صفحات العالم

المنطقة مقبلة على حرب سنّية – شيعية ؟

سركيس نعوم
أجاب الموظف الرفيع السابق نفسه المطلع بدقة على كثير من التحركات السياسية الاميركية سواء في عهد الادارة الحالية او الادارات السابقة عن سؤال: لماذا يقول الاسرائيليون إن توجيه ضربة الى ايران صعب وإنها قد لا تحقق اهدافها، قال: “أولاً، لانهم يتساءلون كم طائرة يجب ان تستخدم في هذه الضربة. وثانياً، لأنهم لا يعرفون عدد المجالات الجوية التي تحتاج طائراتهم الى عبورها للوصول الى الاجواء الايرانية، او بالأحرى لا يعرفون اذا كانت دول هذه المجالات ستسمح لها بعبورها. وهناك على الأقل دول ثلاث لا بد ان تمر فيها الطائرات الحربية الاسرائيلية المتوجهة الى ايران هي مصر والسعودية والعراق. وثالثاً، لأن المفاعلات بل المنشآت النووية موزعة بحيث يصعب ضربها كلها. هناك مفاعلان معروفان انضم اليهما ثالث قريب موقعه من مدينة قم. وقد كشف وجوده قبل سنتين او سنة ونصف سنة. وهي يمكن ان تضرب عسكرياً. وذلك يؤخّر البرنامج النووي الايراني مدة سنتين او ثلاث أو اربع سنوات. لكنه لا ينهيه ولا يوقفه. في اختصار ايران تتغير وستتغير. الثورة الاسلامية والملالي وصلوا الى النهاية أو بالأحرى الى القمة وتربعوا عليها مدة طويلة لكنهم بدأوا النزول عنها. والنظام في ايران لن يتغير الا من الداخل. الشعب الايراني حي ونشط وجدي، وهو ليس كالشعوب العربية”. يُقال إن الحرس الثوري الذي يتربع على رأس هرم القوات العسكرية والامنية الايرانية هو الذي يكتب او سيكتب للنظام الاسلامي في ايران عمراً جديداً بازاحة الملالي أو الذين صاروا موضع شكوى من الناس وشكوك ويتسلم السلطة مباشرة مع الاحتفاظ بغطاء شرعي معنوي وخصوصاً ان دوره الأول في هذا النظام، بل المتقدم على أي دور آخر، انكشف منذ مدة وللجميع. رد الموظف الرفيع الاميركي السابق على ذلك قائلا: “ماذا يفعل الحرس الثوري ومن زمان؟ انه يحكم باسم الملالي. مرشد الجمهورية والنظام علي خامنئي لم يكن مؤهلاً دينياً لأن يكون الولي الفقيه. لماذا اختير اذاً مرشداً وولي فقيه؟ لكي يكون موالياً للحرس. كل الاقتصاد تقريباً في يد الحرس الثوري. وكل السلاح عنده والذي منه عند الجيش النظامي لا شيء بالمقارنة مع الذي عند الحرس. اذاً لن يقوموا بجديد اذا طاحوا الملالي لأن الشعب الإيراني ذكي ويعرف ان الحرس سيحكمه ديكتاتورياً ولكن ربما بطريقة مختلفة. وهناك قدرة عند هذا الشعب على الاعتراض والاحتجاج والتظاهر وحتى على الثورة والتغيير”.
أين صار الخيار العسكري الاميركي تجاه ايران؟ سألت. اجاب: “توجيه اميركا ضربة عسكرية الى ايران سيبقى عملية جراحية (Surgical) اذا نُفذت . في اختصار ارى ان المنطقة قد تكون مقبلة على حرب سنّية – شيعية وخصوصاً اذا نفذت اميركا انسحابها من العراق سنة 2011 أو بعد هذا الانسحاب. طبعاً ثلاثة ارباع الشيعة في العراق ليسوا مع ولاية الفقيه الايرانية. وآية الله السيستاني، المرجع الشيعي الأول في العراق، يشكل خطراً على الولي الفقيه الايراني آية الله علي خامنئي. أما في لبنان فلا يتبنى ولاية الفقيه أو يؤمن بها الا السيد حسن نصرالله الامين العام لـ”حزب الله” ومؤيدوه. وأما في العراق فإن الذين مع الولاية المذكورة هم مقتدى الصدر وآل الحكيم. واما السعودية فإنها دخلت الحرب ضد ايران عبر اليمن. وهي ايضاً تحارب ايران أو تواجهها من خلال لبنان وفيه ومن خلال “فلسطين”. وهي ربما تحاربها مستقبلاً من خلال العراق وتحديداً من خلال السنّة من ابنائه. طبعاً سترد ايران في اليمن وربما في لبنان والخليج أي الكويت والامارات العربية المتحدة. كما انها سترد في داخل السعودية. الحوثيون من يمولهم؟ ومن يعطيهم السلاح؟ ايران”.
اذاً لماذا تنفي اميركا اتهام اليمن واتهام العربية السعودية وغيرها ايران بأن لها ضلعاً أو دوراً مباشراً في حوادث اليمن أي في ثورة الحوثيين؟ سألت. أجاب الموظف الاميركي الرفيع السابق نفسه: “لأنها لا تستطيع ان تتهم ايران من دون امتلاك ادلة ثابتة او مقنعة قانوناً مثل ورقة (وثيقة) أو صورة سلاح يُسلّم أو اجتماع يُعقد. حتى الآن لم تحصل اميركا على شيء من ذلك”.
ماذا عن تركيا (الاسلامية)؟ سألت. يقال إنها تضطلع بدور مهم وسيكون لها شأن في ادارة المنطقة مع ايران من جهة واسرائيل من جهة اخرى. ويقال ايضاً ان دور العرب أو الدول العربية على هذا الصعيد سيغيب. أجاب: “يقال إن ذلك مشروع اميركي. أقول لك إن ليس هناك مشروع اميركي كبير أو أي مشروع كبير أو أي استراتيجيا بهذا الحجم وحتى بهذا المعنى. في تركيا حزب اسلامي معتدل وصل الى الحكم. نسج علاقات مع ايران عدوة السلطنة العثمانية (السابقة التي ورثتها تركيا) انطلاقاً من مصالح مهمة لبلاده. وهو يحاول نسج علاقات مع دول عربية انطلاقاً من مصالح بلاده ايضاً. ماذا يمكن ان ينجم عن ذلك؟ لا أحد يعرف. لا ننسى ان تركيا منعت اميركا من استخدام اراضيها لارسال جيوشها الى العراق عام 2003 بقرار من مجلس نوابها. وكان ذلك موقفاً ديموقراطياً خضعت له اميركا. طبعاً ستتصرف لاحقاً في ضوء مصالحها. وهذا أمر يجب انتظار تطوراته كي يتسنى الحكم على كل ما يثار عن الحركة التركية ورد الفعل الاميركي”. هل صُححت العلاقات بين روسيا واميركا؟ سألت. أجاب: “صارت افضل. أوباما قدم الى روسيا تنازلين مهمين ولم يحصل بعد على مقابل لهما هما التخلي عن الدرع الصاروخية في بولونيا وتشيكيا وخفض الترسانة النووية. على كل لا يعني ذلك شيئاً لأنه ذو مدى طويل. كان في الماضي جيمي كارتر رئيساً من دعاة هذا النوع من خفض الترسانات النووية مع الاتحاد السوفياتي. اتى رونالد ريغان الى الرئاسة لاحقاً وكان مع نظرية تفكيك الاتحاد السوفياتي وبدأ “حرب النجوم” التي أدت الى تفكيكه”.
ماذا عن لبنان؟ بماذا أجاب المسؤول الاميركي الرفيع السابق نفسه؟
النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى