في خطوة فريدة من نوعها: منتدى يكشف عن “تشرد” آلاف السوريين في شرق البلاد
دمشق- رويترز
كشف مسؤولون سوريون في منتدى عام وفي خطوة نادرة عن التأثير الكامل لموجة جفاف اتلفت محصول القمح لعام 2008 وشردت الالاف من الأشخاص في شرق البلاد.
وأوصى المسؤولون بتنويع اقتصاد شرق البلاد وإيجاد بدائل للمحاصيل النقدية المدعومة التي تستنفد موارد المياه خاصة في المنطقة الشرقية على طول نهر الفرات.
واعترف المسؤولون في المنتدى الذي يعد تذكرة نادرة بحركة “ربيع دمشق” الداعية للديمقراطية والتي جرى القضاء عليها عام 2001 بأنهم يواجهون تحديا هائلا يتمثل في التصدي للمستويات المرتفعة للفقر والبطالة والأمية وضعف الاستثمارات.
وابلغوا الاجتماع يوم الثلاثاء ان هطول الأمطار في شرق سوريا تراجع 30 في المئة عن مستواه السنوي في 2008- فيما يعد أسوأ موجة جفاف في 40 عاما- وان مياه الخابور وهو رافد رئيسي للفرات نضبت.
وتقلص محصول المنطقة من القمح الى النصف تقريبا ليبلغ 1.3 مليون طن في ذلك العام وتراوح عدد النازحين بين 300 الف ومليون نازح رغم عدم وجود أرقام رسمية.
وقال حسان قطنا مدير الإحصاء والتخطيط بوزارة الزراعة “ما يجب ان نفكر فيه هو ان نخطط للتنمية الشاملة لتشمل الزراعة والصناعة والاقتصاد والصحة والتعليم وليس النشاط الزراعي فقط.”
وقال خضر المحيسن رئيس اتحاد الفلاحين بمحافظة الحسكة ان مستويات الفقر في شرق سوريا تبلغ 80 في المئة وان ميزانية الاستثمار بالمنطقة لا تتجاوز 17.4 مليون دولار.
وتردت البنية الأساسية في شرق البلاد الذي ينتج القسم الاكبر من محاصيل سوريا من الحبوب والقطن الى وضع سيء.
وتزداد نسبة الأمية بسبب إهمال نظام التعليم وانتقل كثير من الذين شردهم الجفاف الى دمشق وحلب وحماه.
وكانت سوريا مصدرا مهما للقمح في الشرق الاوسط قبل ان يضربها الجفاف عام 2007 في حين استنفدت المياه الجوفية بالفعل جراء حفر آلاف الآبار بطريقة غير قانونية لري القمح المدعوم.
وتشير الاحصاءات الرسمية الى ان الانتاج الوطني من القمح بلغ 2.1 مليون طن في 2008 مقابل 4.1 مليون في 2007 لكنه ارتفع الى 3.8 مليون العام الماضي.
وتسيطر الدولة على انتاج وتسويق القمح والقطن في إطار الاقتصاد الموجه الذي فرضه حزب البعث عندما تولى السلطة عام 1963.
وقال قطنا ان الحكومة خفضت بالفعل المنطقة المخصصة لزراعة القطن بسبب نقص المياه لكن لا يتوقع ان يلتزم بذلك المزارعون الفقراء.
واضاف “التحدي الحقيقي هو ان يكون لنا خطط واستراتيجيات طويلة الامد لهذه المنطقة نستطيع ان نعرف من خلالها كيف ان نوفر نشاطا اقتصاديا جديدا اضافة ودعما للنشاط الزراعي.”
ويسود الفقر المنطقة الشرقية رغم انها تسهم بكل انتاج سوريا من النفط البالغ 375 الف برميل يوميا وتضم بعضا من اهم المناطق الاثرية في العالم مثل مدينة دورا اوروبوس التي بناها الاغريق والرومان.