رواية مثيرة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود بدمشق!
محمد منصور
دمشق ـ ما تزال دمشق في ذاكرة اللجوء الفلسطيني ملأى بالقصص والحكايا والتذكارات الدافئة… قصص تمتزج بذكريات قديمة عن دمشق التي كانت، وحكايا تروي مصائر التشرد واللجوء التي عاشها الفلسطينيون زماناً ومكاناً وتاريخاً وذكرى، حتى صارت مصائرهم، جزءاً من صورة المدينة منذ خمسينيات القرن العشرين، بكل ما مر عليها من تقلبات وتحولات، وما استقبلته من هجرات وموجات نزوح أخرى.
حول هذا الموضوع الهام والشيق، يقدم الصحافي والكاتب الفلسطيني علي الكردي، روايته الأولى: (قصر شمعايا) والتي تكاد تكون أقرب إلى (الرواية التسجيلية) رغم ما توحي به من فضاء متخيل، إذ يضمنها جزءاً من سيرته الذاتية، حين لجأ مع عائلته في ستينيات القرن العشرين، إلى إحدى غرف هذا القصر الذي بناه الثري اليهودي شمعايا أفندي عام 1865 بدمشق، ليكون تحفة معمارية باذخة، فإذا به يتحول إلى مجمع سكني لما يقرب من خمسين عائلة فلسطينية لاجئة، أسكنتهم الحكومة السورية في هذا القصر باعتباره (من أملاك اليهود الغائبين) لأن ورثته غادروا سورية مع من غادر من أبناء الطائفة!
صراع الهوية والعقائد والبحث عن وطن!
أهمية رواية (قصر شمعايا) تنبع منذ البداية من مناخها الدرامي المشبع بصراعات متعددة المستويات… فمن صراع الهوية الذي يستشعر به بطل الرواية (أحمد الشيخ طالب) في الوسط الدمشقي أولا، حيث كان يعيش في قلب النسيج المعقد لمدينة دمشق القديمة، وليس في تجمعات لاجئين داخل مخيماتهم، وحيث كان يأخذ طحين وكالة الأونروا وقد تحول إلى أرغفة من عجين الأمهات، إلى الأفران لخبزه، فيستشعر نظرات الآخرين الخفية المواربة التي تحتمل الشفقة أو الدهشة، وهو يحمل سدر العجين أو الخبز على رأسه أثناء ذهابه وإيابه إلى الفرن، إلى صراع العقائد والطوائف في تلك الكيلومترات القليلة التي تضم حارة اليهود بدمشق، يحاذيها حي الأمين ذو الأغلبية الشيعية، وحي الشاغور السني، ثم إلى الشمال الغربي حي باب توما المسيحي، لتتحول إلى فسيفساء متنوع تتلاقى فيه الديانات والإثنيات، وتنجلي فيه طقوس الموت والحياة والحزن والفرح باختلافها وتشابهها، وصولا إلى صراع المصائر وأحلام بناء أو استعادة الوطن، فقد حملت نكبة 1948 مجموعة من اللاجئين الذين هجروا من ديارهم، إلى قلب مكان يعيش فيهم من يمكن أن يكونوا للوهلة الأولى (أعداءهم) وهنا في حي اليهود الدمشقي راح اليهود من ساكني هذا الحي، يتسرب بعضهم تحت جنح الظلام، للالتحاق بـ (الوطن البديل) بينما راح بعض اللاجئين الفلسطينيين يختفون أيضاً تحت جنح الظلام، كي يلتحقوا بالعمل الفدائي، ويستعيدوا (الوطن السليب) من رحم (الوطن البديل) الذي كان يتشكل ويتحول إلى أمر واقع… وهكذا كلما اقترب (الوطن البديل) بالنسبة لليهود الذين غررت بهم الدعاية الصهيونية كي يتركوا النسيج المتفرد الذي كانوا يعيشون به في قلب دمشق القديمة، كلما ابتعد (الوطن السليب) بالنسبة للاجئين الفلسطينيين، وشحب الأمل بالعودة إلى البيوت التي حملوا مفاتيحها معهم!
مكان يتبّدل!
بهذه الكثافة الدرامية يختار علي الكردي مادة موضوع روايته الأولى، فيغوص في الزمان والمكان والتاريخ والدين والطوائف والوطنية’والمقاومة وحلم العودة وحلم الرحيل… قبل أن ينقلنا إلى داخل (قصر شمعايا) حيث نستعرض مصائر تراجيدية صاخبة لمجموعة من العائلات الفلسطينية التي سكنت هذا القصر، فحولته إلى شيء آخر لا علاقة له بماضيه الباذخ… ويبرع علي الكردي في وصف صورة القصر وما طرأ عليه من تحولات في غير موضع من الرواية بعين مرهفة، قادرة على التقاط المفارقات البصرية التي حفرت مجراها في ملامح المكان وروحه، فيقول:’
(كان قصر شمعايا وحده نسيجا متفرداً يختلف عن باقي دور اليهود الأكثر تواضعاً التي سكنها اللاجئون، وإذا كان هذا الأمر في البدايات ميزة إيجابية، فقد تحول مع مرور الزمن إلى كارثة على ساكنيه، فالبيوت الأكثر تواضعاً استوعبت عددا محدودا من العائلات اللاجئة، وبالتالي كانت مشاكلهم أقل… بينما قصر شمعايا الذي يضم فسحتين سماويتين يتوسطهما كنيس استوعب في داريه العلوية والسفلية أكثر من خمسين عائلة، كل منها كان نصيبه غرفة واحدة، وبما أن بعض غرف القصر كانت عبارة عن قاعات كبيرة مزينة جدرانها بزخارف نباتية ونقوش جميلة، وأرضيتها مكسوة برخاميات إيطالية ملونة، فقد قسم بحواجز خشبية لتتسع إلى عدة عائلات لاجئة، تتقاسم فيما بينها الروائح والأصوات والمشاجرات وأنين الليل وهمساته).
ثم يمضي الكاتب إلى رصد الصورة التي آل إليها قصر شمعايا، في سعي حثيث لكتابة رواية عن مكان يتبدل، ويتحول إلى (حالة زمنية) نرى في غرفه وعلى جدرانه، مسار زمن يحمل معه مفاجآت تاريخ يكتب ومصائر بشر تُعاش، وتترك بصمات حياتها على المكان… يقول:
(لم يبق من قصر شمعايا الذي خلعت بوابته الخارجية سوى اسمهن حيث تحولت فسحتاه السماويتان بسبب اكتظاظ سكانه، وحاجتهم إلى توسيع غرفهم، إلى غابة من براكيات الخشب والزينكو والأسمنت، متداخلة مع بعضها بفوضى وقبح شديدين بعد أن بنت كل أسرة تحويطة حول غرفتها من تلك المواد الرخيصة التي قضمت جزءاً من فسحة الدار، فحولتها إلى متاهة غرائبية، وخاصة بعد أن تيبست الأشجار واقتلعت، وتهدمت حواف الفسقية التي انقطعت عنها المياه فحولها أحد الجيران إلى تحويطة ضمها إلى غرفته، بينما تخلعت درابزينات الأدراج من أماكنها، وباتت أراجيح خطرة لأطفال الدار الأشقياء، كذلك تسربت الرطوبة إلى الجدران الخشبية المليسة بالطين والتبن، وانفتحت فيها ثغرات راحت’الجرذان تسرح وتمرح في جيوبها. لم يمكن بالإمكان مقاومة هذا الخراب الذي حل بالقصر الجميل بسبب الازدحام الذي لم يستوعبه، وبسبب الفقر المدقع، الذي لم يجلب معه سوى مزيد من البؤس والتردي)
دمشق كنموذج للتعايش!
لا يقتصر الإحساس بتحولات المكان في الرواية على قصر شمعايا وحده، بل يتعداه إلى خارجه… ها هنا يلتقط علي الكردي جغرافيا دمشقية بالغة الثراء، لا يقدمها عبر وصف سياحي، أو استعراضي مجرد، بل عبر وصف مشهدي فيه الكثير من الاحتفاء بتبدل طقوس المكان، بين الأحياء المسلمة والمسيحية وبين الأسواق والبيوت الطينية والعمارات الفاخرة، فيطرح المكان أسئلة طفولية عن معنى وطقوس الدلالات بين أصوات مقرئي القرآن التي تتصادى بخشوع من هذا المذياع أو ذاك من دكاكين السوق فيما أصحابها منشغلون بترتيب بضائعهم، او تنظيف الفسحات الصغيرة أمام محلاتهم، وبين أصوات أجراس الكنائس بإيقاعها الرتيب… أو بين صور الجنائز الموزعة بين الأديان الثلاثة ومظاهر الاحتفالات الدينية باختلاف طقوسها ومعانيها، مثلما يطرح المكان أيضاً أسئلة الفقر والغنى، والشقاء والرفاه، وأحلام الخلاص من الفقر وتغيير المصير والقدر:
(… وحينما أنظر إلى تلك الأبنية الهادئة، العبقة برائحة الياسمين الدمشقي، أتذكر بيتنا المتهالك في قصر شمعايا، فأغص بمرارة، وأتخيل نفسي رجلا قوياً غنياً، يملك شقة في واحدة من هذه العمارات الحديثة).
وتتحول جغرافية المكان بأبعادها الدينية والدرامية، إلى جزء من اكتشاف معنى الحياة وفلسفة المدينة العربية القديمة، وإلى جزء من صداقة جمعت بطل الرواية مع شاب مسيحي هو (جورج بغدان) وآخر يهودي هو (موسى) فنرى في هذه الصداقة بكل تجاذباتها وانعطافاتها ونقاشاتها الحارة، صورة أخرى للمكان، لدمشق القديمة التي تتقاسم قلبها الأديان السماوية الثلاثة:
(وكان الحديث يجرنا إلى أسباب وخلفيات هذا التوزّع الذي قسم أحياء دمشق القديمة على هذا النحو، حيث يقع الحي اليهودي على تخوم الحي المسيحي من جهة، وعلى تخوم الأحياء الإسلامية، التي تنقسم بدورها إلى أحياء سنية وأخرى شيعية، حيث تتعايش هذه الأديان والطوائف بانسجام وتآلف، على الرغم من بعض الغيوم التي شابت هذا النسيج في مراحل تاريخية معينة، لكأن المدينة العربية القديمة مصممة في الأصل على ضوء هذا التعايش الأصيل والمتسامح بين الديانات والطوائف).
تراجيديا اللجوء الفلسطيني!
ومن رواية المكان وطقوسه من الجمعة الحزينة إلى عاشوراء، يتابع علي الكردي تحليل غابة من الطقوس والرموز، ويدخل في سياق ذلك في غابة البشر الذين جمعهم قصر شمعايا، وفرقتهم الأيام وهجرات الاغتراب… نماذج شديدة الثراء لبشر أقوياء، وآخرين متخاذلين، للاجئين تأقلموا مع حياة الفقر والتشرد وقارعوها بضراوة، ولآخرين هزمتهم الغربة، وسلبهم الوطن’السليب طعم الحياة ونكهتها خارج ترابه، وقد لجأ علي الكردي في سبيل تقديم الصورة الكاملة لهذا العالم، إلى لعبة تعدد الأصوات في البناء السردي، فقد تموضع داخل بطل الرواية (أحمد الشيخ طالب) مثلما قدم أجزاء من الرواية عبر راو آخر، هو صديق بطل الرواية المسيحي جورج بغدان… ولعل هذا الخيار الفني كان على قدر كبير من الضرورة الدرامية التي أثرت السرد، وقدمت صورة هؤلاء اللاجئين، ليس من وجهة نظر واحد منهم فقط، بل من وجهة نظر شخص يراهم من الخارج… ولعل أجمل مقاطع الرواية في هذا السياق ما يقوله جورج بغدان عن الكيفية التي رأى بها ساكني قصر شمعايا:
(أتاحت لي الزيارات المتتالية إلى قصر شمعايا، التعرف أكثر فأكثر على أجواء وحيوات لم أكن أظن أو أعلم أنني في يوم من الأيام سوف أتعرف عليها بهذا العمق، وبهذه التفاصيل الإنسانية المدهشة في تنوعها، ومنذ ذلك الحين لم يعد الفلسطيني- اللاجئ بالنسبة لي، مجرد شخص أحمل عنه تصورات هلامية، وأكن له مشاعر تعاطف إنساني مجرد، بل صار شخصاً من لحم ودم، وقصص وحكايات ومصائر بشر، حيث شهدت بنفسي التحولات التي طرأت عليهم، فحولت بعضهم إلى شهداء أو مشاريع شهداء… أو أسرى ومنفيين… أو مهاجرين في أصقاع الأرض… ومن يومها لم تعد الصورة التي شكلتها عنهم أحادية أو مثالية، لأنني اكتشفت بأم عيني أنهم بشر مثلنا،’يحملون معهم كل ما نحمل من تناقضات وأهواء ونوازع… لهم أحلامهم وانكساراتهم وبينهم الصلب القوي المقاوم، وبينهم الضعيف الانتهازي المساوم… بيد أن قضيتهم الاستثنائية -ربما- هي التي جعلت منهم رواية تراجيدية لم تكتمل فصولها بعد)
صورة متوازنة لليهود العرب!
لكن الرواية لا ترصد حياة اللاجئين الفلسطينيين في حارة اليهود، بل تمد عينها إلى مراقبة مصائر جيرانهم اليهود في الوقت نفسه، وبنفس القدر من الحس الإنساني، والتجرد من النظرة العدوانية المسبقة، وهذه ميزة تحسب للكاتب بلا شك، إذ استطاع أن يناقش وضع اليهود العرب، باعتبارهم جزءاً من نسيج اجتماعي متنوع، وليسوا طارئين على المنطقة كي تتلقفهم الدعاية الصهيونية بدعايات الهجرة… ولعل أجمل الصور التي قدمها الكاتب هنا… صور لقاءات اليهود مع الفلسطينيين على أبواب الأفران في الأعياد، من أجل خبز حلويات العيد… هنا تتجلى الإشارات والرموز، مثلما تتجلى العواطف والمشاعر… حيث يتوقف الكاتب عند العلاقات العاطفية التي راحت تنشأ بين بعض الشبان الفلسطينيين، وبعض الفتيات اليهوديات… بعضها انتهى بصمت وألم، وقد حالت بينه صورة وطن ومرجعيات تهجير واحتلال، وبعضها الآخر استحال قصة مأساوية، كما في قصة الشاب الفلسطيني المراهق، الذي وقع في حب ابنة جيرانه اليهودية التي تصغره بعامين، ثم كبر حبهما إلى درجة أنهما قررا الزواج، لكن كلا العائلتين وقفت بحدة في وجه هذا الزواج، ومارست الطائفة من ورائهما كل أشكال الضغط وأنواع الترهيب والترغيب… وفي أحد الصباحات صب الشاب الكاز على نفسه، وأشعل النار بجسده… وعندما سمعت الفتاة ما حل به، تجرعت السم لتلحق به ووجدت جثة هامدة في اليوم الثاني.
لم يرصد الكاتب قصص حب فقط، بل تحدث أيضاً عن شرنقة العزلة التي كانت تغرق بعض الجيران اليهود في ستار من الوحدة والغموض،’في الوقت الذي انفتح بعضهم الآخر على التعامل مع جيرانهم الفلسطينيين بود وانفتاح وتسامح… وتحدث أيضاً عن شحوب الأمل الذي راح يراود بعض الفتيات اليهوديات، بعد تسرب الشبان تحت جنح الظلام في عمليات الهجرة غير الشرعية، التي كانت تتم تحت ستار من السرية الحديدية، والتي دفع ثمنها الكثير من اليهود العرب، عندما اكتشفوا فداحة الخطأ، الذي جعلهم ينسلخون عن المجتمع الذي عاشوا فيه، من أجل وهم الوطن البديل!
فصول قصيرة وأصوات متعددة!
يغلب على الرواية الفصول القصيرة اللاهثة التي لم ينشغل علي الكردي كثيراً بهندسة عمارتها، وتتداخل الأصوات في البناء السردي للرواية، حتى ليبدو وكأن بطل الرواية يطلب فسحة من الصمت أو الغياب، وتكرس هذا الإحساس في القسم الثاني، حين يلتحق أحمد الشيخ طالب، وهو على أبواب دخول الجامعة بالعمل الفدائي، ويشترك بعملية داخل فلسطين المحتلة، فيؤسر خلالها ويقضي سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية قبل أن يعود في عملية تبادل أسرى تمت في منتصف الثمانينات… يعود إلى المكان ذاته ليرصد هجرة بعض ساكنيه أو اختفاءهم، وليتابع مصائر جديدة في زمن اختلفت قيمه ومعاييره… زمن صار لا يشبه طموحاته وأحلامه، ولا مساومات بعض الثوار وانتهازية بعض القيادات… وهو نفس الزمن الذي تشاركه فيه ابنة عمته (رشا) حبه الأول، التي تغربت في أمريكا مع زوج خليجي، لتعيش مرارة الاغتراب الروحي الأقسى، وهي ترى إلى خواء زوجها الإنساني، ثم إلى تحول أحد ولديها إلى مشروع أصولي متطرف، والآخر إلى جندي يشارك في الجيش الأمريكي الذي سيغزوالعراق، وسط شعور بفداحة المصيبة، ممزوجاً بنوع من الخزي العميق والشعور الغاضب بالخذلان!
ترثي رواية (قصر شمعايا) بصدق وشفافية بالغتين زمانا ومكاناً وحلماً… فهي رواية تراجيدية بامتياز، كل ما فيها يحكي عن تناقضات حياة تنهار وتتداعى وتصبح أكثر بشاعة كما قصر شمعايا نفسه.. وكما بطل الرواية الذي حاول أن يعيش قناعاته بصدق قبل أن تنزوي أحلامه وتنسحب إلى زاوية معتمة في زمن موغل في الرداءة والانكسار… يرثي علي الكردي هذا كله بلغة بسيطة عذبة، تنبذ الافتعال والفخامة، وتجيد تصوير المشاعر والتعبير عن الجوهر، وملاحقة التفاصيل، ورسم المشهدية التي تمور بالحركة، ولعله يقدم هنا نموذجاً لرواية فلسطينية، تتحدث عن الجوهر الإنساني للجوء، وعن إحساس اللاجئ بدرامية المكان من حوله خارج جغرافية (المخيم) التي أشبعت واستهلكت، ولهذا يمكن أن تضاف هذه الرواية إلى كثير من الأعمال الأدبية التي تتحدث عن دمشق بمقدار ما تتحدث عن فلسطين، والتي تتحدث عن اختلاف وثراء طقوس الأديان، بمقدار ما تتحدث عن فلسفة التعايش والتسامح، إنما مع التمسك الأصيل بالثوابت والحقوق، باعتبارها مظهراً من مظاهر العيش بكرامة، مهما طرأ على قضية فلسطين من تحولات وتبدلات!
القدس العربي