معارض سوري يناشد الاسد التدخل للإفراج عن ناشطة سياسية سابقة في حزب العمل الشيوعي
قدس برس
ناشد قيادي سياسي سوري معارض الرئيس بشار الأسد التدخل للإفراج عن طبيبة أسنان اعتقلت على ذمة حكم صادر بحقها عام 1995 بتهمة انتمائها لحزب العمال الشيوعي في سورية، ودعا إلى تكريس دعامات التعايش بين السوريين في بعدها الإنساني بعيدا عن أي حسابات سياسية في الوقت الراهن.
وانتقد القيادي البارز في حزب العمل الشيوعي في سورية الفاتح جاموس في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” إقدام السلطات السورية على اعتقال الدكتورة تهامة معروف الأحد الماضي (7/2) ووصف ذلك بأنه “خطأ وقعت فيه السلطات الحاكمة”. وقال جاموس: “أعتقد أن إقدام أجهزة الأمن السورية في مدينة حلب على اعتقال الدكتورة تهامة معروف يوم الأحد الماضي في مدينة حلب على خلفية الحكم الصادر بحقها عام 1995 خطأ شديد ما كان على الحكومة أن تقع فيه، وهو عمل يأتي في وقت لا يستوجب الإقدام على هكذا خطوات، فالنظام يمر بمرحلة قوة، والضغط الخارجي تراجع كثيرا، والالتفات إلى نشطاء ليس لهم من التحرك أكثر من قراءة كتاب أو زيارات عائلية بين بعضهم بعضا، أمر مستغرب حقيقة ولا نفهمه”.
وأشار جاموس إلى أن الدكتورة تهامة معروف اعتقلت أول الأمر في 30 كانون ثاني (يناير) عام 1992 على خلفية انتمائها لحزب العمل الشيوعي ثم أخلي سبيلها في آذار (مارس) من العام 1993 قبل أن تصدر المحكمة بحقها حكما بالسجن لمدة 6 أعوام في 5 من كانون ثاني (يناير) عام 1995، وقد ظلت تعمل طيلة هذه الفترة طبيبة للأسنان وهي أم لطفلين حتى تم اعتقالها فجأة يوم الأحد الماضي دون سابق إنذار.
وأضاف: “لا أعتقد أن أمر اعتقالها الآن يتصل بحزب العمل الشيوعي ولا بالعمل السياسي عامة، لأن الحياة السياسية في سورية لا وجود لها، والذين يعملون في العمل السياسي معروفة أسماؤهم وعناوينهم للجميع، أعتقد أن الأمر يتصل بعدم الرغبة بوجود أي إنسان قادر على رفع رأسه، والدكتور تهامة معروف أقصى ما يمكن أن تعمله أن تقرأ كتابا، أو أن تزور عائلات بعض الرفاق، ولذلك فالعقوبة بحقها غير هقلانية ولا جدوى من ورائها إلا إيقاع الأذى بالدكتورة وبعائلتها، وهي ممارسة خاطئة تلغي أي مستوى من الحراك بالساحة السورية”.
وناشد جاموس الرئيس بشار الأسد ومستشاريه التدخل من أجل إنهاء معاناة الدكتور تهامة معروف، وقال: “لا يسعني إلا أن أناشد الرئيس بشار الأسد ومستشاريه أن يتدخلوا من أجل إطلاق سراح الدكتورة تهامة معروف، وتكريس التعايش بين السوريين في بعده الإنساني، طالما أن قانون الأحزاب لا يزال مؤجلا، والتعايش بين الحكومات ومعارضاتها ليس بدعة بل هو أمر واقع في كل المجتمعات، وأمامنا نموذج المغرب الذي تصالحت فيه الحكومة مع المعارضة، وهم متعايشون”، على حد تعبيره.