صفحات سورية

المعارضة السورية الالكترونية

null
علي الأحمد
النشاط اللالكتروني غير المعهود من قبل المعارضة والمعارضين السوريين وتحديدا صنف الشباب والشابات، فقلما يمر يوم دون أن ترى مجموعة على الفيس بوك أو على مواقع النت تُعنى بالشأن العام السوري، وينضم إليها الشباب و الشابات من الداخل السوري وخارجه، هذا يعني شيئا واحدا وهو أن الاهتمام بالشأن العام يتصاعد وهو الأمر الذي كان يفتقر إليه المواطن السوري بعد أن سعى النظام الاستبدادي إلى إبعاده
عن هذه القضايا ليخلي الساحة له ولزبائنه وعملائه وتخريبه وتدميره للشخصية السورية …
ظاهرة صحية بلا شك أن نرى شباب وشابات يطلقون مواقع، ويطلقون حملات تطالب بمحاكمة المسؤولين وتطالب بالحق في المعرفة وتطالب بالحق في المشاركة بالرأي وتطالب وتطالب، ومع هذا نرى رموز المعارضة السورية وكأن التاريخ قد توقف عندهم قبل سنوات، فلا مبادرات ولا تحركات ولا عمل جدي بشأن التغيير في سوريا، فكيف سيسكبون ثقة الشارع السوري، فضلا عن ثقة العالم الخارجي..
إن المعارض الحقيقي هو الذي يطرح نفسه بديلا وبقوة للنظام، وبالتالي يسعى من أجل أن يحل محله، ولا يسعى إلى تقديم تنازلات مجانية معه بسبب ودون سبب، وبالتالي فالمعارض الحقيقي الجاد هو من يملك رؤية ويملك مشروعا ويملك فريق عمل ولديه قائد لهذا الفريق وبالتالي يمشي  على هدى وبصيرة ودون وجل أو تردد أو خوف أو حساب للآخرين سوى حساب مصالح شعبه وتنفيذ أجندته ومشروعه الذي خطه مع زملائه من أجل خير بلده وشعبه، أما أن يغير المعارض مشروعه وأفكاره لقول فلان ورأي علان، وتحت مطالب آخر، وبسبب حدث ما فاعلم حينها أن هذا المعارض ليس لديه ما يقوله أو ما يقدمه لشعبه …
نفتقر إلى أصحاب الرؤى وأصحاب القضية وأصحاب المشروع الذين يكتبون تاريخا عمليا لا قوليا، الذين يغيرون ولا يتغيرون، الذين يكون لهم استراتيجية واضحة وهدف بارز لا يتغير وإن تغيرت وسائل تحقيقه ونيله، فهل نعمل على ذلك من أجل سوريا وشعبها …..
خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى