صفحات من مدونات سورية

في التدوين الأنثوي

في حركة ٍ مميزه و لافتة قام بها العزيز ياسين( مدوّن أمواج اسبانية في فرات الشام ) بإطلاق إشارات الأستفهام حول التدوين السوري في تدوينة إنقسمت إلى جزئين من النقاط المهمـّة في عالم التدوين.
في الجزء الثاني من تدوينته تلك أشار إلى نقطه أودّ التوسع للحديث عنها : الأنثى في التدوين .
في إحصائيات المدوّن السوري هناك 60 مدوّنة أنثى مقابل 384 مدوّن ذكر ، و من هنا سأبدأ لأستغرب هذا الفارق المضاعف مرارا ً .
أين الأنثى من التدوين و هل يعقل ألّا يوجد من الإناث على شبكه الإنترنت هو سوى ما يعادل نسبة 13.5% مدوّنة مقارنة ً مع الذكور 86.5% ؟؟
كتبت ُ منذ فترة ٍ عن الأدب النسائي في عالمنا العربي ( أدب نسائي ( مع بعض التحفّظ ) ) . و أعيد ُ اليوم الحديث عن الموضوع من زاوية أخرى نستطيع أن نقول أنها جزء شخصيّة تخصّ التدوين الأنثوي ، إن صحّ التعبير .
أنا مدوّنة سوريّة ، أنثى ، عانيت ُ سابقا ً ( و مازلت ُ أعاني أحيانا ً ) من قدرة الوصول إلى القارئ الذكر و الأنثى دون أن يبجث ذلك القارئ عن المربع الأحمر لإغلاق الصفحة و الهروب من “ ثرثرات أنثى تقلّد الذكر “ أقول قولي هذا و أنا أعيد ُ إلى مسامعي بعض التعليقات عن كتابتي خارج المجال العاطفي و التي تأتي غالبا ً من المقربين و الأصدقاء قبل أن تأتي من غيرهم من الغرباء و المتابعين. فيقول لي صديق أو صديقة : “ ما عم أعرف أقرالك بغير الطباشير العاطفية “ و يقول آخر و غالبا ً أخرى : “ ما عم حسك أنتي وقت بتكتبي خارج طباشيرك العاطفية “ ثم ّ يردد ثالثهم على مسامعي : “ أنا بقرالك بس طباشير عاطفية “ . أو “ كتاباتك العاطفية بتشبهك أكتر شي “ و إلى آخره من عبارات يجب ُ ان أهزّ رأسي بابتسامة رضى عنها .
لكن ّ هذا غير صحيح ، أنا أحب ّ و أعشق و أعترف بعشقي لطباشيري العاطفيّة التي تتحدّث عن مشاعر و خواطر تخالجني أحيانا ً لكنني أكره و أرفض تأطيري في هذه الدائرة فليس كل ّ ما يدور في حياتي عاطفة و حسب إنما هناك الكثير من القضايا و الآراء التي تعنين جدّاً و التي أستمتع بمشاركة الآخرين الحوار عنها لكن ّ “ تأطييري “ العفوي في دائرة الكاتبات العربيات يجعل جمهوري من القراء يبحث ُ فقط عن قراءة عواطفي التي قد لا أرغب دائما ً بمشاركتها مع الجماهير .
نعم في النتيجة الأنثى هي الأم و الأخت و الطفلة و الصديقة و الحضن الدافئ التي يطغوا عليها غالبا ً العطف و الحنان و تؤثّر فيها العاطفة و توحي لها كتبا ً و حروفا ً لكن ّ هل كلّ ما تنتجه المرأه يجب أن يكون عاطفيا ً بالدرجة الأولى ؟
ألا تشارك تلك المرأه الرجل في ذات المجتمع و تعاني من ذات المشاكل و ربما أكثر ؟؟ جرائم الشرف ، العنف ضد المرأه ، حقوق الأمومة ، حقوق المرأه و غيرها ؟ نجد ُ دائما ً الذكر يكتب عن هذه القضايا أكثر ما تتطرّق إليها الإنثى المعنيّة بذلك.
أعود لأطرح و أكرر طرح السؤال موجهه إيّاه إلى كل ّ المدونات العربيات و السوريات تحديدا ً ، لماذا لا نكتب ؟ لماذا لا ندوّن بأكثر من قلم ؟ بأكثر من لون ؟ بأكثر من نوع ؟
لماذا نحن ُ مأطرون بأنفسنا؟
لماذا ؟
http://www.freesham.com/2010/02/blog-post_8984.html

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى