دمشق: منع عقد مؤتمر حول الدولة العلمانية والدين
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قبل يوم واحد من انطلاق فعالياته، أعلنت دور نشر سورية عن إلغاء مؤتمر “العلمانية في المشرق العربي” تحت عنوان “الدولة العلمانية ومسألة الدين” كانت تعتزم عقده في جامعة دمشق بالتعاون مع المعهد الدنمركي، وحمّلت دور النشر الجهات الحكومية السورية مسؤولية “تعطيل” هذا المؤتمر على الرغم من حضور ضيوف المؤتمر من خارج البلاد، كتونس والأردن وليبيا وتركيا والدنمارك
وأكّدت دار (بترا) ودار (أطلس) السوريتان على حصولهما بشكل مسبق على موافقة وزارة الثقافة في سورية ورئاسة جامعة دمشق لإقامة المؤتمر، حيث قامتا بالإعلان عنه والإعداد له بشكل واسع، وأعربتا عن مفاجأتهما بسحب رئيس جامعة دمشق موافقته على استضافة المؤتمر بسبب ما قال إنه “عطل تقني”، وأضافتا في بيان اليوم (الخميس) “رغم معرفتنا بأن هذا ما هو إلا ذريعة واهية، فقد حاولنا في نفس اليوم واليوم التالي تغيير موقفهم احتراماً للمدعوين، واحتراماً لقول قلناه على الملأ بتوجيه دعوة عامة لحضور المؤتمر، لكننا لم نفلح في مسعانا”، بحسب نص البيان
وأشارت الجهات المنظمة “راجعنا وزارة الثقافة نستأذنها بتغيير مكان المؤتمر، لكن قرار السيد الوزير كان أكثر تشددا، إذ أوصى بعدم إقامة المؤتمر في أي مكان عام وعلى توقيف الدعوة العامة بجميع أشكالها بما فيها الإعلان عن نقل المكان”، وتابعت “ما كان منا تجاه إجراءات التعطيل هذه سوى الإعلان عن إلغاء المؤتمر احتراما لجميع المدعوين وللضيوف السوريين والقادمين من خارج البلاد”
وختمت الجهات المنظمة بالتشديد على أن “استياءنا مما آلت إليه الأمور لا يعود فحسب لطبيعة موقف هذه الجهات الرسمية بل لتوقيت قرارها الذي جاء متأخراً جداً وفي الوقت غير المناسب. وكلنا حيرة من أن هذه الجهات كانت على علم واضح بجميع تفاصيل هذا النشاط الثقافي، وهي ذاتها التي كانت قد وافقت على استضافة أعمال المؤتمر، وتعرف تماماً مدى انتشار الإعلان والدعوات بأوساط الناس”، وفق بيانها
وكان من المقرر عقد المؤتمر يومي الجمعة (غداً) والسبت لبحث عدد من المحاور والأسئلة مثل “العلمانية في المشرق: رهن بإنجاز سلطوي أم مجتمعي؟ تركيا نموذجاً”، و”هل الدولة الدينية مطلب شعبي، والدولة العلمانية إلزام نخبوي؟”، و”مدى قبول الشعوب والمجتمعات المسلمة للمعيش العلماني”، ويختتم المؤتمر جلساته بمحور “حول إمكانية قيام علمانية إسلامية”. وكان سيشارك في المؤتمر من سورية صادق جلال العظم، ومن تونس رجاء بن سلامة، ومن العراق رشيد الخيون، ومن الأردن فهمي جدعان، ومن ليبيا محمد الهوني، ومن تركيا بيناز توبراك وطالب كوشوكان، ومن الدنمارك يورغن نيلسن ومارك سدجويك وغيرهم.