صفحات ثقافية

افتتاح المتحف الفوتوغرافي السوري على الفايسبوك

null
نزار حسيب القاق
شاءت الاقدار ان نترك سوريا في مسيرة الحياة وكأن قدر السوري في الاغتراب والترحال مطبوع في جيناته منذ ايام الفينيقيين
وكالمنزوع من حضن امه يكون انطباعنا الاول والدائم
تائهين في الظلام بدون نجمة قطبنا سوريا
ما ان نبتعد عنها حتى نبدأ بالبحث عنها في الكتب والانترنت والتلفزيون والصحف، نملك حاسة بصرية لغوية للقط كل شيء يتحدث عنها وهي تسهل لنا البحث لأنها لامعة ابدا لأنها من ذهب ولؤلؤ
ومع الافاق الرحبة الكريمة للأنترنت كانت اكتشافاتنا لصور سوريا التي بدأنا نجمعها كمن يكتشف احجار كريمة في غابة سحرية
ثم مع ثورة الفيسبوك وتلاشي الجغرافية ولقائنا بأهلنا واصدقائنا عبر العالم وفي سوريا بالطبع وبشكل يومي خطر لنا ان نقوم بعرض كنزنا بغاية مشاركة هذا الجمال والتاريخ والتراث والحياة اليومية والقيم .. مع من لم يكتشفه بعد لأننا نؤمن دائما ان من لا يعشق بلده ولها بكل ما تعنيه الكلمة لا يمكنه الانتماء اليه او الدفاع عنه
اننا نتفهم قيمة هذه الاكتشافات لدى غيرنا واعتزازه بها ككنز( وهم على حق ) ووضع شارة موقعهم عليها او انه حصرية للموقع بعينه الخ… ونحن نعتبرها كنز ايضا ولكن رفضنا منذ البدء ان نحصرها ماركة مسجلة باسمنا لأنها ليست كذلك فكل عملنا كان لهواة يعشقون صور بلدهم جمعوها من على النت واحبوا ان يعرضوها دون ان تشوه الكتابات متن الصورة
من روائع الفيسبوك ان يجمعنا نحن الثلاثة رغم اننا في قارتين مختلفتين تفصلنا الاف الكيلومترات وحوالي العشرين سنة من الافتراق في درب الحياة ومشاغلها، اجتمعنا لنحرر هذه الكنوز المشتركة هدية لأهلنا وسوريا
لقد تراكمت لدينا القناعة لنجزم بان سوريا لوحة فسيفساء رائعة ملونة بجميع الالوان وان ازالة ولو قطعة صغيرة منها او طمس لونها هو تشويه لكامل اللوحة وانسجامها وتناسقها وتراصها وروعتها ، و بانه لا يمكن العبور الى المستقبل الا عبر بوابة التاريخ والا فانه انحدار يمضي الى الهاوية ، وقراءة التاريخ هي اكتساب لخبرة متراكمة لمجتمعنا منذ الاف السنين وهي تعطي المناعة لجسدنا الواحد متنوع الاعضاء تجاه الباكتيريا والفيروسات الفكرية على اختلاف مذاهبها واتجاهاتها ، وحتى لا نغرق في الكلام العام فقد اخترنا عمليا شعارا للمتحف العلم السوري من فترة العشرينات وحتى الخمسينات والتي تعتبر بحق فترة زاهية من تاريخ سوريا في الوحدة الوطنية والنضال الوطني جاءت تتويجا لثورة وطنية سورية كبرى قدم فيها الاف السوريين دمهم الغالي رخيصا في محرابها ردا على التقسيم الطائفي لسوريا الى دول طائفية ضمن مشروع الانتداب الفرنسي لتقسيم سوريا واصدرت سوريا كلها بيانها المقدس الذي كان يؤكد على المواطنة اولا برفع شعار الدين لله والوطن للجميع والحرية والكرامة للإنسان
بعض الصعوبات التي واجهتنا
كما تعرفون انه لا يمكن اضافة البوم صور في مجموعات الفيسبوك واي صورة تضاف الى المجموعة من قبل المشرف او الاعضاء تضاف تلقائيا الى المجموع العام للصور وهذا لا يتفق مع فكرة المتحف فيجب ان تكون الالبومات مستقلة منسقة وقابلة لاستيعاب صور جديدة، لذلك قررنا تنزيل الالبوم على حساب احدنا ومن ثم تنزيل رابطه ( لينك) على صفحة المتحف، ولكن هذا اضطرنا ان نلغي الاضافات(صور-فيديو-رأي الخ) من راس صفحة المتحف فنرجو تفهمكم ولكن يمكنكم التعليق على الصور وابداء الراي تحت الصور وهكذا نحتفظ بالتواصل.
كما قلنا في البداية ان عملنا هو عمل هواة لذلك بدأنا نجمع هذه الصور من سنوات و لم نأخذ بالنا كثيرا لمصادر الصور التي هي غالبا كروت بريدية قديمة عن سوريا ومعظمها من فترة الانتداب الفرنسي على سوريا وحاولنا اضافة المصدر للعديد من الصور، لذلك نتقبل اي ملاحظة وسنضيف المصدر في حال اعلامنا عن اي صورة لم نشر لمصدرها
نرجو ممن يرى اهمية في تعريف هذه الصور على المغتربين السوريين وابنائهم ان يكتب ترجمة المعلومات عن الصور بلغة البلد الذي يعيش به في موضع التعليق على الصورة لتعم الفائدة
لم نقم باي انتقائية للصور وحاولنا نشر غالبية الصور التي لدينا لذلك يمكن نشر المزيد بإرسال الصور التي ترونها مهمة بالبريد الالكتروني اذا كانت متناسبة مع فكرة المتحف والفترة التاريخية التي يعرض لها ، فالمتحف ليس لنا ولكن لكم ومسؤوليتكم
واجهتنا مشكلة كبيرة وهي ان الكثير من الصور يحمل دلالات طائفية تعبر عن وجهة نظر المصور الذي هو اجنبي دائما في فترة الانتداب الذي قسم سوريا الى دويلات طائفية، وكان الخيار اما تعديلها حسب رأينا او تركها حسب الاصل، وكان القرار عدم تعديل عناوين الصور للحفاظ على تأريخية الصور ولان الكثير من العناوين مطبوع اصلا على الصورو لا يمكن تعديله لكن مع التشديد اننا نرفض اي فكرة طائفية في سوريا
خصصنا المواضيع الثلاثة الاولى للثلاثي المقدس السوري اي الثورة الوطنية الكبرى والوحدة الوطنية ولواء اسكندرون والجولان فهذه المقدسات لا خروج عنها في اي عمل او فكر سوري الهوية والمآل، فقد لاحظنا ان العديد من المواقع والصفحات السورية تسقط لواء اسكندرون من خارطة سوريا ، صحيح اننا لا نملك واقعية السياسة وحنكتها وامكانياتها وتوازناتها ، ولكننا وفي موقع كهذا نملك وبقوة عشق سوريا كلها ،عشق لا يعرف توازنات وظروف ، عشق حدوده اكبر من الواقع والممكن لنذكر بأن انطاكية واسكندرون جزء من الروح السورية ابدا ودائما
نشير ايضا الى بعض الصور ملونة بطرق غير تقنية من المصدر او مشوهة او غير واضحة، ولكن اصررنا على ادخالها المتحف لقيمتها التاريخية
و في النهاية نهدي عملنا المتواضع الى الشعب السوري العظيم والى بلدتنا جرمانا جارة الفيحاء التي علمتنا التعايش الحر وتقبل الاخر وكان صدرها مفتوح للجميع
http://www.facebook.com/group.php?v=wall&gid=241202650846

اعتدال معروف
فضيلة الشامي
نزار حسيب القاق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى