قرب كنيسة السريان
عارف حمزة
ولأنني لم أكن أعرف معنىً لهذه الكلمات
قطعتُ
كلَّ العالم.
كنتُ
بهيئةِ محكومٍ بالإعدام.
قولي لي ماذا تعني الكلماتُ الآن؟
/
أيتها الطيورُ التي هربتْ بعيداً
خذي عينيَّ لحبيبي.
أيتها الكنائس المبنية بالتراتيل
لا تُـطفئي
شمعةَ
حبيبي.
يا فُـتات الخبزُ الحار
لن يلتقطكَ
بعدَ اليوم
ذلك الباز.
/
كنتُ
قد بدأتُ
أفقدُ عينيّ
عندما عثرتُ
على حصتي
من الحياة
كنتُ قد فقدتُ قدمي ورغبتي في الأمل
وقدرتي
على الانتظار
بعدما
فـقدتُـكِ.
/
أتوا لي بصوتكَ
أتوا لي بانهياركَ العصبي
وبالعتمةِ التي أنجبتها منكَ الليالي …
كان كثيراً عليكَ هذا الهجران
وكان
قليلاً
بحقي.
/
كنتُ
أتمنى
أن يخدعني السرابُ
وتحقـقتْ
أمنيـتي.
/
أيتها الجنّـيات اذهبنَ إليه. أيتها الجنيات الشبقات
لا تـتركنه وحيداً.
أيتها الأحقاد المرة
أعيدوهُ إليّ.
/
دفنتُ
قلبي
قربَ
كنيسة السريان
وقربَ كنيسة السريان
انتظرتُ
أن يعثروا
على حفرةٍ صغيرةٍ
ويأخذوها
إليكِ.
/
لا تنـتـظر مغفرتي
غفرتُ لك منذ زمنٍ بعيد ..
ألا تأخذُ الريحُ عوائي إليك؟
/
كنتُ
أشكرُ
الحجارة
التي أتعثرُ بها
لأنها
تُـذكّـرني
بكِ
كنتُ أشكر الريح
التي تأتي
من الجهة
التي أحبّ
حتى أنني أشعلتُ ناراً
وجلستُ مذعوراً في قلب الصحراء
لأنني آنستُ عواءَ ذئبٍ
كي أستدرجهُ إليّ.
/
هذا المخملُ لكَ يا وحيدي.
هذا الريحانُ لك يا حبيبي.
إلى المكانِ الأبعدِ
تأخذ ُ
هذه الطيورُ
روحي
مع أنكَ
لم تغادر
قلبي.
هذا السرجُ لك.
هذا الموتُ لك يا جريحي.
/
فقدتُ إحساسي بالعالم
حتى الضغينة
التي كنتُ أحتاجها
كي تساعدني
على النسيان
فقدتها.
إلى أين تأخذني
أيها الهجران؟ /
الخاتمُ
الذي أضعه تحت المخدة
بعد أن أقبّـلهُ و أوصيه بك
ثقيلٌ
ولا ينام.
/
لستُ حزيناً أيها الذئبُ
قد يكون هناك مَنْ يـتذكرني بحزنٍ
بحزنٍ كبير
وثقيل.
/
أصبحتُ قطعة من هذه النافذة
أصبحتُ قطعة من هذا الليل
من كثرة ِ
ما فكّـرتُ
فيك.
أصبحتُ
مثل كتلة من الثلج
تسقطُ من الأعلى
من أعلى الجبل
إلى الفراغ
لا يعرفُ الناسُ
الذين يأخذونني في صحون ٍ من الألمنيوم
ويرشّـون عليّ السكّـر
بأنني
كنتُ
أنتظركَ
وسقطتُ
لأنني
لمحتُـكَ
في الأسفل.
/
فقدتُ يدي اليسرى
لا أشعرُ بها
الحشراتُ
تأكلُ منها
ولا أشعرُ بها.
إذا بقي مني شيء
إذا عثروا على شيء مني
فليأخذوهُ
إليكِ.
/
سيُـعيدُكَ إليّ
حظكَ العاثر
سيُـعيدكَ إليّ.
موقع الآوان