هل تنهي سوريا توتر الرياض وطهران؟
دمشق-محمد الخضر
قالت مصادر سياسية سورية إن دمشق هي الطرف الوحيد القادر على لعب دور الوساطة بين طهران والرياض، وأوضحت أن المصلحة السورية تصب في هذا الهدف استنادا إلى حاجة دمشق لتكاتف قوى المنطقة لمواجهة التعنت الإسرائيلي وإنهاء مرحلة من الخسائر بالصف العربي خلال السنوات الخمس الماضية.
وأنهى وزير الخارجية السوري وليد المعلم الخميس محادثات في طهران تناولت بشكل خاص التطورات في المنطقة، في حين كشف نظيره الإيراني منوتشهر متكي خلال مؤتمر صحفي مع المعلم عن عزمه على زيارة الرياض الأسبوع المقبل ولفت إلى أن محادثاته ستتناول موضوع الحجاج الإيرانيين.
مناخ مشجع
ورأى عضو مجلس الشعب السوري المهندس عماد غليون أن المعطيات تؤكد قدرة الدبلوماسية السورية على لعب دور الوسيط في الخلاف المقلق بين طهران والرياض.
وقال للجزيرة نت إن سوريا لديها علاقات إستراتيجية مع إيران لم تتغير منذ ثلاثة عقود، كما أن العلاقات مع الرياض عادت إلى طبيعتها بعد زيارة ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز إلى دمشق في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال غليون إن تلك المعطيات ومصلحة سوريا في تقوية موقعها الإقليمي بعد التطور الكبير في علاقاتها مع أنقرة يجعل من احتواء الخلاف السعودي الإيراني أولوية ستعمل عليها بلاده بقوة.
ورأى أن المناخ العام يشجع على تحقيق المصالحة وتجاوز الخلاف بين بلدين لهما ثقلهما الإقليمي، لكنه نبه إلى أن الأمور تحتاج إلى بعض الوقت، وجهود كبيرة في ظل مصالح قوى أخرى ليس من مصلحتها انتهاء مرحلة الخلافات بين الدول الفاعلة في المنطقة.
مصلحة سورية
بدوره رأى الباحث في مركز الشرق للدراسات الدولية الدكتور بسام أبو عبد الله أن رص الصفوف وتحقيق الحد الأدنى من التضامن يشكل هدفا أساسيا للسياسة السورية التي تجاوزت مراحل من الضغوط ومحاولات العزل.
وتابع للجزيرة نت أن الخلاف السعودي الإيراني بصورته الحالية وتفاقمه خلال الأسابيع القليلة الماضية يشكل مصدر قلق للحكومة السورية.
وقال إن ذلك يستوجب التحرك السوري أملا في الجلوس إلى الحوار المباشر، بعيدا عن الوسطاء، متوقعا أن تسهم زيارة متكي للرياض في تحريك جزء كبير من الملفات العالقة والوقوف عند اتهامات كل دولة للأخرى.
في المقابل يرى مدير الأخبار في صحيفة الوطن السورية جانبلات شكاي أن ما تقوم به سوريا ليس سوى محاولة للتهدئة بين الجانبين وشرح مواقف كل طرف للآخر، وليس وساطة.
وأوضح للجزيرة نت أن علاقات البلدين ليست مقطوعة، والدليل عنده زيارة متكي المقبلة للرياض، لكنه أوضح أن التوتر الشديد بين العاصمتين بات يفرض تدخلا لمساعدة الدولتين على الخروج من الموقف الراهن.
ولفت إلى أن جوهر الجهد السوري يركز حاليا على سحب التوتر من وسائل الإعلام ومناقشة كل القضايا الخلافية وجها لوجه. وتابع “إن المطروح بحجمه الحالي ممكن الوصول إليه” خاصة أن البلدين يريدان تجاوز الحملات الإعلامية والبحث في حلول لتحديات تهدد الجميع.