صفحات سورية

موعد سورية مع الخوف

اليكس فيشمان
العمليات الاخيرة في دمشق وفي لبنان هي جزء من حملة انتقامية لمنظمة غريبة اعلنت انها لن تصمت الى أن يدفع السوريون ومن ساعدهم في تصفية قائد المنظمة الثمن. ضحك المصير: السوريون وحزب الله الذين اعلنوا عن حملة انتقام ضد اسرائيل بعد تصفية مغنية، يعيشون على جلدتهم بالضبط ما خططوه لنا.
فور العملية في دمشق الاسبوع الماضي، والتي قتل فيها 17 سورياً، اعلن عن عشرات المسؤولين المحتملين من اسرائيل وحتى القاعدة. ومع الزمن تقلصت الاحتمالات الى أن اصدر السوريون تلميحات ثقيلة تشير الى منظمة ترتبط بالجهاد العالمي وتعمل في دولة مجاورة، من حيث وصل الانتحاري ومن هناك جاءت السيارة المفخخة.
هذا ليس لغزا معقدا على نحو خاص. المنظمة التي اقسمت على الثأر هي فتح الاسلام. وبقدر ما يعتبر هذا غريبا، فان هذه منظمة بدأت بالارتباط بالمخابرات السورية.
زعيم المنظمة شاكر العبسي، فلسطيني في الخمسينيات من عمره، ارتبط في الثمانينيات بالجناح المؤيد لسورية من المنسحبين من فتح، والذي استخدمته المخابرات السورية. ومع السنين اصبح العبسي نشيطا في الجهاد العالمي، اقترب من رجال القاعدة، عمل في الاردن الى جانب رجل القاعدة مصعب الزرقاوي في محاولة لضعضعة السلطة هناك، عمل في العراق ضد الامريكيين وكان ضالعا في قتل الدبلوماسي الامريكي لورنس بولي في الاردن في العام 2004.
في العام 2006 اقام العبسي فتح الاسلام، اغلب الظن بمساعدة المخابرات السورية. وكان يفترض بالمنظمة ان تدخل عناصر الجهاد العالمي الى لبنان وتخلق اضطرابا للنظام المؤيد للغرب.
وهذا، بالمناسبة، نوع العمليات المنسوبة للجنرال السوري محمد سليمان الذي قتل قبل بضعة اشهر في ظروف غامضة. فهل يرتبط موته بصراع القوى بين المخابرات السورية والمنظمات المفتعلة التي تبنيها وتطورها؟ ربما.
في ايار (مايو) 2007 نشب قتال مضرج بالدماء استمر اكثر من مئة يوم بين رجال فتح الاسلام والجيش اللبناني في نهر البارد للاجئين شمالي طرابلس.
المنظمة هزمت. العبسي نجح في النجاة، ولكنه صفي في تموز (يوليو) الماضي. ولا ريب لرجاله في أن المسؤولة عن تصفيته هي المخابرات السورية التي كانت تعرف جيدا أي نوع من المهمات ضد محافل مناهضة لسورية في لبنان اطلقت العبسي ورجاله.
عندما تُعنى منظمة ارهابية، متزمتة عديمة الثبات، بالثأر حتى من قادة حزب الله، فان المتعاونين وحلفاءهم السوريين رجال حزب الله يخافون. الان لسنا نحن وحدنا نصدر تحذيرات للسفر. هم ايضا يفعلون ذلك. وهذا ما يسمى باحقاق العدل.
‘ المراسل العسكري للصحيفة
يديعوت 2/10/2008

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى