صفحات من مدونات سورية

الحضاري و الحبتي و الطابة… علوش

هل حاول أحدكم أن يعير الاهتمام لأيّ من الحبتية (حَبَتّيْ، بفتح الحاء والباء والتشديد على التاء وتسكين الياء) [بلطجية، حثالة، سمهم ما شئت] الذين قد نصطدم بهم، هل حاولت فتح حوار معهم؟ هل حاولت الدخول في نقاش معهم في أي موضوع؟ أليسوا دائماً هم على حق انطلاقاً من مبدأ اذا ناقشت جاهلاً خسرت.
كم من مرة التقيت مع سائق تكسي [حبتي] يعتبر أن تكسير رأس المرأة هو السبيل الوحيد لضمان أمن واستقرار المجتمع، كم مرة التقيت معزّل المداخن [حبتي] نظر إليك ببلاهة عندما طلبت منه عدم تفقد خزّان المازوت بقداحته!.
دائماً ما نغلق الحديث مع هؤلاء، مع ملاحظة أنني أقصد فقط الحبتي، فقد تلتقي بسائق تاكسي خريج كلية الاقتصاد ويفهم بالأدب والشعر والعلوم أكثر منك، هنا أتكلم عن الحبتي.
والعكس صحيح، فليس من الضروري أن يكون الحبتي فقير الحال، فقد يكون تاجر عظيم، لكنه حبتي، الحبتية هي في العقل، في الفكر، في أن يكون العقل سلبي، في أن يكون العقل غير منفتح ومتقبل للآخر، في أن يكون العقل محاط بألياف وألياف من الكره والحقد والغضب اللا مبرر.
الحبتي هو الذي لا يعير أي اهتمام للعالم الخارجي، فهو يعتبر أنه يعيش في غابة، يعتبر نفسه فوق القانون، هو محور الكون، ربما يكون نرجسي بكل معنى الكلمة، وهذا ما يدفع أمثالهم لاعتبار تصرفات أي كائن آخر معادية لهم، بمعنى الاشاراة له باصبعك قد يكون سبب كافي لقتلك، وربما تمر شهور وهو لا ينسى ما فعلته أنت بنفسيته الشوفينية.
لا أدري لماذا يكون الانسان حبتي، ربما لأنه اختار أن يكون حبتي.
لأن التعلل بأنّ ظروف المجتمع “القاهرة” هي التي دفعته لأن يكون حبتي ليست كافية خصوصاً عندما نشاهد انسان يعاني نفس الظروف لا بل أقساها ومع ذلك اختار أن يكون منفتح العقل على الأقل، ايجابي مع العالم أي كان، خالي من الحقد والعنف والكره.
لسبب ما نعتقد [نعتقد] أنّ هذا الحبتي لن يؤثر على حياتنا، لا بل نشفق عليه، فلا نعيرهم الاهتمام، بمعنى آخر لا نأخذهم على محمل الجد، فالسذاجة هي صفتهم، سطحيين غير قادرين على احداث أي أثر في هذا العالم [باعتقادنا].
على ما يبدو إنّ العكس هو الصحيح.
هؤلاء الحبتية يجب مراقبتهم والحذر منهم وأخذ كل أفعالهم على محمل الجد بكل معنى الكلمة، لأنّ أفعالهم قد تؤدي إلى دمار العلاقات الدبلوماسية بين بلدين مع كل ما تحتويه من تاريخ وأخوة وغيره.
أعتقد أنّ فكرتي وصلت تماماً…
ما أتفهك عندما تتخذ موقفاً بناء على فعل من الحبتية، ما أتفهك عندما لا تتنصل منهم ومن أفعالهم ولا تفعل شيء يجعل الناس تدرك أنّه لا علاقة لك بهم، ما أتفهك عندما تشحن اعلامك وفنانيك وأدبائك لاتخاذ موقف من أحداث كانت من فعل حبتية، هؤلاء قطعان من البشر لا يحترمون القانون أصلاً، بأي حق تتخذ موقفاً بناء على أفعالهم!.
ماذا يعني عندما تقول عن نفسك نخبة وتأخذ موقفاً بناء على فعل من الحبتية؟.
لا أحد يرضى أن تهان كرامته، ولا أحد يرضى بأي شكل من الأشكال أن يتعرض للتخويف والتهويل بأي أداة كانت؛ و بالتأكيد لا أحد يرضى أن يتم رمي باص بعثة دولية بالحجارة لأي سبب كان فما بالك ان كان السبب لعبة طابة!.
هذا شيء مفروغ منه،
لكن عند معالجة الموقف، بالتأكد لا أحد يرضى أن يتم اجتزاء هذه الحادثة أو تلك و وضعها ضمن اطار استراتيجية بلد بكامله ضد بلد آخر!!، حتى ولو كانت تصريحاتك غير مباشرة، فالكلام المبطن أقسى بكثير!.
باعتقادي أنّ ما يحدث لم يعد له علاقة بكرة القدم، هناك اشكالية أساسية في العلاقة بين البلدين، نوعاً من الشحن المتراكم والأفكار السلبية المستمرة لتصل إلى حد الجنون مع انفجار فتيل كرة القدم!.
فكيف يمكن أن نصل للفراعنة ودورهم في بناء الحضارة انطلاقاً من مباراة قدم! لا بل تدخل حرب تشرين و ثورة المليون شهيد بهذا الموضوع الذي تطورت أحداثه بناء على أفعال حثالة لا يعيرهم أحد أي اهتمام!.

المضحك عندما نتحجج بأنه علينا أن لا ننساق إلى هذا الشقاق لأننا مسلمون أو لأننا عرب! يعني ان كانت الحادثة بين بلد اسلامي وغير اسلامي معلش؟!، يجب وقف هذه المهزلة لأنها ببساطة تتفاعل بناء على أحداث من فعل الحثالة!.
الناحية الايجابية فعلاً أنّ المواطن العربي سواء المصري أو الجزائري، أصبح له اعلام يدافع عن كرامته من أجل كرة قدم، فالمواطن ينتمي لبلد “حضاري”، “متقدم”، لا تهان كرامته فيه أبداً، فما بالكم بشيء أكبر من ذلك بكثير!، والله ما صارت لأي مواطن آخر.
كرة القدم لعبة، لعبة، A GAME، هدفها الأساسي الترفيه!!.
يمكن الحل الوحيد أن تقوم مصر والجزائر بتشكيل منتخب وطني للبلدين ويلعب شي لعبة مع بلد…..”غير حضاري”!!.
http://alloushblog.wordpress.com/2009/11/23/551/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى