قبل أيام من افتتاح الدورة السابعة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي والمنافسة في خضم مهرجانات سينمائية جديدة
أنور بدر
دمشق ـ ‘ القدس العربي لأنّ صناعة السينما في المنطقة العربية عموماً ليست بألف خير، تبدو زحمة المهرجانات السينمائية الجديدة مثيرة للاهتمام، فبينما كان على مهرجان دمشق السينمائي أن ينافس بين مهرجانات قرطاج والقاهرة، أصبح عليه الآن عبء المنافسة مع مهرجانات جديدة امتدت مؤخراً من مراكش إلى دبي وأبو ظبي والدوحة، وبعضها جاء بتمويل يثير الدهشة، إذ تبلغ ميزانية مهرجان دبي السينمائي أربعين مليون دولار، فيما لا تتجاوز ميزانية مهرجان دمشق السينمائي ومنذ سنوات طويلة المليون دولار !!
هذه المسألة دفعت بالسيد محمد الأحمد مدير المؤسسة العامة للسينما مدير مهرجان دمشق السينمائي إلى البحث لأول مرة عن مستثمرين وشركات مهتمة بالإعلان والتسويق والدعاية من أجل رعاية مهرجان دمشق السينمائي في دورته السابعة عشرة، والتي تبدأ بتاريخ 31 تشرين الأول (اكتوبر) الجاري وحتى 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 القادم.
بعيداً عن هذه الإشكالية، نلاحظ أنّ مهرجان دمشق السينمائي الذي كانت انطلاقته الأولى عام 1979، يخطو دورته الثانية بعد أن أصبح مهرجاناً سنوياً، بعدما كان يقام كل سنتين مرّة، فيما جرى تطويب الفنان ماهر صليبي منذ ثلاث سنوات لإخراج حفلي الافتتاح والختام، ولا ضير في ذلك ما دام يحقق سوية فنية جيدة، مقابل تطويب خالد مجر للنشرة الإعلامية وللسنة الثانية على التوالي.
وقد أعلنت إدارة المهرجان مؤخراً أسماء لجان التحكيم لمسابقة الأفلام الطويلة برئاسة المخرج الفرنسي روجيه فارجييه، وعضوية كل من الممثلة الهندية بوجا باترا والمخرج الكازاخستاني داريزهان مييربايغين والمخرجة الكاريبية سارا مالدورور والممثل المصري حسين فهمي والمخرجة الألمانية هيلما سانديراس والسينمائي الكوبي توماس نازاريو بيارد غونزاليس والممثلة الإيطالية دانيلا جيوردانو والمخرجة الفلسطينية آن ماريا جاسر والمخرجة اللبنانية نادين لبكي والمخرج السوري حاتم علي والناقدة السورية ديانا جبور.
وتضم لجنة تحكيم الأفلام القصيرة السينمائي السويسري مارتين جيرو رئيساً، وعضوية كل من المخرجة الألمانية بترا فيزنبيرغ والمخرج السوري موفق قات والكاتبة السورية ديانا فارس.
ويترأس الكاتب والسيناريست السوري حسن م. يوسف لجنة تحكيم الفيلم العربي، والتي تضم في عضويتها كلا ّ ً من الممثلة المصرية سمية الخشاب والمخرج اللبناني أسد فولدكار والممثلة المغربية ميساء المغربي.
كما أعلنت إدارة المهرجان أسماء المكرمين في الدورة الحالية، وهم: مروان حداد -ناجي جبر – خالد تاجا – نجدة أنزور – أمل عرفة ـ من سورية، مقابل نجلاء فتحي ـ يسرا – ليلى علوي – هاني شاكر ـ من مصر، إضافة إلى المخرج التونسي رشيد فيرشو، والمخرج الهندي أكبر خان، والممثلة الأمريكية أوسولا أندروز والممثل الفرنسي هنري كارسين.
أمّا التظاهرات التي أقرّت على هامش المسابقة الرسمية لكل من الأفلام الطويلة والقصيرة فهي: تظاهرة البرنامج الرسمي التي تضم أهم الأفلام التي حازت على جوائز سينمائية مؤخراً، تظاهرة الدرر الثمينة، تظاهرة سينما القارات الخمس، تظاهرة أفلام فلسطين بعيون السينما، تظاهرة السينما الاسترالية التي انطلقت مؤخراً، تظاهرة سوق الفيلم الدولي، إضافة إلى تظاهرات: أفلام المخرج الإيطالي فدريكو فيليني، المخرج الأمريكي سيدني بولان، المخرج الألماني فريتز لانغ، المخرج البريطاني ستانلي كوبريك، المخرج الروسي نيكيتا ميخالكوف، المخرج العالمي شارلي شابلن، وتظاهرات لنجوم السينما: مارلين مونرو، آلان ديلون، أنجليك.
تبقى الإشارة إلى أنّ أفلام المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة باتت شبه محسومة رغم أنها لم تقر بعد بشكل نهائي، وما رشح عن إدارة المهرجان حتى تاريخه أنّ سورية ستشارك في المسابقة بفيلمين الأول لماهر كدو بعنوان ‘ بوابة الجنة ‘ من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، والثاني إنتاج مشترك ما بين المؤسسة وشركة ‘ سورية الدولية ‘، وهو بعنوان ‘ مرة أخرى ‘ من إخراج جود سعيد. كما ستشارك مصر بفيلم ‘ واحد- صفر’ من إخراج كاملة أبو ذكرى. ومن إيران سنشاهد فيلم ‘ عشرون ‘، من بلجيكا فيلم ‘ ملاك يطل على البحر’، من صربيا فيلم ‘ بيسة ‘، من إيطاليا فيلم ‘ قهوة مارغريتا ‘، من روسيا ‘ العنبر رقم 6 ‘ للمخرج شخازاروف، من فرنسا ‘ امرأة الباسفيك ‘، من إسبانيا ‘ زهور عباد الشمس العمياء ‘، من كوريا ‘ جيل عارٍ من الأشجار’، من ألمانيا فيلم ‘ كون برو’، من اليابان فيلم ‘ أخيل ‘ للمخرج الياباني كيتاشي كيتانو الذي سبق وشاهدنا له فيلم ‘ الدمى’ قبل دورتين، وهناك أفلام من إنتاج مشترك منها فيلم ‘ الراقصة المحلية ‘ من كازخستان، ‘ مرافيو الطير’ من إنتاج برازيلي إيطالي برتغالي، ‘ كتالين فارغا ‘ من إنتاج روماني هنغاري، أي أن ستة عشر فيلماً أقرت مشاركتها حتى الآن في المسابقة، مع إمكانية زيادة العدد فيما لو وصلت ترشيحات مناسبة من دول المغرب العربي تحديداً.
أمّا فيلم الرسوم المتحركة الطويل ‘ طيور الياسمين ‘ من إخراج سلافة حجازي، وهو إنتاج مشترك ما بين المؤسسة العامة للسينما وشركة ‘ تايغر بروداكشن ‘ فقد تقرر عرضه ضمن تظاهرة البرنامج الرسمي.
بالمقابل يوجد قرابة خمسين فيلماً قصيراً في مسابقة الأفلام القصيرة، تشارك سورية من بينها بأربعة أفلام فقط، لماهر صليبي وجيهان الأعصر و فجر يعقوب وعمرو علي، وفيلم هذا الأخير من إنتاج القطاع الخاص.
كذلك يوجد شبه تقليد مؤخراً لأن يكون فيلم الافتتاح هو الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان ‘ كان ‘ الدولي، وبالتالي سنشاهد فيلم ‘ الشريط الذهبي ‘ للمخرج النمساوي مايكل هنكلي، بينما فيلم الختام هو الحائز على جائزة ‘ الدب الذهبي’ في مهرجان برلين، وبالتالي سنشاهد الفيلم البيروفي ‘ حليب الأسى’ للمخرجة كلوديا لوزا، ولكن ذلك لم يقر بعد أيضاً.
إلا أن ما هو ثابت أنّ جمهور دمشق وعشاق السينما سيكونون في نهاية هذا الشهر على موعد مع أكثر من 200 فيلم سينمائي يمثلون مختلف المدارس والإنتاجات العالمية، وسنكون مع باقة من نجوم الفن السابع المهمين كمشاركين وضيوف في الذكرى الثلاثين لانطلاقة مهرجان دمشق السينمائي. يبقى أملنا أن يكون التنظيم بمستوى هذا الطموح، وأن تكون صالات العرض أفضل مما تعودنا عليه سابقاً.
كادر:
بمناسبة احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية، نظمت إدارة مهرجان دمشق السينمائي تظاهرة باسم ‘ فلسطين بعيون السينما ‘ تضم أربعة أفلام من إنتاج المؤسسة العامة للسينما في سورية، وهي: ثلاثية ‘ رجال في الشمس ‘ من إخراج محمد شاهين، نبيل المالح، مروان المؤذن، و’ المخدوعون ‘ لتوفيق صالح، ‘ كفر قاسم ‘ لبرهان علوية، ‘ السكين ‘ لخالد حمادة، والأفلام الأخرى هي: ‘ ملح هذا البحر’ لآن ماري جاسر، ‘ ظل الغياب ‘ لنصري حجاج، ‘ باب الشمس ‘ ليسري نصر الله، ‘ المتبقي ‘ للمخرج الإيراني سيف الله داد.
مع أننا رأينا العام المنصرم فيلماً فلسطينياً جميلاً باسم ‘ عيد ميلاد ليلى’ وهو ينقل معاناة الشعب الفلسطيني في ظل الحصار وسيطرة الإسرائيليين على المعابر. وهناك أفلام فلسطينية أخرى تميزت في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية، وكنا نأمل في هذه المناسبة أن نرى تظاهرة تحتفي بالسينما الفلسطينية المنتجة في الداخل، والتي تنقل نبض المعاناة اليومية للشعب الفلسطيني، وتقدم بذات الوقت ملمحا من إبداعاته.
القدس العربي