صور السوري في لبنان: شؤون سور- لبنانية
أحمد مولود الطيار
تجتاح ( سوريتك ) ان كنت سوري وتعيش في لبنان، جملة من المنغصات، تلعن بعدها في نهاية المطاف تلك الهوية التي ما تبارح تقض مضاجعك .
صور السوري في لبنان ليست واحدة، وللانصاف ليست كلها ممضة ومقلقة، وأيضا للانصاف و( الانصاف ) هنا للآخر / اللبناني الذي تتحدد صورك عبره ( أو ) ربما ( عقدة أو عقد ) استوطنت في(نا) كسوري أو كسوريين، والكثير منا مارس ومارسنا ( الموبقات) والتطهر شرطه الأول ( حساسية ) مفرطة أو غير مفرطة دون الانزلاق الى التبكيت وعذاب الضمير، لأن في ( الدون ) تلك / ذلك مرض عضال . أيضا دون الوقوف عند ( الاعتراف )، يجب (( ماذا بعد ))، ((( الرئيس بشار الأسد مارس ( الاعتراف ) في خطبة الانسحاب من لبنان )))، خطوة غير كافية ، لم يكفر عن الأخطاء بازالة آثار (…..) .
أولى الصور، فيها الكثير من ” شوفة الحال ” ورفع الرأس : يُضفي الكثير من اللبنانيين فوق ديبلوماسيتهم المعهودة رقة فائضة : ” يا خي احنا ما فينا نعيش بلا سوريا ” ويركبون عدادا ويبدؤون عدا بأسر لبنانية عريقة ذات أصل سوري، ثم انظر الى رجل الأعمال الفلاني والعلاني والعلتاني كلّهم سوريون هربوا بأموالهم الى لبنان مع التأميمات الاشتراكية التي افتتح عصرها الرئيس جمال عبد الناصر وتابع خطاها البعث القومي الاشتراكي العربي .. الخ .
ثاني الصور، لاعلاقة لها بالثورة الرقمية ، أبيض وأسود : جندي سوري يركبه القهر من رأسه الى قدميه ، أمي في معظم الأمور ، يرأسه ضابط قلق ، قلقه يتمحور حول ” باص المبيت ” وماذا سيهرّب اليوم فيه ، أمي حتى في اختصاصه العسكري ، الجندي المقهور يقف ومن ورائه الضابط القلق في طول لبنان وعرضه على حاجز عسكري يمارس سلطة متورمة . لكم أن تتخيلوا سلطة مطلقة يمارسها جهل مطلق ، كيف ستكون النتيجة ؟!
لاتذهبوا بعيدا ، على اعتبار أنني شخصيا جندي سابق في لبنان ، اليكم بعض من صور سجلتها أمّ عيني :
أتردد ، أمتنع عن نقلها اليكم لأنها تصبّ الزيت على النار وتغلي الأحقاد، وبما أننا في عصر الوعظ والارشاد لاداع لعرضها . وكسوري رقم أو فاصلة ولم أترقى بعد الى نقطة في نهاية السطر تحسم الجدل وتنهي الكلام، لاذنب لي بما حصل وحاصل ويحاسب عليها من سبّبها واعترف بها .
صورة هتلرية :
عاملان سوريان يركبان في ” فان ” في طريقهما من بيروت الى شتورا ومن ثم الى سوريا في اجازة قصيرة ، يجلس بجانبهما شاب لبناني يبدو أنه أراد وبدلا من التمتع والاستمتاع بمناظر الطبيعة الخلابة على جانبي الطريق الاستعاضة بحفلة سمر مع كليهما، حيث يبدو أن به بقايا مترسبة من مفاعيل الصورة السابقة، وشيئا فشيئا يتقمص هيئة ضابط مخابرات، وكأنهما في وضعية المتهم و ارتكبا جرما يجيبان على أسئلته المنهمره عليهما كدفق الرصاص : من أين أنتم ، ماذا تعملان ، كم تتقاضيان من أجر ، لماذا لا تعملان في سوريا ؟؟ وما بين طلعة ونزلة للنصف باص الهرم في طريق غير مستقيم، فاصل من التهكم والضحك المتواصل .
هذه سببها تلك . هذه لا تؤخذ بجريرة تلك . بالمشرمح ، اليوم سببه الأمس وغدا الذي هو لنا، لكلينا، لا يُعدم بجريرة الأمس .
الصورة تلك لازالت محصورة ولم تتمدد والأمنيات ألا تشتعل في كل ” طول لبنان وعرضه ” .
صورة ضخمة :
قبيل انسحاب الجيش السوري من لبنان وعلى مدى سنوات طويلة، احتل ثمثال ضخم لفارس يمتطي صهوة جواده احدى ساحات مدينة شتورا البقاعية، وكُتب على قاعدة ذلك التمثال تعريف بالفارس مايلي : ” الفارس الذهبي الرائد الركن الشهيد باسل حافظ الأسد ” وكما هو معروف فان الشهيد المشار اليه هو شقيق الرئيس السوري الحالي ونجل الرئيس السوري الراحل وقضى في حادث المطار المعروف .
الثمثال المذكور تم تفكيكه عشية الانسحاب، وانسحب مع من انسحب سنتذاك، ومناسبة الحديث عنه هنا تأتي في معرض استعراض الصور السورية، وحيث كثير من اللبنانيين لازال الانسحاب ناقصا، وهو لم يغادر ذاكرة لازالت طرية بعد، ويقولون خروج من الباب ودخول من النافذة، وتدخّل من انسحبوا عبر ألف طريقة و أخرى في كل شاردة وواردة لبنانية وهذا ما يجعل الصورة هنا تزداد قتامة وذاهبة الى السواد .
ما معنى أن تكون سوريا يعيش في لبنان ؟
ذلك يحتاج وقفة أخرى .
خاص – صفحات سورية –