في هذه المدينة التي اسمها؟؟؟
يحيى الأوس
في هذه المدينة التي فقدت عذريتها بملء إرادتها وتوقف فيها سكان البناء الواحد عن تبادل التحية، لن تجهد نفسك في التقاط مشهد مما يدور هنا أو هناك، فالشبهات هي القاعدة!!! سيدات يرتدين عباءات سوداء بطريقة ما .. يتبرجن و يخترن أحذيتهن عالية الكعوب بطريقة ما وألبسة رياضية ترفع الهرمونات الذكورية في الرؤوس الساخنة أصلاً.
يجري في هذه المدينة التي لم تعد صغيرة مذ تدفقت عليها جموع أخواننا العرب ما يجري في مختلف المدن التي تتعاطى الجنس كسلعة أو مكون أساسي يشبه تجارة الأسمنت فلا هو ممنوع حتى يصبح الابن الشرعي للسوق السوداء ولا هو مسموح فتزخر به رفوف استهلاكياتنا العامة. وريثما يتم العثور على هوية هذا المنتج ستبقى أرصفة المدينة الليلية مكاناً له وشقق العقود “المؤثثة” خصيصاً لاحتضانه ميداناً.
إنها تجارة الجنس المزدهرة هذه الأيام من تحت الطاولة أحياناً ومن فوقها أغلب الأحيان مهما أدعى من أدعى بأنها محاصرة.
على عينك يا تاجر
وعلى عينك يا تاجر مكاتب عقارية ليس لها من هم سوى استقطابهم بوصفهم “دفيعة” ومن أصحاب الدخل غير المحدود.. سيارات أجرة تخلت عن اللون الأصفر درءا للشبهة ولم تتخل عن وظيفتها في خدمتهم ونقلهم واستقبال ضيوفهم… قوادون مستحدثو نعمة تدلك إليهم رائحة العطور الغالية فوق أجسادهم الرخيصة وإكراميات وبخاشيش يمطرون بها أصحاب البقاليات والسوبرماركات التي يتعاملون معها لكسب ودهم وسكوتهم، فيكون هؤلاء أول من يشي بهم.
في العاشرة أو الحادية عشرة ليلاً وعندما يبدأ يوم المدينة بالأفول تبدأ تباشير يومهم، فيخرجن تاركين غرف النوم التي أتعبها طول المكوث، فتراهم في محلات الألبسة التي تبيع إليهم كل أنواع الألبسة التي لا تناسب أحدا سواهن .. فساتين تبهرك شدة التماعها.. “جزمات” صفراء وحمراء طويلة حتى الفخذين.. وقبعات يهيأ إليهن بأنها آتية من باريس أو روما لا من أقبية ورش الخياطة في حرستا و سيدي مقداد.
صورة مما يحدث
سيارات أجرة تقليدية يجلس فيها بجانب السائق شاب يرتدي غالبا قبعة تخفي معظم هيئته ” القواد” وفي المقعد الخلفي فتاتين يغيب السواد هويتهما فيحيلهما ظلاً أو شبحاً يصعب التعرف إليه .
تأخذ السيارة زاوية معروفة من جنبات الساحة التي طالما أطلق عليها أهل البلدة اسم ساحة الشهداء تتبعها سيارة أخرى خاصة حيث يتكفل الموبايل بإتمام الصفقة ولا يبقى سوى عملية التسليم.. تنزل الفتاة بالأسود تتوجه نحو السيارة الخاصة تأخذ المبلغ الذي تم الاتفاق عليه من أحد الشابين الموجودين في السيارة وتعود به إلى القواد تسلمه إياه، بعدها تنزل الفتاتين وتتجهان إلى الزبونين اللذين لم يعودا يطيقا وصول الطرائد إليهما..تنطلق السيارة بالغنائم. تنتهي العملية كان شيئا لم يحصل وكان أحداً لم ينتبه أو لا يريد إن ينتبه..
موقع ثرى