شعور الكائن الأخضر
أولى بدايات نضجي ، كان الإيمان بقدرة الاختلاف على دفعي على النمو ..
أكثر ما تغير في ّ ، أني أصبحت أدافع وبشراسة عن الحق بالاختلاف وعن الفرادة والتميز وأصر أنها مصدر غنى و تنوع ولكنني رغم ذلك أعاني صعوبة جمّة في قبول اختلافي ” أو فرادتي دعونا من التسميات الآن فليس هذا موضوعنا “
بينتابني شعور أحيانا ً أنني كائن أخضر وأن جميع من حولي يتحركون بألوان بشرتهم الطبيعية ، وأنني خضراء اللون ، ملفتة للنظر .. أحلق وحيدة خارج السرب وعبثا ً أحاول التصالح مع هذا الشعور عندما يلح في رأسي .. هذا الشعور الذي يترافق عادة مع جمل من قبيل
” نيالك لأنك هيك ، أنا ما في كون ” هيك ”
، انو ما في كتير ناس بتفكر ” هيك ”
انتي بتعرفي انك ” غريبة ” مو ؟
عن جد عم تدرسي فرعين ؟ أوف والله ” غريب ”
ويسوء الوضع ، عندما يشعرني أحدهم ودون قصد وبمعرض حديثه الغزلي ، آنني كائن أخضر ..
” بتعرفي ، أنا ما بعرف ولا بنت هيك ”
” أنتي أغرب شخص شفتو ، لهيك يمكن أنا بحبك ”
ورغم أنني أعترف أحيانا ً ” بغرابتي ” ، لكنني أشعر كأن أحدهم يطيل النظر إليها وأرغب بتخبئتها .. لا بل أدخل أحيانا ً في جدل الدفاع عن نفسي وكأنني متهمة بالغرابة
وأشعر كذلك باللانتماء ..وانني ملاحظة بإفراط ، وفي اوساط أكثر نمطية ، أشعر أنني مراقبة ..
وأتناول كل جرعات ” قبولي للاختلاف ” ، و ” عدم الاهتمام بانطباعات الآخرين ” و ” فخري بتميزي ” لكنها لا تجدي في كثير من الأحيان
فقط عندما يقترب أحد الأصدقاء ( وأنا محظوظة جدا ً بصداقاتي ) ويلاحظ بدء تلوني نحو الأخضر ، ويبتسم لي بود .. وبكثير من المحبة .. حينها فقط أشعر أنني لم أعد مهتمة بحقيقة لوني ..
في الصورة .. التي فوق ، وضعت صورة “Shrek ” والذي هو الآخر كائن أخضر ، أحبه جدا ً ( ربما لأنه أخضر )
الفيلم المليء بالصداقة ولعله أجمل الأفلام التي حضرتها عن الصداقة ..
يعجبني فيه عمق المحادثة بين شريك ودونكي
الموقف الأول ، يعجبني إلحاح دونكي على اختراق وحدة شريك .. وصبره عليه
يعجبني سهرة شريك مع دونكي تحت النجوم ، وعندما يحدثه شريك عن وحدته وألمه من خوف الناس منه
وإحدى الجمل التي أحبها على وجه الخصوص ..
تلك التي يحاول شريك أن يشرح لدونكي .. أنه كالبصل .. تماما ً
بعبارة عن طبقات .. تحتاج إلى الدخول إليه طبقة طبقة لتصل إلى العمق
وكذلك .. هذه الجملة التي يقولها لأميرته :
Princess Fiona: What kind of a knight are you?
Shrek: One of a kind.
http://www.marcellita.com