صفحات من مدونات سورية

دمشق ، 24/شباط / 2010

دفا .. مع لذعة بَرد
ربما ، ليس من السهولة نقل (مناخ الشام ) بالكلمات .. ، فهو مناخٌ يختلِطُ معَ رائِحةِ الطرقاتِ والنَّدى والياسمين (وإن في غير موسمه) .. روحُ دِمشق التي تعانِقُ الوقت .. ، وتتحدَّى الترهل والشيخوخة التي يفرضها أهلها عليها .. ، هذه المدينة الأعتق في تاريخ البشرية .. التي تحمِلُ همَّ اسمها .. وهمَّ الأرض التي عليها قامَت .. ، والتاريخ الذي فاضَ فيها ..
الطُّرقات كما هيَ .. ، شمسٌ تعانِقُ الأمزجة الصَّافية .. ، وأرواحٌ تُحِسُّ بخفتها على الطُّرقات
تبدُو دِمشق أقلَّ تعباً .. تبدُو .. ربما أكثرَ رِضا ..
ثمة غيمتان .. واحدة تحرِّضُني على القول .. وأخرى تنفِضُ مافي جَوْفِي مِن زفرات
ودِمشقَ تدندِن .. معَ عود مارسيل الصَّباحي المنكَّهِ بالقامةِ درويش (أمرُّ باسمِك إذ أخلو إلى نفسي) .. والرَّغبةُ تصيرُ (طِفلاً) لا يَفهَمُ إلا تلبيتها .. ، والحاجةُ تصيرُ شيئاً قابلاً للمسِّ أو الاقتراب منها
ودِمشقَ بناتٌ يَتضاحَكن على موقف الباص العموميّ .. عامل بلاط يدخن سيجارته معَ كأسِ شايٍ باردة .. أمٌّ قلِقةٌ على ذهاب ابنتِها إلى المدرسةِ بدون مِعطفِها .. وفيروز .. يتلاشى صوتها مِن أحدى كولبات الحَرس على طريق أبورمانة .. الشارع الرئيسي
الضَّبابُ ورديّ .. وقاسيون .. واضحٌ أكثَر .. ، والكلماتُ ترفعُ عَن كاهِل صاحبها ثقلَ البلاغة .. ، ودِمشقَ تدفِن بَعضَ حزنها وتستبدله بقليلٍ مِن مناقيش الزعتر والجبنة البلدية ورائِحِ خبز الصَّاج ..
هي مدينتي التي لا تتعَب .. ولا تنام

http://anwatan.wordpress.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى