لأننا لانحتاج
نبيل الملحم
لأننا لانحتاج شيئا نحتاج الى :
-تنمية وطنية طيبة، تعيد الصناعي السوري الى معمله، لترقص خيوط الحرير الطبيعي فوق الاثواب المتوترة لبنات يسرحن شعرهن كما الحرير، فوق حرير أنوالهن.
-الى مالنا السوري، المهاجر في مصارف الدنيا مرة، والمهاجر في مصارفنا الوطنية مرة ثانية.
-الى مزارع أبقار تعيد للبقرة مكانتها المرموقة في طبيعة تيبست، وتيبسنا معها.
-الى شراكة في كل مايتصل باسم (الوطن)، بدءا من المنهاج الدراسي، وصولا الى من نختار ليمثلنا في برلمان بوسعنا أن نحجب عنه صوتنا.
-الى فرص عمل تسمح لشبابنا بتجاوز محنة السكن بعيد المنال، والحب المحبط، وهدية (الفالانتاين)، وقد باتت ضمة من الورد المعجزة.
-الى طبابة مضمونة، نذهب فيها الى المشفى الوطني دون أن نعود جنازة في جنازات الصحة المهدورة على أبواب مشافي المقاولات وقد غدت القاعدة.
-الى طفل يتعلم منذ فطامه كيف يزرع، وكيف يعزف الموسيقى، وكيف يذهب الى المدرسة بصفتها بيت (الطبيعة) لاصندوق النظام المنظم، وارفع يديك على السبورة ياصبي.
-الى جامعات للبحث العلمي، لا مجمعات .. الاستاذ فيها محبط أو سارق، أو متسول أمام الباب محكم الاغلاق لطالب من طلبته يشغل الاستاذ عنده.
-الى فنون راقية، تسمح لموسيقي بحجم نوري رحيباني أن يتحول الى أيقونة وطنية، نضئ شموعنا بشموعها.
-الى لحظة عدالة انسانية تسمح لصحفي يسمونه غازي سلامة، بأن يدفع قسط ابنه علي، دون أن يخاف من اللحظة الفاجرة التي تقول له:” ممنوع من مرتبك ياغازي”.
-الى قانون أحوال شخصية ، يقول للمرأة أنت الأم، وأنت سيدة الدنيا، لا : ” تعالي الى بيبت الطاعة”.
-الى رحلة سنوية، تعرفنا بحضارة سورية، رفعت فيها زنوبيا أعمدة حضارة مازالت بأقنية صرفها وتيجانها واحدة من المعماريات المعجزة لهذه الدنيا.
-الى عاشقين مضمومين في حب مسترسل، وعلى مرأى البشرية كلها دون تدخل من الشرطة الجنائية التي تحيلهم الى مهاجعها بتهمة ارتكاب (الفاحشة).
-الى تعايش حقيقي بين ديانات ومذاهب، وعقائد، ليكون الاحتكام الى المواطنية وحدها.
-الى ديك بري يأخذ من يدك كمشة قمح، ثم يشكرك لتشكره.
-الى لحظة حب لاأحد فيها يسأل أحد: ما اسمك؟ مامرتبك الشهري؟ والى أي الطوائف تنتمي.
-الى عودة هادئة الى معرة النعمان، لنزور ضريح الشيخ الجليل أبو العلاء المعري وقد عرفنا أن :” هذا ماجناه أبي علي وما جنيت على أحد”.