صفحات من مدونات سورية

شايلوك و شركات الخليوي

و من منكم ليس يعرف شايلوك ذاك الثري اليهودي في مسرحية تاجر البندقية للروائي الانكليزي وليم شكسبير ، فإن كنتم لا تعرفونه فسنلقي قليلاً من الضوء عليه و باختصار أدان ذلك اليهودي مبلغاً من المال إلى بسانيو بطل القصة ، على أن يسدده رطلاً من لحمه إذا لم يرده في الميعاد و لولا حكمة القاضي لكان اقتطع من لحمه و مات البطل ، فمن هو ذا القاضي الذي سيحكم لنا بالعدل مع شركات لم تكتفي بلحمنا بل سلخت جلدنا و جردت عضمنا و علمتنا كيف نشحد على أبواب أول الشهر …
هذا المواطن في كل مكان بس السوري بيقتصر نشاطو من أول الشهر لآخر الشهر على رسالة اتصل بي
و أخيراً و بعد اللتيا و التي بدأ احتساب المكالمة حسب الثانية في بلدي سوريا ، لنكتشف أن سعر الدقيقة أضحى أعلى ، و ليجبرونا على أن نعود من جديد للتطلع إلى جوالنا لننهي المكالمة على ثانية واحدة بعد المخابرة لكي لا ندفع أكثر ، و كأن في أموالنا زكاة مفروضة لهم و هم الذين ابتلعوا البلد ، ربما هي فكرة حكيمة طالما أن مواطننا يحب طول اللسان أن تفرض ضريبة على كلامه ليقصر ، و  هي الحكمة الوحيدة التي تفيدنا في أيام خسّ فيها الكلام و صار بلا معنى …
كنت في زيارة لمقام ديني فوجدته في أبهى حالاته ، يقوم على خدمته شباب مدفوعو الأجر ، جدتي حماها الله صارت تدعو للذي عمّر هذا الصرح بهذا الجمال و تتمنى أن يثيبه الله على صالح فعله ، فطلبت منها أن تدعو ليديه بالكسر فهذا مال الشعب و لا يد له فيه ، فقد كان فقيراً و أضحى اليوم على عدة مليارات من الدولارات ، و مازال يعمر من حديثنا و جوالاتنا ثروات ، يا حبيبي لن يسأل الله من أين لك هذا فالله يعرف و يبارك فعل الخير و لكن ليس يبارك مال الحرام ، فابني لنفسك من دعاء الناس خيراً و كف شرك عن أوليائنا الصالحين فمال انتهب على غير رضى أهله مال لا يعمر !

http://nawarshash.com/?p=3759#more-3759

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى