بيانات وتقاريرصفحات الناس

خارج ” الزمان الضيق ” ، داخل الأرض الواسعة

null
هيئة تحرير موقع الرأي
عاد رفيقنا فائق المير أسعد إلى الحرية من جديد . وبخروجه من سجن عدرا بعد منتصف ليل الخميس 12 / 6 / 2008 ، بعد أن أنهى عاماً ونصف العام هي مدة حكمه ، يستعيد مناضل من حزبنا حزب الشعب الديمقراطي السوري موقعه في صفوف حزبه وشعبه في معركة الحرية والديمقراطية المستمرة ، ويعود ليأخذ مكانه بين مناضلي المعارضة الديمقراطية على طريق التغيير الوطني الديمقراطي المنشود .
وهناك في مهاجع سجون عدرا ودوما وصيدنايا وباحاتها وزنازينها ترك ( أبو علي ) إخوته ورفاقه من مناضلي المعارضة عموماً وإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي على وجه الخصوص ، على أمل اللقاء بهم من جديد في سورية الحرة . ترك هناك فداء الحوراني – رياض سيف – عارف دليلة – ميشيل كيلو – أنور البني – كمال اللبواني – وليد البني – أحمد طعمة – ياسر العيتي – كمال المويل – علي العبد الله – طلال أبو دان – محمد حجي درويش – أكرم البني – جبر الشوفي – فايز سارة – مروان العش والمئات من المواطنين العرب والكرد الذين نعرفهم ولا نعرفهم من مختلف الاتجهات السياسية الذين خضعوا لمحاكمات جائرة أمام محكمة أمن الدولة العليا .
هذه ليست المرة الأولى التي يحاكم فيها الرفيق فائق على مواقفه الوطنية وآرائه التي يعبر فيها عن رؤيته ورؤية حزبه في قضايا الوطن والأمة بشجاعة ووضوح . كما أنها ليست المرة الأولى التي يتحمل فيها عبء إصراره على على ممارسة حقه الدستوري في المشاركة في الحياة العامة الحزبية والسياسية والاجتماعية والثقافية ، وفي كل ما يخص الوطن بشؤونه وشجونه . وحاله في ذلك حال العديد من سجناء الرأي والضمير والمعتقلين السياسيين في بلدنا . فمعظم معتقلي إعلا ن دمشق يدخلون السجن للمرة الثانية أو الثالثة بسبب آرائهم ومعتقداتهم ونشاطهم الوطني الديمقراطي .
لقد سبق أن أمضى الرفيق فائق عقد التسعينات بكامله في سجن صيدنايا العسكري ، إثر حكم أصدرته محكمة أمن الدولة العليا بدمشق ، وقضى بحبسه عشر سنوات بتهمة الانتماء لحزبه والجهر بمعارضة النظام . وإذا كانت فترة السجن الأولى الطويلة والقاسية لم تنل من عزيمته ، ولم تثنه عن متابعة النضال من أجل قضايا الحرية وحقوق الإنسان في البلاد ، فمن المؤكد أن الفترة الثانية التي قضاها مع سجناء الحركة الوطنية الديمقراطية ستمضي عميقاً في تصليب عزيمته على المضي في رؤيته لمستقبل سورية وطنأ حراً لكل أبنائها وخالية من القمع والاستبداد والفساد .
إننا إذ نرحب بعودة مناضل إلى فضاءات الحرية التي يستحقها وتليق بأمثاله ، ونهنىء أسرته الصغيرة على عودتها إلى مسار حياتها الطبيعي ، فإننا ننتظر بحرارة وشوق رؤية بقية رفاقنا وإخوتنا من نزلاء سجون القمع والاستبداد في سورية ، يعودون إلى الحرية من جديد . مثلما ننتظر إخوتنا الآخرين في سجون النظم العربية الأخرى وفي سجون الاحتلال البغيض .
ويبقى السؤال جارحاً كشوكة في الحلق :
في زمن تدخل فيه المنطقة مداخل جديدة ، وتفرض على المتخاصمين فيها تسويات محددة وجاهزة ، ويتم تجاوز الصراعات التاريخية التناحرية بمفاوضات ومشاريع حلول سلمية  دبلوماسية وسياسية ، ويطرح شعار السلام كخيار استراتيجي في مواجهة العدو ، نقول في زمن كهذا أما آن الأوان لرفع عار الاضطهاد السياسي وانتهاكات حقوق الإنسان عن سورية ؟ !
وكيف يستقيم حظر الحوار الوطني داخل البلاد ومنعه بقوة القمع مع إطلاق المفاوضات والاتصلات الإقليمية والدولية المتشعبة خارج البلاد والانخراط في نتائجها الخطيرة والمعقدة في الوقت نفسه ؟ !
” أبواب السجون لا تغلق على أحد ” . . نعم . لكنها تعيق أو تمنع صعود البلاد إلى مواقع تريدها وتستحقها . وتساهم في صنع غربة الشعوب في أوطانها . وتحول بينها وبين أن تخرج من ” الزمان الضيق ” إلى ” الأرض الواسعة ” .
تلك هي نكبتنا . . نكبة العرب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى