صفحات سورية

أقفال الحرب ومفاتيح السّاسة

null
طالب إبراهيم
هل هناك حرب حقاً ؟ من طرفي النزاع ؟
هل هي حرب المآزق, أم حرب الهروب منها؟
هل البرنامج النووي الإيراني في سلم الأخطار؟
التصريحات الإسرائيلية في هذا الخصوص هي التي تدل على أن مفصل الحرب في هذا الاتجاه..
ماذا سيكون الموقف السوري ؟
ما تأثير الأزمة الداخلية الإيرانية؟
هل وجود حكومة إسرائيلية متطرفة ومأزومة يرجح احتمال الحرب؟
أين تقف عملية السلام العربية الإسرائيلية؟
لا نستطيع أن نقول أن تنظيم كحزب الله يستطيع في هذه المرحلة دفع الأمور نحو المواجهة..
كما لا تستطيع حركة حماس أيضاً …إن سلوك التنظيمين السابقين الآمن بعد اغتيال مغنية والمبحوح لدليل على الرغبة بالتهدئة بانتظار قرار مركزي من محاور أساسية..
إضافة لذلك هناك محاولات حثيثة ذات طابع ردعي لقادة الجيش الإسرائيلي لوضع حد لحروب الواسطة بعد تجربتين سابقتين..
حزب الله وحماس يتمفصلان مع محور التحريك الإيراني..وبدرجة أقل السوري..
إذن مسار نشوب الحرب ينطلق من حاجة أحد محاور التحريك إليها ..
محاور التحريك هم أطراف النزاع الحقيقيين.

“كل الوقائع تشير أن إسرائيل تدفع المنطقة إلى الحرب”,”إسرائيل غير جادة في عملية السلام”
هذا كلام منقول عن لسان مسؤول سوري كبير…
سورية لن تخوض حرباً لا الآن ولا في المستقبل لا القريب منه ولا البعيد..حتى لو أرغمت عليها وليس بالضرورة لأن صبرها طويل ولكن لأن الحرب المباشرة غير مدرجة في سلم سياساتها..
كل ما تحتاجه هو الجولان أولاً و يأتي عبر المفاوضات,”أو التحرير بالوكالة” و إعادة الارتباط مع المجتمع الدولي بعد القطيعة ثانياً,وهذا ما يحدث الآن فهل يتم التضحية بكل نجاحات السياسة الخارجية و تعود سورية إلى العزلة والمقاطعة من جديد ناهيك عن الخسائر بمقاييس الحروب؟
رئيس الأركان الإسرائيلي ووزير الدفاع اعتبرا أن احتمال الوصول إلى حرب أمر وارد إذا لم يتم الوصول إلى المفاوضات..
قد تؤدي الحرب مهمة الوصول إلى المفاوضات لكن الكلفة ستكون غالية على كل الأطراف,وقد تعود الحالة إلى نقطة الصفر,إذن ما الداعي إلى حرب هدفها المفاوضات إذا كانت الدبلوماسية تصلها..؟!
هنا تكمن أهمية الدور التركي كوسيط , مع محاولة أكثر من مبعوث إزالة سوء الفهم بين أردوغان وإسرائيل..
تحتاج إيران الوقت ليس لإنتاج برنامجها النووي المتصدع لأسباب تقنية تعجز التكنولوجيا المحلية  عن رأبها فحسب وإنما لتثبيت السلطة بعد الخلل الداخلي والذي أناط اللثام من جديد على تناقضات هائلة داخل المجتمع الإيراني بالعام وداخل النخبة أيضاً ناهيك عن الأزمة داخل المؤسسة العسكرية ذاتها ..
هناك تفرد للجانب الديني العسكري في السلطة في إيران, وبات ذلك واضحاً بعد الانتخابات المختطفة والتي أظهرت بوضوح انتصار الأجهزة الأمنية والحرس الثوري..لكنها أظهرت مدى الانقسام وعمق الأزمة..
تستثمر إيران الوقت بحنكة وتلعب على وتر تناقضات المنطقة وتلاقي المصالح, وحاجة المجتمع الدولي لعقد صفقة واردة,يحدوها تغيير جزئي في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية,
إن الطابع الديني العسكري للدولة,لم ينفِ ممارسة السياسة الخارجية في الملفات الساخنة وفق مقاييس غربية التكتيك وبراغماتية التوجه,على الرغم من راديكالية السياسة الداخلية وصورها المشوهة..
قد تكون الأزمة الاقتصادية وما سببته من انكماش للاقتصاد الأمريكي دافعاً نحو خلق حروب صغيرة تكون بمثابة رافعة للانتعاش الاقتصادي..
ولكن التغيير البسيط الذي طرأ على الاستراتيجية الأمريكية المزدوجة المفاهيم,يرجح العقوبات على الحروب..
إن ماهية الترجيح مسألة أبعد من مجرد التفكير بالحوار أو الترغيب بآلياته, إنه يصل إلى حدود اصطياد الأطراف المتنازعة “إيران ـ إسرائيل” أو المتنافسة “تركيا ـ إيران” في المنطقة على نفوذ وتبادل أدوار ..
إن التصريحات المتبادلة بين إسرائيل من جهة وإيران وملحقاتها من جهة أخرى لا تدل على قرب نشوء حرب بل على التحذير من وقوعها..
كل الأطراف تخشى وقوعها بلا استثناء..ولن يقدم أي طرف على شنها بل على الرد على شنها..
إن الرؤية الأمريكية والإسرائيلية حتى بوجود حكومة يمينية متطرفة متشابهة لجهة أن أي تسوية للنزاع العربي الإسرائيلي هي إضعاف لمعسكر الممانعة..
وبغياب أفق الحل ترتفع أصوات الحرب, ويستمر الصراع ,لكن ليس إعلانها, ثمة فارق بين الحرب واستمرار الصراع..
يفكر القادة فيما وراء العداوة والمنافسة..ويسعون إلى حل قد يكون مشترك ويعبر عن تقسيم للمصالح أقرب للمنطق, بموازين الصراع وملموسية الظرف, بالمقارنة مع حرب تعيد الأمور إلى نقطة البدء..
وإذا كان القادة يسعون إلى تسوية فإن العامة يريدون النصر ….
ليس استبعاد حصول حرب في المنطقة متوقف فقط  بالرهان على تخطيط القيادات الذين لم نعتدعلى رجاحة عقولهم خاصة أن العالم مليء بالعامة وذوي الحظوة ,وربما يفتقد العدد الكافي من القادة,ولكن لأن حرباً لن تقع الآن طالما أن أحداً لا يريدها..
كاتب سوري
خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى