صفحات الناسمحمد ديبو

كيف حصل هذا ؟ في الصغير نرى الكبير ؟

null
محمد ديبو
– حقن لمعالجة فقر الدم مهربة ومنتهية الصلاحية ضبطت في صيدليات درعا, بعد أن جاءت من دولة شقيقة.
– ضبط كمية من اللحوم الغير صالحة للاستخدام, وفيها لحوم حمير وو..
– ضبط كمية من الحبوب المخدرة والهيرويين وإحالة المتعاطين والمروجين إلى القضاء؟
– دائرة الصحة في حلب المسؤولة عن اجراء كشوف لفحوصات الايدز تعطي شهادة خلو من المرض لمرضى أيدز؟
– وووو…
ماسبق هو مجرد عينة صغيرة من الأخبار التي نقرأها يوميا في صحفنا الوطنية, وليس في الصحف الأجنبية, أي أن الأخبار “وطنية” ودقيقة وموثقة و ليست دسيسة أمبريالية صهيونية للنيل من ثوابت أمتنا, والدليل أن صحفنا “الوطنية” نشرتها..
في تلك الأخبار الصغيرة ثمة أشياء مقلقة حقا, أشياء تمس حياتنا وأرواحنا وأوراح أبنائنا, لأن الأمر عندما يصل إلى حبة الدواء التي يحتاجها أي مواطن في “سوريانا” , وفي أية لحظة, فهذا يعني أن ثمة مشكلة حقيقية لانراها, وهنا المشكلة الأكبر أننا بتنا لانرى مشاكلنا..
عندما يصل الأمر إلى مستوى أدوية فاسدة في السوق, فثمة مشكلة, وعندما يصل الأمر إلى تواطؤ أطباء لاعطاء شهادة طبية لمريض إيدز بخلوه من المرض فثمة جريمة تتناسل لأن المرضى يزاد عددهم, وعندما يصل الأمر إلى بيع أدوية السرطان فثمة جرائم ؟
هذا مانعرفه؟
ماهو ما لانعرفه بعد؟
أخبار نقرأها يوميا , ونتعامل معها وكأنها شيء طبيعي, بديهية من بديهيات الحياة, ليغدو السؤال أيضا: لماذا أصبحنا هكذا ؟ من دجننا ؟ لماذا نسكت عن موت محقق يصيب مواطننا بالتالي وطننا؟
أو ننظر إليها وكأنها أشياء “صغيرة” و”تافهة” أو “تحصيل حاصل” تحل من تلقاء ذاتها, غير مدركين أن من لا يرى العطب الصغير ويحله لن يستطيع حل الكبير رغم رؤيته له!!
“ماذا يحصل؟”
ليس هو السؤال الواجب طرحه, بل لماذا يحصل هذا ؟ وكيف؟
من ؟ وكيف دخلت المخدرات البلد؟
من؟ وكيف دخلت الأدوية الفاسدة البلد؟
من؟ وكيف وصلت اللحوم الفاسدة إلى السوق؟
خلف كل جريمة مجرم بلا شك؟ وهذا شيء طبيعي يحصل في كل البلدان؟ ولكن في كل البلدان أيضا ؟ يمسك المجرم ويعرف من خلفه ؟ من سهّل له ؟ من ساعده؟ وإن كان ثمة تقصير في أجهزة الدولة يحال المعنيون إلى القضاء خاصة الذين يستهينون بحياة الناس وغذائهم وعلاجهم؟
منذ أيام سمعنا تصريحات لمدير الجمارك الجديد يقول أن أغلب موظفي الجمارك نزيهين ونظيفي اليد, والأقلية غير صالحة؟؟؟
دعونا نقارن بين حجم الفساد والأدوية الفاسدة والمهربة الموجودة في البلد, وبين ماقاله مدير الجمارك؟
هل يمكن أن نعمل كشف حساب لكل موظف جمارك : ماذا كانت أملاكه قبل الدخول في سلك الجمارك؟ وماهي أملاكه بعد أن خرج ؟ الأمر لايحتاج سوى الذهاب إلى مصالح الدوائر العقارية وقراءة ما يملك كل شخص؟
لانريد أن نشكك في نزاهة الجميع, لأن هناك حتما شرفاء ننحني لهم ونقبل أقدامهم في زمن بات فيه الشريف متهم !
ولكن الذي يجب أن نعرفه أن الفساد وصل مرحلة بات يهدد حياتنا بشكل فعلي, وأن الفاسدين مجرمين. نعم يجب أن يصل الأمر إلى اعتبار الفاسد مجرم متهم بقتل أبرياء أو على الأقل شريك في القتل, خاصة في أنواع الفساد التي لها تبعات تتعلق بأرواح الناس.
لكن هل من يسمع؟
أيقظتني العصفورة من حلمي..عفوا لست أنا من كتب ماسبق!!

شاكو ماكو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى