صفحات من مدونات سورية

فلان بن علان # 2

قرر فلان كسـر القاعده اليوم و السير على الرصيف بدلا من جنب الحائط و لذلك قرر الخروج من البيت حتـّى في اوقات الدوام الرسمـيّه لحركه كلّ الدوائر الرسميه و الغير رسميه و قرر أنـّه سـيمر بالقرب من شـرطي المرور دون أن يـرتعد خوفا ً من بذلته العسكرية و تذكر تعريف شرطي المرور على أنـّه الموظف الحكومي الذي يـضمن امن و سـلامه الـمرور و ركـّز على عباره المرور و المرور فقط. و حاول ان يـتناسى قـصّه جاره” أبو عضل ” حين أ ُطرّ لان ينام ليله في السـجن بـسبب احدى مخالفاته المرورية و احتجاز ” المكرو ” الخاص به , ثمّ تذكر بأنـّه لا يملك مـكرو أو شـهاده قياده فابتسم بنصر .
جعله ذلك يشعر ببعض الراحه و السعادة فنـهض من سـريره مناديا زوجته بأن تحضّر له فطورا و زواده طـعام. و طلب الى ابناءه الخمـسه أن يهتمو ببعضهم بعضا ثمّ زرع على جبين كلّ منـهم قبله و اتجه نحو الباب.
تـنهد تنهيده طويله قبل أن يفتح الباب و ينظر الى اليمين و الى الـيسار و الاعلى و الاسفل و يتأكـّد ان احدا لم يكن ينتظره لينقضّ عليه فجأه من خلف الباب. أراد ان يبدو اكثر شـجاعه فخطى اولى خطواته خارج العتبه الاولى ” عتبه الدار ” واثقا قويّـا و بـدأ يـسير و في يده الزواده تـرقص على ايـقاع اهتزاز خوفه .

وصـل بعدها الى المرحلة الأصعب وهي “عتبة باب البنايه ” و هنا بـدأت المغامره الحقيقيّـه فهو الان على وشـك مغادره وكـره و الانطـلاق نحو الشـوارع الغير مغطاه بأسـتار و أبواب .
هنـاك حـيث يمشي النـاس و هم ينظرون خلفهم حذرين.. هناك حـيث يمكن لايّ احد الاقتراب منه دون سابق معرفة ٍ بينهم ، هناك لا يـوجد مـكان سـري للاختباء ؛ لا يـوجد سـقيفه و” غرفة مونة ” و لا يوجد تخت يختبأ تحته إن داهمه الخطر ..
كان يفـكـّر بكلّ ذلك و هو يقترب من الباب و تقترب أصوات السيارات و الصورة المتحركة عن الحياة خارج منزله الذي لم يخرج منه منذ أن عاد إليه مرّه دون أن يعلم ُ أحد أين كان !
بدأت الصورة تكبر و الحياه تقترب .. و بدأ هو يفكر أثناء مراقبتها و هي تزداد طولا ً و عرضا ً أنه اليوم و بعد أن يقطع تلك العتبة التي بات يكرهها لشدّه ما حاول أن يقطعها سـوف يـصبح شـجاعا كـجاره المدعوم !
سيمر ّ فوقها بنصر و سيصبح بأمكانه بعد أن يقطع هذه الخطوه الواحدة المتبقية أن يلبي حاجاته بنفسه و لن يطر ّ لأن يطلب من أبنه الصغير بأن يشتري له الدخان و الخبز ..
ها هو ذا يرفع قدمه اليمنى عاليا ً و يتنفس كمن يحاول التقاط انفاس ضاعت من عمره ، ثم ّ و بذات القوّة التي صمم بها على كسر الخوف ، ضرب قدمه بالأرض و صوته يغص ّ بأنين ٍ مؤلم ” حاضر سيدي ” و يعود أدراجه !

http://www.freesham.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى