صفحات مختارة

نصر حامد أبو زيد يتساءل: من الذي يملك أوطاننا؟

مهاب نصر
في مفاجأة غير متوقعة تجاوز الباحث والمفكر نصر حامد أبو زيد قيد الحظر الذي تم على محاضرته بمنع دخوله الكويت تحت ضغوط النواب الإسلاميين، فجاء صوته إلى قاعة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية أول أمس عبر اتصال امتد على مدار ما يقارب الساعة، لم يلق خلالها أبو زيد محاضرته التي دعاه إليها مركز الحوار للثقافة (تنوير) فحسب بل أضاف مقدمة في «التعقيب على ما حدث»، معلنا أنه يضع قرار منعه من دخول الكويت تحت حذائه، وأن خصومته ليست مع الإسلاميين الذي نادوا بإبعاده، بل مع المسؤول «غير المسؤول» الذي رضخ للضغوط، وسحب تأشيرة دخول مواطن مصري إلى وطنه.. الكويت.
وكانت القاعة المكتظة بالحضور قد صفقت بحرارة عند سماع صوت أبو زيد بعد المقدمة التي ألقاها عضو مركز الحوار طالب المولى. وكان المولى قد عبر في كلمة افتتاحية عن الحزن الشديد «في مساء مليء بالحسرات بعد أحداث لم نكن نتمناها حيث منع المفكر الكبير نصر حامد أبو زيد من دخول البلاد». وأكد المولى على الاستمرار في المضي في طريق التنوير، الذي يهدف الى مواجهة الظلام. قائلا «لا نملك إلا أن ندعي أن هناك تغييرات في المجتمع ليست فقط في الجانب المادي، فهناك حياة حديثة تقنيا وثقافيا ودينيا، نحن نعتقد أن تطور العلوم مرهون بتحرير العقل البشري من أسر العقل الديني ولاهوته، وأن الفهم التقليدي للدين وما يتعلق به من لاهوت وطقوس يجب أن يدخل مختبر التغيير حتى لا يكون الدين معوقا للتحديث أمام حركة التجدد. وهو ما يرفضه أنصار الدين التقليدي الرافضين بالمطلق وسائل التفكير في الدين لمواكبة الحداثة». وركز على ضرورة النقد، مشيرا إلى أن ثورة الحداثة الأوروبية اعتمدت على تحرير العقل الطبيعي من أسر الفهم الديني، ومن ثم ابتدعوا مفهوما جديدا للحرية يرتكز على حقوق الإنسان. وأشار إلى أنه من غير المعقول ادعاء انصار الدين التقليدي احترام حقوق الإنسان بينما هم يشرعنون انتهاك حقوق الفكر والتفكير وحقوق المرأة ويستسهلون الإرهاب، وهم لا يحترمون دستور الدولة إلا بشكل ثانوي بل يطالبون أحيانا بعدم الاعتراف به حين يخالف فهمهم للشريعة، وأوضح المولي «كنا نهدف من استضافة نصر حامد أبو زيد إلى توضيح الجانب الخفي في العلاقة المثيرة بين الدولة الدستورية والإصلاح الديني وتسليط الضوء على حقوق المرأة في ظل سيطرة الفكر الفقهي على الدين والمجتمع».
مسؤول غير مسؤول
أما نصر حامد أبو زيد فقد استهل كلمته بقوله «يسعدني أن ألتقي بكم وسط هذا الدفء العميق لكن شاءت إرادة عبثية ألا أكون حاضرا، قرار اتخذه مسؤول لا أدري مكانته، ولكنه قرار غير مسؤول، لأنه قرار بسحب قرار، القرار المسحوب هو قرار منح المواطن المصري العربي نصر حامد أبو زيد تأشيرة دخول الى وطنه الكويت، والقرار الساحب هو قرار منع المواطن المصري العربي نصر حامد أبو زيد من دخول الكويت.. وهذا القرار أضعه تحت حذائي لأنه قرار سياسي ناتج من خضوع للابتزاز». وقال أبوزيد «من حق أي جماعة أن تعترض على دخول مواطن الى بلدهم ومن حق أي جماعة الاعتراض على فكر ما، لكن أن يرضخ مسؤول لهذا الاعتراض فنحن بهذا دخلنا نفقا مظلما يستدعي سؤالا: من الذي يملك أوطاننا»؟
انتهى الدرس يا.. ذكي
تساءل أبو زيد عن الدرس المستفاد من واقعة ابعاده، موضحا أن هناك زواجا كاثوليكيا بين الديني والسياسي في مجتمعاتنا، فهما يختلفان في المفردات لكن في بنيتهما ينطلقان من نقطة واحدة، وقال «لماذا رضخ السياسي للابتزاز إلا حرصا على كرسيه المزور»؟
وتساءل لماذا المثقف هو من يضحَّى دائما به؟ وقال إن علينا أن نعيد النظر في منظومة التيارات الفكرية والدينية والسياسية، وفرق بين أساليب الضغط التي يستخدمها الأصوليون وهي التكفير، وأساليب التنوير المعتمد على التفكير وحترام الاختلاف.
استقلال المثقف
وأشار أبو زيد إلى ضرورة استقلال المثقف، لأن السلطة السياسية والدينية كلتيهما تحاولان استدراجه إلى جانبهما. وأشار إلى استعانة الدولة بالمثقفين وتجنيدهم باسم الحرب على الإرهاب، وفي هذه المساندة لم ينتج المثقف معرفة حقيقية بأسباب نشوء الإرهاب ولم يستطع أن يرى ما تمارسه السلطة السياسية من إرهاب، فالمثقف يجب أن يكون حارس قيمٍ لا كلب حراسة.
وتابع «حتى لو تبنت الدولة منظومة المفكر القيمية فإن عليه أن يأخذ مسافة من ممارسة الدولة التي تصاب بكثير من التلوث»، وفي هذا الإطار أشار إلى محنة خلق القرآن التي أبرزت استخدام السياسي للديني. فالمثقف لابد أن يدافع عن حرية الجميع وعليه أن يخرج من عزلته. وشدد أبو زيد على أن حقوق المثقفين لا يجب أن تنعزل عن أدنى مواطن في أدنى بقعة من العالم العربي. «فالفكر عمل، وهو لا يميزنا إلا من حيث الدفاع عن حقوق الإنسان والمواطن بلا مهادنة».
تجديد الخطاب الديني
ثم تحدث أبو زيد ملخصا محاور المحاضرة التي كان يفترض أن يلقيها حاضرا بنفسه، والمتعلقة بإصلاح الفكر الديني والدولة الدستورية. وقال إن الدولة الدستورية التي تعيش طبقا للدستور هي بالطبيعة دولة القانون، وهذه الدولة ليس لها دين ولا يجب أن يكون لها دين، فالدين شأن المجتمعات وليس شأن الدولة، فكيف ننقي دساتيرنا من الفقرة التي تقول إن الدين الإسلامي دين الدولة خاصة في المجتمعات متعددة الأديان؟ فإذا كان للدولة دين فهذا يعني أن المنتمين إلى دين آخر داخل الدولة هم مواطنون من الدرجة الثانية، كما أن المواطن الذي ينتمي الى الدين نفسه لكن له اجتهادا مغايرا لمؤسسات الدولة قد يتعرض للمخاطر. وهذه خطوة أولى لتجديد الخطاب الديني.
وفرق أبو زيد بين»الدين» و«الخطاب الديني»، موضحا أن هناك جرأة من الخطاب الديني المعاصر الذي يطابق نفسه بالدين. وقال أبو زيد إن الخطاب الديني المهيمن هو ضد الآخر سواء أكان الآخر في الدين أم الملة أم الجنس، كما أن الإبداع أيضا هو «آخر» في عرف هذا الخطاب و من ثم فهو «بدعة».
العرض والمرض
وقال أبو زيد إن ما سبق يمثل أعراضا لمشكلة الخطاب، أما المرض فهو هيمنة الرؤية الفقهية للعالم، لأنها لا تتعامل إلا مع الإنسان مقيدا بقيود الحلال والحرام، وقد تمّ في الفكر الفقهي المعاصر اختصار مساحة المباح. لكن هذه الرؤية الفقهية ليست الوحيدة في القرآن، وأشار إلى أن تفسير القرآن اعتمد على تجزيئه وليس النظر الكلي إليه. ورغم هذا فقد اعتبر أبو زيد الفقه المعاصر متخلفا عن الفقه القديم. فليس عند الفقهاء القدماء «معلوم من الدين بالضرورة». ولا بد من النظر في نشأة المنظومة الفقهية في الإسلام. وذكر أن القرآن لا يشمل إلا 500 آية تشريعية كما قال الغزالي وهو ما يعادل 12% من القرآن، والباقي مستبعد من هذه الرؤية.
الإسلام وأزمة الهوية
ثم تناول أبو زيد أزمة الحداثة التي خلقت في المجتمعات العربية الإسلامية أزمة هوية، وقال إن الحداثة جاءتنا من الغرب وبحامل استعماري، وأننا في فترة مبكرة تقبلنا الحداثة تقنيا فقط. وأوضح أن الحداثة العربية الإسلامية كانت في جدل مع التراث، ونشأت تيارات مع رفاعة الطهطاوي ومحمد عبده وغيرهما تجدد في الخطاب الديني وتعيد قراءة التاريخ الإسلامي، وكان هذا هو رد الفعل الأول للحداثة.
هذه العلاقة الملتبسة، تحركت باتجاه الأزمة مع رشيد رضا، وباتجاه استعادة الخلافة (بعد سقوطها) وأسلمة المجتمع. وهذا ما جعل المؤمنين بهذه الفكرة يعتمدون على القوة. بالضغط على المجتمع والأنظمة السياسية. وانتقل المجتمع من تحديث الفكر إلى أسلمة الحداثة.
وأوضح أبو زيد أن ما يعتمد عليه الأصوليون في عبارة «لا اجتهاد في ما فيه نص» مغلوط، لعدم فهم المعنى الحقيقي لكلمة «النص» التي تتضمن المجمل والغامض والمتشابه. أما كلمة الشريعة فإنهم يحصرونها في الفقه. وجوهر المشكلة أن الخطاب الديني المعاصر يفزع من التاريخ، لأنه يلقي بالضوء على المناطق المعتمة في الماضي الذي يعتمد عليه هذا التراث. وقال أبو زيد «حين أقول إنني أقرأ القرآن قراءة تاريخية يقولون إنني أبغي إخراج القرآن من دائرة المقدس» بينما المقدس ليس شيئا قارا بل في علاقة يحددها الإيمان.
وأشار أبو زيد إلى حادثة الاستعانة برأي فقهي أثناء تحرير الكويت لتسويغ الاستعانة بقوات أجنبية، حيث استعاد الفقيه موقف استعانة الرسول- ص – برجل كافر وهو في طريق الهجرة، وهذا بدلا من النقاش الموضوعي حول سبب عجز الأنظمة العربية عن الوقوف في وجه الدولة المعتدية على دولة شقيقة.
وانهى أبو زيد المحاضرة مؤكدا ضرورة إعادة فهم عوالم القرآن والجمع بين التشريع والعالم الروحي والأخلاقي.
رفع المنع أو حجب الثقة
تحدثت بعد ذلك ابتهال الخطيب موجهة حديثها إلى نصر أبوزيد، وعبرت في كلمة عن «أسئلة الأجيال القلقة المرتبطة بالحلال والحرام» وعن خلق جيل من الغرباء يظهر غير ما يبطن قائلة «نتساءل في وحدة وغربة ونتعطش الى شيء مختلف، ونخاف من هذا المختلف.. فالفكر خطيئة والقراءة خطيئة. والخطوط الحمر تحوطنا…».
وركز خالد فضالة أمين عام التحالف الوطني الديموقراطي على قول أبو زيد «من يملك أوطاننا؟»، وقال إن تهديد النواب المتأسلمين هو الذي مَنع أبو زيد من دخول دولة الكويت، واعتبر فضالة ما حدث موقفا غير مبني على أسس قانونية بل على التطرف، والعجز عن مقارعة الحجة بالحجة، وقال من يعتقد أن شعب الكويت سيقبل بهذا مخطئ والحكومة هي المسببة لهذا الحرج، وطالب الفضالة النواب المتمسكين بالدستور والحريات، بأخذ موقف وإمهال وزير الداخلية، فإما أن يرفع المنع عن الدكتور أبو زيد وإما حجب الثقة.
نشمي مهنا امتدح نصر أبو زيد الذي يعيش في هولندا مقدما باقات الورود لمحبيه من أفكاره. وقال إن منع المفكر أبو زيد من تقديم محاضرة في الكويت خطأ ومنع الإنسان نصر أبو زيد من دخول الكويت خطأ وخطيئة. وذكر نشمي أن قرار المنع فيه استضعاف للمواطنين والمثقفين حيث لا تُخشَى ردة فعلهم ، ثم قرأ مهنا قصيدة مهداة إلى أبي زيد.
وقارن رئيس الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان علي البغلي قرار منع دخول أبو زيد بالتساهل في منح تأشيرات لمئات الآلاف من العمالة الوافدة دون حساب أو تدقيق «فلماذا تم منع هذا المفكر بهذا الشكل الفج والمخجل»؟ وقال إن اعتراض بعض الأصوليين كان متوقعا لأنهم يكرهون الفكر، والمثل الذي يجسده أبو زيد. وقد أخجلنا المنع على الصعيد الشعبي لأننا نتغنى بدستورنا وبالحريات الشخصية، وتابع «الآن هذا القرار والجبن الحكومي جعلانا نطأطئ الرأس، فقد تساوينا مع مجتمعات كنا نصمها بالجمود والتخلف ومعاداة الحريات».
الضيف القادم هل يكون محمد شحرور؟
في تصريح لـ«القبس» قال فاخر السلطان عضو مركز الحوار المنظم للندوة إن المركز لن يتوقف عن دوره التنويري، وأنه كان يقيم عادة ندوة سنوية كبيرة كما حدث العام الماضي حيث استضاف المركز المفكر محمد أركون، وقال إن هناك نية لأن تكون هذه المحاضرات نصف سنوية، وأن الضيف المنتظر دعوته للمركز هو المفكر محمد شحرور، مؤكدا حرص المركز على استضافة مفكرين لهم وزنهم ومكانتهم العلمية. وكان السلطان قد أدان ما حدث لأبو زيد قائلا «لا نريد أن تكون الكويت من الدول التي تحارب المفكرين، كما أن من وصفوا أبو زيد بالزنديق والملحد لم يقرأوا كتابا من كتبه و الموقف لا يعدو أن يكون سياسيا».
أحمد البغدادي: مشكلة أبو زيد أنه يفكر في مجتمع متخلف
تحامل الدكتور أحمد البغدادي على نفسه رغم إجهاده وألقى كلمة تناولت مجموعة من الخواطر حول فكر أبو زيد قائلا إن المشكلة التي يحاول طرحها هي كيف يمكن أن نفهم النص الديني ونحوله إلى حياة العصر، وهذا ضد التيار الديني الذي لا يرى أن هناك نصوصا قد توقف العمل بها مثل: ملك اليمين، الغنائم، المؤلفة قلوبهم. فأبو زيد بحسب ما يراه البغدادي يريد أن يكون للعقل دور في فهم النص، وليس أن نكون أسرى لفهم قديم تاريخي، مستفيدا من التطور المعاصر في فهم النصوص. وقال البغدادي أن «مشكلة أبو زيد انه يستخدم أحدث مناهج البحث العلمي لكنه في مجتمع متخلف في ظل سلطة سياسية تخضع للتيار الديني ولا تريد «دوخة الراس».
صالح الملا : أبو زيد عرّى الحكومة
كان آخر المتحدثين النائب صالح الملا الذي صرح بأن ثمة تحركا يتم لمواجهة ما حدث «ولن نترك الأمر يمر مرور الكرام». وذكر الملا أن ما يجري الآن هو بسبب تقاعس المثقفين والليبراليين، وشكر الملا نصر أبو زيد لأنه «عرى الحكومة وأراح ضميري أنني امتنعت ولم أعطها الثقة اليوم»، وتساءل «حكومة لا تستطيع الدفاع عن تأشيرة دخول هل تستطيع الدفاع عن الدستور والحريات»؟! وأكد الملا أنه من الآن يجب أن يكون لنواب المجلس من التيار الوطني موقف حازم من الحكومة الضعيفة التي كشفها أبو زيد.
عبدالله النيباري: أبو زيد جاء ليزيد تبصّرنا بالقرآن
في كلمته عبّر النائب السابق عبدالله النيباري عن استنكاره للتصرف المهين الذي قامت به سلطات دولة الكويت تجاه باحث جاد جاء ليزيد التبصر في علوم القرآن، وقال إن ما حدث إهانة لنا جميعا نحن من كنا ينتظر لقاءه. وأشار إلى ما يجري من تطوير في المملكة العربية السعودية التي يفترض أن تكون منبعا للتشدد، مقارنا بذلك ما يحدث في الكويت ممن يدعون الوسطية حارمين الناس من حقوقهم، مرتجفين أمام دعاة التطرف والإرهاب.
جمعية الخريجين : انتكاسة جديدة للحريات العامة
عبرت لجنة الدفاع عن حرية التعبير في جمعية الخريجين عن استنكارها الشديد للخطوة التي أقدمت عليها الأجهزة الأمنية بمنع الدكتور نصر حامد أبو زيد من دخول الكويت لإلقاء محاضرة بعد أن حصل تأشيرة دخول رسمية وقانونية تخوله دخول البلاد.
جاء ذلك على لسان مقرر لجنة الدفاع عن حرية التعبير إبراهيم المليفي في تصريح صحفي أكد خلاله أن خطوة الحكومة الأخيرة بالتراجع عن صون قراراتها تحت وطأة الحسابات السياسية الآنية تعد انتكاسة جديدة في مجال الحريات العامة التي أصبحت التضحية فيها أيسر وسيلة لتحقيق الكسب السياسي.
وقال المليفي في ختام تصريحه أن لجنة الدفاع عن حرية التعبير في جمعية الخريجين تطالب بضرورة احترام القوانين وحق الأفراد والجماعات المدنية ومؤسسات المجتمع المدني في تنظيم الأنشطة والبرامج التي يرون أنها تلبي حاجاتهم الثقافية والفكرية وليس من حق أي طرف كان وبحجة أنه يمثل الأغلبية فرض ما يريده من أفكاره وتوجهاته على المجتمع . القبس الكويتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى