رسالة مفتوحة إلى السادة أعضاء الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية
حزب العمل الشيوعي في سوريا
أيها السادة الموقرون:
إننا في حزب العمل الشيوعي في سوريا ، وبعد ان شاهدنا منذ فترة ليست بالقصيرة مؤتمرا عالميا كان عقد في دمشق عاصمة بلدنا من أجل التضامن مع الجولان المحتل وفلسطين المعذبة، نقرأ اليوم عن عزمكم وتوجهكم لعقد المؤتمر الخامس لأمانتكم العامة في دمشق أيضا ما بين 10 و12 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، تحت شعار القرار العربي المستقل. والغريب في الأمر أن مؤتمركم يتجاهل دعوة أي حزب من أحزاب المعارضة السورية التي نذرت نفسها من أجل سيادة واستقلال سوريا من خلال التغيير الديمقراطي والتصدي للمشروع الخارجي. وهذا ما يشكل علامة مميزة للمعارضة السورية التي تدرك ما يحاك للمنطقة ولبلدنا سوريا، وتدرك أيضا أن السيادة والاستقلال هو أن يمتلك الشعب قراره بيده وحريته، وأن يتمتع بصفة المواطنة من خلال سيادة الدستور والقانون. وهذه هي الخطوة الأولى على طريق استقلال القرار. بينما الوقائع في بلدنا لا تتحدث عن ذلك ولا في بلدانكم أيضا.
لذا، فإن وضع هذه الملاحظات على جدول أعمالكم ومطالبة النظام بالإصلاح السياسي ينطوي على معنى عظيم، ويصبغ على مؤتمركم المصداقية وروح الكفاحية التي تتطلبها المرحلة :
1 ـ تَحظُر السلطات السورية على الشعب السوري ومنظماته الديمقراطية أن يمارس أية رقابة على القرار السياسي، وبوجه خاص في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والاحتلال الأمريكي للعراق، وتنفرد الأجهزة الحاكمة باعتماد القرارات المصيرية حيال معركة التحرر من الإمبريالية ومقاومة الصهيونية، ما يترك مستقبل قضايانا القومية بين أيدي مصالح أجهزة تعمل في الظلام.
2 ـ لاتزال قوانين الطوارئ و الأحكام العرفية هي السائدة في سوريا، وبموجبها لا تزال الحكومة السورية تعتقل الناشطين السياسيين وكل من ينتقد مايجري.
3- قامت الحكومة السورية باعتقال أعضاء حزبنا بالإضافة إلى احزاب المعارضة الأخرى مثل المكتب السياسي وحزب العمال الثوري وحزب الإتحاد الإشتراكي وحزب البعث الديموقراطي والإخوان المسلمين والمنظمة الشيوعية العربية وغيرهم، وذلك منذ استلام الرئيس حافظ الأسد السلطة. واستمر الإعتقال لفترات طويلة فاقت العشرين عاما في بعض الحالات.
4- لا يزال معتقلو إعلان دمشق والمعتقلون الأكراد والإخوان المسلمين قيد الإعتقال التعسفي، كذلك أعتقل المحامي هيثم المالح منذ عدة ايام، ومن قبله المحامي مهند الحسني. وقد أحيلوا جريا على المعتاد في مثل هذه الحالة إلى محاكمة صورية.
5- لايزال العشرات ممن اعتقلوا سايقا محرومين من الحقوق المدنية بعد أن خسروا وظائفهم. ولقد قاموا بتشكيل لجنة لمحاورة الحكومة السورية، إلا أن كل الجهود باءت بالفشل. كذلك ازدادت قائمة الممنوعين من السفر في الآونة الأخيرة لتشمل معظم المعارضين رغم أن نشاطهم لايزال سلميا ومقتصرا على المقالات والبيانات والتي تتعلق معظمها بواقع حقوق الإنسان.
6- لايزال المئات من المنفيين غير قادرين على العودة إلى وطنهم.
هذا غيض من فيض مما يتعلق بالشأن السوري. لذا، فإننا نناشدكم أن تدرجوا هذه النقاط في جدول أعمالكم كي لا يتحول هذا اللقاء إلى مهرجان خطابي، ويبتعد بالتالي عن هموم ومشاكل المواطن.
إننا نتوخى منكم، ومن أجل مستقبل المنطقة، أن تفعلوا ما بوسعكم كي تستعيد سوريا دورها في استنهاض المنطقة من أجل دحر الغزوة الإمبريالية الصهيونية، وأن تقفوا إلى جانب الشعب السوري الذي يتطلع إلى التغيير الديمقراطي واستعادة كافة الأراضي العربية المحتلة.
حزب العمل الشيوعي في سوريا – لجنة الخارج
الخميس 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2009
خاص – صفحات سورية –