اغتصاب تتعرض له أمها على يد الطغمة الغاشمة التي كانت وفتئذ تتصرف بمقاليد الحكم في البلد. لا تقتصر قصة هذه البنت على البطلة حسب، وإنما هي قصة كل النساء بل قصة كل البشر في كل بلد يُحكم بالحديد والنار. تلك هي رسالة الفيلم ومغزاه الأقصى. وسيقوم الفنان المخرج ماهر صليبي بإخراج حفلي الافتتاح والختام.
أفلام المسابقة… الأفلام الطويلة
– سوري “بوابة الجنة” للمخرج ماهر كدو إنتاج مؤسسة السينما المخرج السينمائي ماهر كدو وهو مأخوذ عن أصل أدبي يحمل العنوان نفسه للكتاب حسن سامي يوسف يرصد الواقع الفلسطيني  في الأشهر التي سبقت الانتفاضة الأولى عام  1987، من خلال عائلة من الضفة الغربية الفلسطينية تتلقى الأحداث وتصبح مشاركة في صيرورتها.
الفيلم من بطولة: الفنانة الأردنية عبير عيسى التي  تجسد شخصية الأم الفلسطينية و نادين سلامة التي تجسد شخصية الدكتورة ندى الفتاة الفلسطينية و تسير إدريس و محمد الأحمد واللبناني عمار شلق.
– سوري “مرة أخرى” للمخرج جود سعيد إنتاج مؤسسة السينما وسورية الدولية. تقوم بدور البطولة فيه مجموعة ممثلين سوريين ولبنانيين هم: قيس الشيخ لقطة من فيلم أخيل والسلحفاة نجيب، عبد اللطيف عبد الحميد، كندة علوش، بيريت قطريب، آنجو ريحان، عبد الحكيم قطيفان، وجوني كوموفيتش وآخرون. ويتناول العمل، للمرة الأولى في تاريخ السينما السورية، العلاقات السورية اللبنانية من خلال مرحلتين: الأولى هي بداية الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، فيما تتناول المرحلة الثانية عدوان تموز 2006 من خلال قصة ابن أحد الضباط السوريين الذين كانوا موجودين في لبنان، وما حصل معه خلال هاتين الفترتين العصيبتين. وعنه قال جود سعيد: إنه يدور بين لحظتين تاريخيتين هما بداية الاجتياحات الإسرائيلية لبيروت والتي تتمثل في إقامة الحزام الأمني 1978 والوصول إلى بيروت 1982، واللحظة الثانية الاجتياح الجوي عام 2006 فهاتان اللحظتان هما الحاضن الزمني التاريخي للأحداث والمؤثر في مصائر الشخصيات لذلك اسم الفيلم “مرة أخرى”، هو عبارة عن حكاية لعائلة سورية مؤلفة من أب وابنه، الأب كان أحد السوريين الموجودين في لبنان فنروي حكايته وابنه الصغير بين عامي 1982 و1995 والحكاية الثانية تدور في عام 2006 وهي حكاية الابن الذي أصبح مهندسًا في أحد البنوك ونروي علاقته مع مديرة البنك التي أتت من لبنان.‏
وبالتالي لن نعتمد على “الفلاش باك” لرواية الحكايتين لأنهما تسيران مع بعضهما البعض بتسلسل زمني طبيعي، هما مستقلتان زمنيًا ودراميًا وتسيران  بشكل متوازٍ لكن الارتباط بينهما يحدث من خلال تكوين مصائر الشخصيات باتجاه نهاية الفيلم.
– مصري “واحد صفر” للمخرجة كاملة ابو ذكرى ويعرض نماذج انسانية من المجتمع، ويقدمها السيناريو باختصار غير مخل، يلقي الضوء على أحد أوجاع الناس في مصر، ويربطها بأوجاع أخرى، ومنها سيدة تعاني في حياتها وتظل سنوات طويلة في المحاكم تبحث عن الطلاق من أجل أن تبدأ حياة جديدة.
الفيلم تدور أحداثه في إطار اجتماعي كوميدي يحمل العديد من المفارقات الإنسانية والتي تدور معظمها يوم المباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية عام 2007 ومدى الفرحة التي تغمر مجموعة من الشخصيات المختلفة نحو تحقيق رغبتها في ظل ظروف شديدة الصعوبة ولا يجدون في النهاية إلا أن يشعروا بالفرحة حتي لو كان شعورًا استثنائيًا يتحقق بفوز مصر وتدور كل الأحداث في يوم واحد.
– إيراني “عشرون” للمخرج عبد الرضا كاهاني . يحكي “عشرون” قصة مطعم صغير والناس الذين يعملون فيه في إعداد الطعام وادارة المكان بشكل عام. صاحب المطعم رجل يعاني من اكتئاب حاد من تأثير الاحتفالات بالمناسبات التذكارية التي تنظم في المكان بصفة منتظمة. يبلغ الرجل العاملين معه بانه يعتزم اغلاق المطعم خلال 20 يومًا وبأن عليهم ان يجدوا عملاً اخر. لكن جميع العاملين يعرفون انهم لن يجدوا عملاً افضل ولا مكانًا افضل يعملون فيه فيحاولون تغيير مزاج صاحب المطعم وقراره باغلاقه.
بوستر مهرجان دمشق السينمائي السابع عشرويسعى المخرج في الفيلم إلى تصوير الحياة العادية لكثير من الناس في ايران لكنه واجه عددا من عقبات خلال اخراج الفيلم.
– فرنسي الماني “الدوقة” للمخرج (سول دب) وتمثيل كيرا نايتلي ورالف فينيس وهو انتاج اوربي مشترك (بريطانيا وفرنسا وايطاليا). يقتبس الفيلم احداثه من رواية للكاتبة البريطانية امامدا فورمان والتي نشرتها عام 1998 وحققت في وقتها ارقامًا قياسية واموالاً طائلة في المبيعات وتناولت السيرة الذاتية للشابة جورجينا سنبسرالتي تزوجت وهي في السابعة عشرة من عمرها من دوق لا يكبرها في العمر الا انه بارد المشاعر والاحاسيس ولديه رغبة في السيطرة عليها، ولكنه خالٍ من الجاذبية. فما ان استقرت جورجينا في قفصها الذهبي حتى تكتشف ان الرجل المفترض انه ينحدر من شجرتها العائلية. بالكاد يمت بصلة للبشر وهو اكثر تعاطفا مع الكلاب ولكنه لا يهتم بالاشخاص وبها بالذات وان كل ما يهمه هو انجاب وريث ذكر يخلفه في تسيد مقاطعته وبعد انجابها فتاتين عوضًا عن الولد،  ينفر منها زوجها ويتخذ لنفسه عشيقة فتعيش بائسة مجروحة القلب الى ان تصاف الحب الحقيقي مع شاب من طبقة فقيرة او لنقل اقل مستوى.
– إيطالي “مراقبو الطيور” الذي يدور حول مواجهة بين السكان المحليين والمزارعين البيض الاثرياء في البرازيل.
– اسباني “زهور عباد الشمس العمياء” للمخرج خوسيه لويس كويردا. ويلعب بطولة الفيلم – الذى يدور حول قصة حياة الجمهوريين بعد نهاية الحرب الأهلية الاسبانية 1936-1939 وانتصار فرانكو – كل من ماريبيل فيردو وخافيير كامارا.
– ياباني “اخيل والسلاحف” للمخرج تاكيشي كيتانو. عنوان الفيلم يأتي من احدى جمل الفيلسوف اليوناني زينون.. في الفيلم يلعب تاكيشي كيتانو، الذي ولد في عائلة ثرية، ولكن بعد وفاة والديه عندما كان طفلا.. عندما والده ينتحر بعد انهيار شركته، ترسله زوجة ابيه (ماريكو تسوتسوى) لكي يعيش مع عمته وعمه الذين يسيئون معاملة له، وأخيرًا بإرساله إلى دار للأيتام.. كما كان في سن المراهقة، يداوم في المدرسة والفن ويرى أسلوبه في اللوحة تحديا في أعمال أكثر تجريبية يلتقي تاكيشي مع زميلة له ، ساشيكو (كوميكو آسو)، الذي هو “فهم” شريك. وساشيكو تتزوج وتنجب ابنة.. ومع تقدمه بالسن هوس الفن المعاصر ينمو باطراد أقوى لديه حتى يبتلع كل حياته ، تاركا له الحساسية من كل شيء وأي شيء يحدث من حوله، بما في ذلك موت ابنته وزوجته تاركا له.. كما يموت الناس من حوله أو إجازة، تاكيشي حاول جهده للندماج مع فنه، ويبقى مفلسا، وبشكل متزايد للشفقة.. يعيش في الحضيض ويتورط في اطلاق نار، ويكاد يموت..، وبعد أن أحرق كل أعماله السابقة، ينتهي بلا مبالاة بعيدًا يأخذ زوجته معه من الشارع ويمضوا معا سيرا على الأقدام، على ما يبدو في النهاية للتخلص من المطاردة التي لا نهاية لها مع الفن. الفيلم يستكشف ما هي حقيقة الفن، ويسخر من تهافت البعض هذه الايام على ما يسمى بـ “الفن المعاصر”.. كما أنه يصور معاناة فنان يعمل ابداعات ليست مفهومة من قبل الآخرين..
– روسي “العنبر رقم 6” للمخرج كارين شخنازاروف
– كوري “جبل عار من الأشجار”
– ألماني “كون برو”
– صربي “بيسه”
– فرنسي “امرأة الباسيفيك”
– بلجيكي “ملاك يطل على البحر”
– روماني “كتالين فارغا”
.. وأفلام أخرى  من المغرب العربي سيعلن عنها لاحقًا, ويرجح مشاركة أحد الأفلام المنتجة من قبل المخرج هيثم حقي مثل “التجلي الأخير لغيلان الدمشقي” و “الليل الطويل” للمخرج حاتم علي وفق ماصرح به مدير المهرجان محمد الأحمد.
وتجاوز عدد الأفلام المشاركة ضمن مسابقة الفيلم القصير حتى الآن الأربعين فيلمًا من مجموعة من الدول العربية والأوروبية. هي “تونس، فرنسا، ألمانيا، العراق، أوكرانيا، كوبا، بوليفيا، المكسيك، بورتوريكو، توس، كرواتيا، اسبانيا، الصين، هولندا، باراغوي، دانمارك، امريكا، السويد، بلجيكا، بريطانيا، روسيا، الإمارات، سورية، لبنان و التشيك”. وتجدر الإشارة إلى أن خارطة الأفلام المشاركة في المسابقتين لم تكتمل بشكل نهائي وهناك احتمال اشتراك عدد أكبر من الأفلام في الأيام القليلة القادمة.‏
ويذكر أنه يترأس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة المخرج الفرنسي ريجيس فارنييه، أما لجنة تحكيم الأفلام العربية فيرأسها الكاتب حسن م.يوسف، ويرأس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة السينمائي السويسري مارتين جيرو.
‏وسيتم في حفلي الافتتاح والختام تكريم عدد من النجوم والشخصيات السينمائية السورية والعربية والعالمية، نذكر منها: من سورية “المخرج مروان حداد، خالد تاجا و أمل عرفة”، من مصر “نجلاء فتحي ويسرا”، المنتج الفلسطيني حسين القلا، المخرج التونسي رشيد فرشيو، كما سيتم تكريم نجوم عالميين منهم “أورسولا أندرس ، هنري غارسان و أكبر خان”‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى