صفحات الشعرعارف حمزة

حدثيني أنتِ عن البحر

null
عارف حمزة

الذئابُ ، أيضاً ، من تأليف البحر
فلماذا أحدّثكِ عن الحيتان وأسماك القرش
و سيكون مضجراً كذلك قناديل البحر .
/
البحرُ لا يحضنكِ
البحرُ
لا يجد الفرصة
أن يراكِ
كي يغسلكِ .
/
بهذا العنفِ أنتِ تأكلين البحر
حتى لو غرقتُ الآن
و أنت تأكلينَـهُ كلـَّه
سيكون مضجراً للمصطافين
و بائعي الصبّـار الطازج
أن يذهبوا
لينقذوا غريقا ً مثلي .
/
لماذا أحدثك عن الرجال و كانوا من تأليفكِ .
و لماذا أحدثك عن النساء
و أنت تطاردينهن
بعينين مغلقتين .
كما أنني لن أحدثك عن الأطفال
و قد أضاعوا فتـنـتكِ
و قيّدوا وحوشكِ
في الغرفة
و تحت الأغطية
و بجانب الغسالة الأوتوماتيك ..
….
…….
و لأنه أصبح في بطنكِ
حدثيني
أنت
عن البحر .
/
ليسَ السرطان
ما يصنعُ
الندبة
تحت
الثدي .
و إذا طُـرقَ البابُ تـفـزّيـن من السرير
كالمُـطاردةِ
في سرير عشيقها ..
إنهُ الهجران .
/
أُضيِّـعُ الكثير من الأشياء و أنا أفكرُ بكِ .
الأشياء
في النهاية
أجدها
و كلما بحثتُ عنكِ
افـتـقدتكِ .
/
الطريقُ سريعة .
الحافلة سريعة .
و أنتِ
دائماً
تصلينَ
ببطء .
/
من الانتظار
كسبتُ
هذا الضباب الكثيف في عينيّ
و المرارةَ
في القلب .
/
الديدانُ أيضاً أخرجَـتْ رؤوسها
الندية و الناعمة
و من أعلى التلة الصخرية
المكشوفة للطيور
و بالرغم
من الشمس الحارقة
بقيتْ
تـتـفرّجُ
مخدرة
و كسولة
على صنيعكِ بالبحر .
/
أحاولُ
أن أحدثكِ
عن البحر .
أن ترأفي
به .
شاعر من سورية
القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى