صفحات الناس

المواطن السوري السعيد

null
(نظرية البدائل المتاحة)
محمد عبد العزيز
يعمل في ثلاث وظائف.. لديه من الأولاد ما يكفي لتشكيل فريق كرة قدم مع حكام الراية والساحة وطاقم الاحتياط ولم لو يكن هناك دورة تشكل الجنين التي تقتضي كل تسعة أشهر بطن لط ح ش العدد على جزء من المنصة الرئيسية!
يتحاشى منطق التواصل الاجتماعي وتبادل الزيارات من باب التوفير, لا يدق بابه إلا الحكومة ممثلة بجباة الكهرباء والماء ؛والهواء« وشعبة التجنيد وزوار الغجر, في نهاية كل أسبوع قبل الانخراط في معارك مساء الخميس وبعد نشرة الثامنة والنصف وإتمام واجباته الوطنية والعطفية يكرر ثوابته التي سأمها الجميع: امشي من الحيط للحيط وقول يارب السترة ولا تحني رأسك لأحد (إلا لله والحلاق.. وشرطة السير والوزراء والمحافظون والنواب ورؤساء البلديات والحراس الشخصيون وجيران المتنفذين وحاشية المدعومين وأحياء وأموات وأبناء وبنات المسؤولين.
قليلا  ما يكذب وأكبر أكاذيبه هي هتافاته في المسيرات العفوية وسحارات الانتخابات, يضحك بقرار إداري ويحزن بقرار إداري, مواطن البدائل المقامة: بدل المشوي والمسحب مكعبات ماجي, وشوربة العصاعيص بدلا  من اللحمة, لا ينظر إلى المستقبل خشية إملاق وأن نظر يعود إليه النظر خاسئا  حسيرا  وهو كظيم..
لا يجد نفسه ميالا  إلى السياسة (طوعيا ) وإن كان في نفسه بعض الهوى.. ينتمي إلى أكثر الأحزاب دفعا  للاشتراكات. لا يحب لا يكره لا يتحدث لا يصمت لا يقف لا يمشي لا ينام لا يستيقظ لا يقرأ لا يأكل لا يجوع لا يساوم لا يتنزل.. يصفق لا يعاني من حصار الدولة والدين والمؤسسات والتقاليد والقوانين والبطالة لا يعرف معنى: واسطة, محسوبية, فساد, رشوة, هدر, رقابة, استثناء, فيش, وبعد المونتاج والمكساج والمكياج يظهر على الشاشة الوطنية ويقول: شكرا  للحكومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى