صفحات الناس

استيقظوا: الجدران لها آذان

null
صلاح الدين بلال
سأحدثكم اليوم عن أمراً أرجو أن يبقى سراً فيما بيننا كي لا تسارع سلطة الحق الضائع والأمر الواقع؟؟؟ من غفوتها وتسد مخارج ومداخل الحدود بين سورية وتركيا، وتعزيزها بالمزيد من المخافر والمخبرين والكاميرات وأسلاك الإنذار وكلاب الحدود، بالرغم إنهم ليسوا بحاجة للكلاب فهم موجودين أأو حلمى قفا من يشيل،  فمنهم مجموعات شاردة  ومجموعات كامنة، يجمعهم الجوع واقتناص الفريسة، وينتقلون بحرية بين طرفي الحدود، بلا حسيب أو رقيب .
حذري في الكلام هذا نابع من الكثير من القصص والروايات التي أسمعها كل يوم، والتي أهلكت أصحابها، وأودت بهم إلى ما وراء الشمس، أو بيت خالتهم، والسبب هو إفشاء سر رواه احدهم لصديق، أو  حلم سرده لجاره أو رفيقه .
أنتم تعلمون إن السر إذا هُمس في آذان ثلاث رجال، لوصل في الحال إلى مسامع جماعة أبو عفش… وأعلن بالجوامع كفتوى وصلت للتو من تورا بورا، أو من فضيلة الأزهر أو شيخ مشايخ الكعبة المقدسة ؟؟؟ .
وحسب علمي إن السر إذا أودع وتجاوز بين فم امرأتين شاع و انتقل كحديث نار الفراش بين هشيم النساء.
لكن ما يهدأ من روعتي و سري من طرف النساء إنهن في بلادي” لن نظلم الجميع”..لا يدخلون رأسهم وشعرهم في عوالم ومخالب السياسة، ربما هم ماهرون في حديث المطابخ وتلقف أخبار الموضة، ومنهم من يحلم أن يسقط متاعه في مخادع  المبح بحين والنافذين والسياسيين،  وبخاصة من يجلس منهم فوق أكثر من بيضة تلمع ذهباً، أو أحد من أصحاب حديثي النعمة ذوي الأيادي السخية في  الهداية والعطايا، أفضل ألف مرة في انتظار فارس الأحلام الذي قد يأتي على ظهر حمار بدل الحصان، وأنا متأكد إن أكثر النساء في بلادي لن تثيرهم شجوني واعترافاتي وسري وعذاباتي، هذا فكل ما قد ابوح به قد لا يغدو في نظرهن غير قشرة بصلة محروقة، فأخبار تصليح وتصويح انف نانسي وفستان لميس وحب مهند أصبح من مستلزمات ثقافة العصر والعوكلة، وهذا الصنف الراقي ليسو من هواة الغم والهم، وعواطفهن لا تسمح لهم في ملاحقة اخبار السياسة ونكدها، ومنهن الكثير لم يسمعوا لا بربيع دمشق، ولا في اغتيال الشيخ معشوق الخزنوي، ولا بشهداء القامشلي، ولا تقنيص العميد محمد سلمان، ولا تفيش العميد غازي كنعان، ولا حتى أخبار القاء القبض أو الافراج عن مفكر بوزن عارف دليلة أو الحكم على بعض النساء بأحكام تصل الى سبع سنوات لأنهم خطر على أمن الدولة، ولهم نوايا بفصل سورية من نهر الفرات وما فوق الى دولة أجنبية، قد تكون مالي أو البنغال…. عينة من هؤلاء النساء المتكلمات كالطاووس كانت جالسة منفوخة الصدر والشفايف، تنكش كالمسلة إطراف كل مؤخرة حديث كنا نتجاذب به مع مجموعة من الأصدقاء، جمعتني بهم جلسة عشوائية لا أكثر، أثناء الجلسة رمى أحدهم أسم مجزرة حلبجة في قلب الحديث وسرد حجم ومآسي ضحاياها، و الصور المحزنة للعشرات من الأطفال والمئات من النساء الذين قضوا خنقاً بالخردل العفلقي والمئات من الضحايا الذين تم العثور على رفاتهم في صحراء جنوب العراق والتي تتناقلها الفضائيات والتي تقطع مناظرها الفؤاد وتشنك من هولها الأبدان،  صاحبة المقدمة المنفوخة، عقدت حاجبها كما لو أنها قبضت على شيء ساخن في يدها  فجعلها ترتجف للمشاركة في النقاش، وسألت من هي حلبجة هذه !! ومن أي بلد!!وما مشكلتها هل هي ايزيدية أم مسلمة ؟؟؟؟؟.
للعلم أن أم الشفايف المنفوخة كوردية ومن أبوين كوردين ومن ماركة نوع طربنت أو لادا، وتتكلم الكوردية بطلاقة بالإضافة إلى أربع لغات أخرى من نوع طوزتو، وتحمل ثلاث جنسيات معا، أي الخاتم متعلمة وتحمل شهادة من جامعة بني جهل …..وتبين  أن الموضوع ليس من محور أهتمامها وهي ليست معنية بكل أمر، فدائرة خصرها لا يهتم إلا بشيئين فقط  ؟؟؟.
أنا مرتاح جدا كون النصف الثاني من ديننا غير مفسوق بالقراءة ومتأكد أن سري الذي سأبوح به لكم لن يصل على شفاه بعضهن من المفسفسات، ومن شاكلة أم الشفايف المنفوخة…
المهم، لنعود إلى الرجال الميامين، فأنا مسرور أكثر بالنسبة لجماعة العقور من الذكور من أمثالي لأنني أستطيع أن أرمي بسري وحياتي بين يديهم؟؟؟؟…..بالرغم أن هناك طابوراً سابع يقول أن رجال قومي مستحيل إن يجتمع بينهم اثنان على رأي واحد، وإذا أجتمع ثلاث منهم فإن رابعهم سيفكر بإصدار جريدة أو إنشاء حزب ثوري من طراز جديد. اليوم اختلفت المقولة……فكلما أجتمع أربع أكراد فأن خامسهم  سيحلم وسيدعو إلى إعلان قناة تلفزيونية فضائية، المهم والاهم أن ما يجعلني غير قلق كون رجالنا ومثقفينا اليوم غير معنيين بما ينشر من ترهات  في فضاء الانترنت وخاصة التي تلاحق الصخام من إخبار السياسة، وحقوق الإنسان وغيرها .
قادتنا السياسيين أصحاب وزن الحواسم والقواصم، لم يعد لديهم وقت للكثير من أهداف الأمس، فكثير من القضايا تصبح جزء من الماضي بمجرد أن تقطعها عقارب الساعة، ويعبرها الليل بظلامه، فمثلا كلما سقط جندي كوردي أثناء خدمته الوطنية الإلزامية؟؟؟ قامت أصنامنا وأوثاننا في توثيق اسم القتيل ونقرها على رقم أو على جلد ثور وحونحرنا، سابع أرض بانتظار حضور المحقق ” كلمبو”  لكشف القاتل المجهول، وكما يقال إن للباطل جولة ودولة، وللحق جولات وصخلات،  لذا نحن نؤجل جولاتنا المحقة إلى ساعة الصفر .. الأهم الآن هي أجراء المزيد من ولائم وعزائم المصالحة بين عشائرنا رمز فخرنا ونحرنا ،
حسب علمي فأن الرجال من نفس فصيلتي الفحولية إذا أسعفهم وقتهم للقراءة وملاحقة صفحات الانترنت، فبالكاد يمرون فوق العناوين وقد يزحفون إلى الخاتمة وتنتهي القصة.
المهم ليش طول الكلام والنقر في سيرة الناس فكلاً حراً بما يقوم به ويعوم عليه…..  إذاً دعوني أحكي لكم قصتي كما عشتها وأيام.متني من بلاد الغربة فجأة إلى بين أحأيام.لدتي في سورية وبين كنف عائلتي لعدة أيام …؟؟؟!!!!.. أرجو المعذرة لم يبقى لي وقت ألان، سمة تحركات مريبة تجري من حولي، فهناك من جلس بالقرب من طاولتي للتو وأرى انه صاحب رقبة طويلة وقد جلس بالزق خلقتي في الطاولة المقابلة وفي نفس القهوة  التي أزف منها  قصتي لكم، ومن نفس المكان الذي سأفشي لكم منه بسري وأمري الخطير، ربما للرجل أذان وربما أخينا مدفوش؟؟؟ أو ربما أصبحت الآن تحت مراقبة الستلايت، ثمة أخبار جديدة تقول أن العلماء من بلاد التي تسرح فيها الكلاب بأمن أكثر من الرجال في بلادي قد تمكنوا أخيراً من قدرة قراءة عقل المرء وبواطن مخيخه عن بعد وبواسطة الريمول كنترول، لذا علي لملمة دفاتري وجهازي وغدا سأسرد لكم الباقي من قصتي ربما من مكان آخر و سري جداً ….. المهم استيقظوا فصدق من قال للحيطان آذان.

الى الحلقة القادمة إذا بقينا أحياء …
صلاح الدين بلال

2009-10-06
خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى