معن عاقل وحيداً.. بدلاً عن كلنا..!!
خولة غازي
لقد ترددت كثيراً في الكتابة عن الزميل معن عاقل: لأسباب كثيرة أولها وأهمها كي لا أبدو كمن يرثي شخصاً فقده ولن يراه مجدداً، لقد كانت هذه الفكرة ترعبني فتجعلني لا شعورياً أبتعد عن التفكير في كونه الآن معتقلاً، قد يكون ما فكرت به يدخل في باب التكفير عن التقصير تجاه زميل عاشرناه طويلا في جريدة الثورة.
وما إستفزني أكثر للحديث عنه ما قاله الزميل مصطفى مقداد نائب رئيس اتحاد الصحفيين في تصريح خاص لموقع كلنا شركاء في أن معن ليس معتقلا لكونه صحفيا بل لتهمة جنائية. وأن معن لم يفصل من عمله بل سيتم كف يده.
مع معرفتي الأكيدة بالعلاقة الجيدة التي تجمع بين الزميل مقداد وعاقل إستغربت كيف ينقلب الصديق إلى مسؤول يتحدث وكأنه يتكلم عن مجرم، أنا أكيدة من أن المقداد يعرف في قرارة نفسه، ما هي الدوافع التي جعلت معن يساق من غرفة المدير العام للمؤسسة، بعد أن قام الأخير بإستدعائه لزيارته، ليفاجئ معن بما يشبه (الكمين) ويتم سوقه إلى إحدى الجهات الأمنية.
ولو أن معن متهم بجناية: لما تمت مصادرة التسجيلات حول التحقيق الذي كان يعده عن الصناعة الدوائية.. ومعروف عن معن قدرته على البحث والتقصي في تحقيقاته كلها.
أعرف أن زملائه قرروا عدم الحديث عنه.. مخافة أن يؤثر ذلك سلباً على إعتقاله.
ولكن للأسف معن الآن وحيداً، بعيداً عن إبنه ـ نوارـ الذي يبلغ عمره عاماً واحداً فقط.. بعيداً عن أصدقائه ومشاكستهم وعن تحليلاته اليومية للصحافة السورية، يدفع الضريبة الآن عن ( كلنا) في مستقبل آمن لصحافة حرة.
لقد أعطى نكهة خاصة لجريدة الثورة بتحقيقاته الجريئة وخاصة عندما كتب تحقيقاً مهماً وكان عنوانه: قارة تحترق ـ وتحدث فيه عن مافيا تهريب المازوت بين سوريا ولبنان.
أما في قول المقداد ان معن سيتم كف يده في وقت لاحق، فكلمة لاحق تعني أن هناك ترتيباً يدبر لمعن بعد أن تم فصله فعلياً من الجريدة، فهذا القول الرسمي يدل على أنه سيتم التعامل معه كمختلس أو مرتشي، وليس كصحفي.. كلنا يعرف طبيعة معن حتى الزميل المقداد، في أنه لو كان يريد المال، لقبض الملايين خلال عمله بالتحقيقات.
إن معن يستحق أن يكون بيننا… نأمل أن يكون ذلك قريباً..؟؟
انفورمرسيريا