صفحات الشعر

قصائد للشاعر الايراني سهيل محمودي

null
ترجمة: محمد الأمين
يعتبر الشاعر الايراني سهيل محمودي (طهران 1960) من الأصوات الهامة في المشهد الشعري الفارسي، وتتأسس قصيدته على صوغ أثر العاطفة المستخلص من عميق التجربة الحياتية بلغة فخمة تخلو من التنميقات البلاغية.
إضافة الى إسهامه في إثراء الأدب الموجه للأطفال والناشئة عبر إصدار أربع مجاميع قصصية، يعتبر محمودي أشهر وجه إعلامي ايراني في إعداد وتقديم البرامج التلفازية الثقافية.
صدر لمحمودي عدة دواوين شعرية: فصل من قصائد حب، حب منقوص، قصائد حب خريفية، أريد أن أغني بحب. من مجموعته الشعرية الخامسة ‘مدينة نائمة منذ أمد بعيد’ اخترنا وترجمنا هذه القصائد.

في وصف الحال

تحري الآخر
يعني العثور على تفاحة
في ركام عفن من الجداجد والسحالي.
تحري الآخر
يعني أن أضع رأسي عند شجرة ثمار محرمة
في غابة معتمة
كي تنبت شمس’فيَّ

تحري الآخر يعني
ريح مرنة
توقظ عطرا راقصا في فستان مطرز بالورد
حيث شامة من أيام الصبا.

تحري الآخر
يعني ان يجلس شخص أمامكَ
كي يمحو بكأس من الشاي مرارة السنوات التالفة
من شفتيك

تحري الآخر يعني
امرأة بعمر سنوات العشرين والنيف
وقد قذفتني – بعيدا عنها عشرين عاما ونيف –
في النهاية. .
انما في مطلع الشيخوخة.

اللعنة على الحياة
اللعنة على الأعوام
التي مرت دون حضور الآخر.

الوصايا العشر

امتدح مزارع الحنطة
كي يهرب الجوع

استوعب الماء
كي يتبخّر الظمأ

اقرأ النهار
كي يضاء الليل

ناد العشق
كي يستيقظ العبث

عض التفاحة
كي يدفأ الشتاء

إكسر النجمة!
– إرمها الى الأعلى-
كي تكون قد شعرت بالبهجة.

تنفس الشجرة
كي تصير طائرا

هاتف الربيع
كي تتفتح فيك حديقة

حدق في المرآة
كي تحقق ذاتك

رتل الله
كي…

انفجار انتحاري

منذ أعوام وأنا أحتفظ بحبات احزاني في القلب كمثل رمانة
لكن ذات يوم
ستنفجر عبرتي الدامية
وتعمي عيون من حولي
فاعتبروا يا أولي الأبصار.

هذه هي حصتي

ليتها لم تكن حصتي
أن أملك كل شيء، دونكِ
ولا شيء يثير فيّ المسرة.

حدثتك عن أعوام طرقتُ فيها هذا الباب وتلك
شممت أغصاني وأوراقي ورميتها تحت قدمي
شرعتُ النوافذ
والعين عن ظلمة الغرف وواصلتُ طريقي

أمسكت أياديَ
كانت دافئة لساعة واحدة اثر حرارة صناعية
وأدركت أنها أيادي موتى’لا تخلو من حراك
حدقت بعيون ظننتها مرايا
ورأيت الظلمة تنضح منها
حييتُ كل إمرأة وفدت
ابتسمت
وكانت تزن حجم جيوبي.

مررت على أزقة الحب الواقعة في الماضي
رؤوس الأموال مسحت على رؤوسها
كي تتبجل بأبراج على شاكلة ماعز مضحك

جبت ساحل الاقيانوس
صيرني هواء محارك ممسوسا بريح شرقية
كنت أرومكِ
وفاقدا لاصطبار الحصى والصخور

السراطين التي في النهر
أن تكون سمكتي التي هي أنتِ

حملتُ حذائي وهربت من النهر

أبحث عنكِ
في رحاب الحديقة
والنافذة
والشتاء
واللقاء
والزقاق
والأقيانوس
والنهر

لكنكِ غائبة
ليت ذلك لم يكن حصتي.

أغنية للشجرة

مطر،
إنه مطر شديد لصباحية ربيعية
في الدهشة الباردة والصامتة للزقاق
مطر طلق كصوت الوداع، الندي
( يد عابسة أوصدت النافذة )
وحدها الشجرة تقف هادئة
تحت مظلة يدها المتواضعة
متأملة صبح الربيع.
ليت لي، كمثل الشجرة
جذور في التراب
كي استقر تحت السقف البسيط ليدي
دون فكرة مستعارة من أحد.
أسطورة الأبدية

يداك
الشروع اللامسوغ للطوفان
عينك
مصير السحب
لحظة هطول المطر
لكن شفتي هما الترنيمة المضطربة لكينونة الانسان
أجل، يا أكثر النساء صراحة
يا ليل السنين المتعاقبة.
يا اسطورة الأبدية
قولي من ذا الذي أثار فتنة توهجك في روحي
لينثر شاعر من نسل العشاق القدامى
أغانيه الجريحة فوق الثرى
في حضرة المطر،
عند قدم الريح؟
!
شاعر ومترجم عراقي مقيم في هولندا
القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى