صفحات من مدونات سورية

طقوسُ وطنٍ من حُب

لي في عشقك طقوسٌ جميلة و عاداتٍ ممتعة, أمارسها بتأنٍ و عناية كعازف قيثارةٍ ماهر.. أرتشفها بتلك السعادة التي أرتوي من نبع عينيك الباسم..
لا أكتب لك مخطوطاتي و رسائلي كما يعتاد عامة الناس الكتابة, فقبل أن أمسك ريشتي أدندن تعويذةً منغّمة صغيرة تخلق بسحر النوى في محبرتي قلباً على خطى الشوق ينبضُ… تتسارع دقاته كلّما حرّكت بعض النسمات ذكرى شعرك الراقص فيها..
أمسك ورقةً بيضاء أخصّبها باسمك و أزرع فيها كل تلك الكلمات و العبارات التي أدمنها شعراء الغزل و المناجاة.. أسقيها فراتاً و أقتلع من حولها كل تلك الحروف الشاذة عن نهج العشق الدافئ.. أنتظر قدوم ربيع خطواتك كي أقطفها و أجمعها في سلّة فؤادي.. اغسلها بالقبلات و أغذي بها مسامعك في ليالي صيف ثغرك..
أكتب و أشطب.. أكوّر الورقة و أرميها
أرفض ما أخط.. أخجل أن أقرأ..
لا أريد أن أكتب ما كتبه غيري
أن أهمس لك بما همسه محبّ لمحبوبته قبلاً..
أريد أن أخترع لغةً .. بحروفٍ جديدة و كلمات حديثة.. بألفاظٍ غير مطروقة و عباراتٍ عذراء.. فالعالم الذي صنعته لي, و الوطن الذي أوى روحي في فؤادك يستحق لغةً قومية بعد أن نسجتِ له من خيوط أحلامي علماً يرفرف في قمم أصابعي.. العازفة بنغم بسمتك الفرحة نشيداً وطنياً..
كيف لك أن تكوني لهذا العالم سكاناً.. لهذا الوطن شعباً..
أنتِ الطفلة و أمها.. أنتِ الأميرة و الملكة
أنتِ المعلمة.. التلميذة.. الحالمة.. المتيقظة..
المحاربة.. المسالمة
أنتِ الموطن و المواطنة..
حربُ عناقك تصالح سلام قبلاتك
بلادُ قلبك حيث لا دستور إلا الحب
و لا مخالفة للقانون إلا للبُعد..
و لا أحكاماً إلا بالسجن في الثغور
بلاد عينيك حيث العلم محبّة.. و الشّوق ثقافةٌ
و البناء.. أصابعٌ متشابكة
هناك حيث جلدك ثروة قومية و شعرُك سماءٌ
حيث لا ماء و لا تراب
لا شجر و لا حجر
فقط من الحنان تصنع يداك كل ما نحتاج.. كالفخّار
بلاد شفتيك حيث تختم تأشيرة الدخول بقبلة
و إذن السفر بعناقٍ
حيث تجدد الأوراق كلّ فجرٍ كما تجدد ياسمينة خصلاتك زهراتها..
حيث الشوق شهادة اغتراب لذيذ الانتظار للعودة
حيث اللا مكان يسافر..
حيث لا حدوداً إلا للبرد
..
انتظريني فجر الغد على بوابة بهجتك.. و ارفعي عينيك لأحييها تحيّة العلم
و أهمس بين خصلات شعرك… غزل الصباح الوطني

http://www.syriangavroche.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى